«النهايات» في الأردن يستنطق الظواهر اليومية العمياء

الجسرة الثقافية الالكترونية –

آية الخوالدة: «إ

نّها تُمطر الآن، وما يسقُط على رأسي هو كلماتُ الإمامِ الثقيلةُ المتساقطةُ من المئذنةِ القريبة. الجمعةُ الأخيرة من يناير ليست يومًا عاديًّا في غرفتي. الشوارعُ في التلفاز تفيض بقطراتٍ ملوّنةٍ من البشرِ والحجارةِ والمتاريس. وبين حينٍ وآخر تُرعِدُ رشقاتُ طلقاتٍ ناريّةٍ وتُبرِقُ قنبلةُ المولوتوف. يتصاعدُ الأذانُ وصداعٌ في رأسي، وأصيرُ أغوصُ وأغوصُ باحثًا عن ذلك الطفل/أنا مدفون تحت أعماقِ طبقاتٍ وطبقاتٍ من الخيانة» بهذه الكلمات اطلق القاص هشام البستاني «انفجار كابوس جديد» وهو عرض ادبي وموسيقي سمعي وبصري في دارة الفنون في العاصمة الاردنية عمان وسط حضور لافت.
العرض الذي تعنون بـ «النهايات» جمع ما بين الادب والموسيقى السمعية والبصرية، وتناول الازمات المتتالية التي نتعرض لها من قبل العالم المعاصر، فنحاول الهرب، لكن الوعي يدفعنا إلى حواف المواجهة. يقدّم الأدب والفن إمكانيات جمالية لا تخاف من الاشتباك ولا تدير ظهرها وتتظاهر أنها لا ترى. «فينفجر كابوس جديد» محاولة تأخذ شكل مختبر سردي/موسيقي/بصري، يقدّم اشتباكاً يشترك فيها الأدب السرديّ القصير مع الشعر بالمحكيّة والموسيقى والفيديو آرت؛ وتتراوح ثيماته بين الغوص إلى أعماق المفاهيم الوجوديّة الكبرى، واستنطاق الظواهر اليوميّة العمياء.
اما عن المشاركين الى جانب البستاني، هم: كاز الأمم: أحمد شحادة «هيب هوب/راب»؛ المستنقع: بشار سليمان «موسيقى الكترونية – مقترحات صوتية»؛ ومحمد شحرور «مداخلات بصريّة – فيديو آرت»؛ كلاً من فرقة «زائد ناقص» المتشكلة من: باسل ناعوري «كيبورد، ترمبيت، الكترونيات»، أمجد شحرور «باس غيتار»، عمّار عرابي «درامز وإيقاع»؛ إضافة إلى عازف الكلارينيت غسان أبو حلتم، مع مساهمة من فراس شحادة الذي صمّم سلسلة البوسترات الخاصة بالعرض.
العرض الجديد – بحسب البستاني – حصيلة مقترحات اشتباكية سابقة قدّمتها المجموعة في جاليري «فن وشاي» تحت اسم «بروفة أولى»، وفي مقهى «حبر» تحت اسم «أحلام اليقظة»، وبمشاركة عازف الكمان حسين عبد المنعم، وتصاعدت وتطوّرت لتصل إلى شكلها الحالي في «النهايات».
ويؤمن البستاني بأن مستقبل الكتابة والفن يقع في المناطق التي نسميها «تخومية»، تلك التي تتلاشى فيها الحدود وتتلاقح فيها الأنواع مولدة أبعاداً وأعماقاً وزوايا رؤية مختلفة. في كتابتي استعملت الصور الفوتوغرافية، والمرجعيات والإحالات السينمائية، والتشكيلية، والجرافيك، والموسيقى، فالكاتب الذي لا يتفاعل مع ما ينتجه الفنانون الآخرون من أشكال إبداعية لا يمكن أن يطوّر أدواته الكتابية. اريد خلق عوالم تخيلية أوسع، أكواناً متعددة داخل المساحة التي نظنها ثلاثية الأبعاد.
لهذا يأتي الاشتباك في المناطق التخومية ليفجر كل هذه الطاقات الكامنة لدى الكاتب والفنان والمتلقي على حد سواء.
ويذكر ان البستاني يحاول الانفتاح على الآداب الأخرى الشعر والفنون من سينما وتشكيل وفوتوغراف وموسيقى، منذ صدور كتابه الاول «عن الحب والموت» دار الفارابي، 2008 ، وقدم العديد من العروض الاشتباكية كان اولها «أرى المعنى» بمشاركة عازفة البيانو رانيا عجيلات والفنانين التشكيليين محمد التميمي وعلاء الطوالبة، ومن ثم مشروع «أثر الغراب» عام 2013 مع «أحمد شحادة، كاز الأمم وفرقة ترابية، وعازف الكمان حسين عبد المنعم، وفي نهاية 2013 المشروع الاشتباكي الثالث «الساعة 24:00» مع الشاعر محمد معايطه والنحات خليل ابو حلتم وعازف الكلارينت غسان ابو حلتم وعازف الجيتار توفيق جهاد.

عرض فني جمع بين الأدب والموسيقى البصرية
#القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى