الهاشمي والشرقاوي يحصدان جائزة النص المسرحي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية القطرية-
كشفت جائزة الدولة لأدب الطفل صباح أمس عن أسماء الفائزين بجوائزها للعام 2013، وذلك خلال مؤتمر صحفي حضره سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، والدكتورة كلثم الغانم، رئيس لجنة أمناء الجائزة، والأستاذة عائشة جاسم الكواري، أمين سر الجائزة، ومن المقرر أن تقام احتفالية ثقافية كبرى مساء يوم السبت المقبل على مسرح قطر الوطني، يقوم خلالها سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث بتكريم الفائزين.
تتضمنت الجائزة خمسة مجالات وفاز عملان مناصفة عن مجالات القصة والمسرح والدراسات الأدبية بينما تم حجب جائزتي موسيقى أغاني الأطفال، ألعاب الأطفال الإلكترونية، وذلك لعدم ارتقاء الأعمال المقدمة إلى المستوى الذي تسعى إليه الجائزة، وعدم توافق الأعمال المقدمة مع شروط الجائزة.
في مجال النص المسرحي فاز بالجائزة مناصفة كل من الكاتب المسرحي السوري نور الدين موسى عبدالقادر الهاشمي، وذلك عن عمله”ساحة الأحلام “، بالإضافة إلى الكاتب المسرحي المصري محمد فتحي مدبولي الشرقاوي، وذلك عن عمله “كلمة وحرف”.
فيما ذهبت جائزة القصة مناصفة أيضا لكل من القاص التونسي يوسف بن علي رزوقة عن عمله “أطفال القمر”، بالإضافة إلى القاص السوري حسان عبدالباسط الجودي عن عمله “كيف تصبح عالما”.
وفي مجال الدراسات الأدبية فاز بالجائزة مناصفة كل من الباحث المصري أحمد عادل القضابي عن عمله “العناوين وأفق توقع الطفل”، فضلا عن الباحثة الجزائرية نسيمة سعيد بوصلاح، عن عملها “موت الجدة ..إشكالية إعادة التراث”.
إعلاء الثقافة
وخلال كلمة له بالمؤتمر أكد سعادة وزير الثقافة أن “هذه المناسبة عزيزة على القلب، كونها تتعلق بالجائزة، ونحمد الله أننا في دولة تعلي قيمة الثقافة، فحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يؤكد دائما على ضرورة الاهتمام بالطفل”، مشيراً إلى أن ذلك الاهتمام ليس مسؤولية طرف بعينه، ولكنه مسؤولية الجميع، فهو مسؤولية تربوية وتثقيفية، وأضاف، “عندما يفكر المسؤولون وفي مقدمتهم صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لإقامة هذه الجائزة، فإن أهميتها لم تكمن هنا في قيمتها المادية وفقط، ولكن كانت سموها تضع في ذهنها تشجيع التأليف بشأن الطفل وأيضا تشجيع الطفل على الاهتمام بالأدب والثقافة”، كما قال د. الكواري إن “جائزة الدولة لأدب الطفل تحقق هذين الهدفين، وأن استمراريتها أمر يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، وفي كل عام نحدد أهدافا معينة، وعلى ضوئها يتم اختيار الفائزين، وإذا كنا في حاجة إلى تشجيع الطفل على القراءة بما يعزز قيمه وأخلاقه، وروابطه الثقافة العربية والإسلامية، فإننا في الوقت الحاضر في أشد الحاجة إلى كل ذلك، فالعالم يشهد العديد من الإغراءات لإبعاد الطفل عن الموضوعات الجادة والأمور ذات النفع ما يجعلهم عرضة لهبوب رياح قوية لعدم تأسيسهم على أسس سليمة، ولذلك فإن مكانة الجائزة تتعزز يوما بعد الآخر، ووجه سعادة الوزير الشكر إلى مجلس أمناء الجائزة على ما يقوم به من جهود، مجددا الشكر إلى الأستاذة عائشة الكواري، أمين سر الجائزة، على جهودها المتمثلة في دعم مجلس الأمناء وتنفيذ قراراته.
تشجيع المبدعين
وشدد سعادة الوزير خلال تصريحات صحفية أدلى بها عقب المؤتمر الصحفي، على أن الجائزة تعد من الجوائز المهمة التي تعد ركيزة مهمة من الركائز في دولة قطر، لافتا إلى أن “الجائزة تتعلق بفلذات الأكباد، وليس أهم لدى الإنسان ولدى الأسر من فلذات الأكباد، وقال: نحن سعداء بأن تضع الدولة مثل هذا الاهتمام منذ البداية، فحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يضع الطفل دائما في الاعتبار، وعندما زار سموه معرض الدوحة الدولي للكتاب في العام الماضي قضى معظم الوقت مع الأطفال، وكتابهم، لأن سموه يدرك أن الطفل هو ركيزة المستقبل لهذه البلاد، منوهاً إلى أننا أحوج ما نكون إلى الطفل أكثر من أي زمن مضى، معللاً بأن الإغراءات الكثيرة التي يتعرض لها الطفل سواء أمام التلفزيون أو “الانترنت” عديدة، سواء كانت تحمل محتوى للتسلية أو أي محتوى آخر، وهو الأمر الذي قد تتسرب معه أمور أخرى، ولدينا ثقافة عربية وإسلامية نريد تعزيزها من خلال الجائزة، كما لدينا هدفان نعمل من أجلهما في الجائزة، وهما تشجيع المبدعين من خلال الكتابة للطفل، والهدف الثاني هو إتاحة مثل هذه الأعمال لتنمية مواهب الطفل، وربطه بثقافته العربية والإسلامية، وهذان هدفان أساسيان من أهداف الجائزة”، وشدد سعادته على أن الجائزة لا تخدم الطفل القطري وفقط، ولكنها تخدم الطفل العربي أيضاً، فهي تتوجه باللغة العربية الفصحى، وهو ما نعمل من أجل تعزيزها في نفوس الأطفال، موجها التهنئة إلى المكرمين، وذلك خلال الاحتفال الذي سيقام لهم على مسرح قطر الوطني بعد غد.
تقليد ثقافي
وفي كلمة لها بالمؤتمر قالت الدكتورة كلثم الغانم، رئيس لجنة أمناء الجائزة، إن الجائزة أرست تقليدا ثقافيا وحضاريا تركز على تكريم العمل الإبداعي المقدم من الأدباء الفنانين المهتمين بأدب الطفل، وكان لإسهاماتهم أثر كبير في تعزيز مكتبة الطفل العربية، وهذه الآداب والفنون والعلوم تقود إلى تنمية عقل الطفل وتعمل على خلق جيل جديد من الأدباء والكتاب والمثقفين، وذلك بفضل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لافتة إلى أن الدورة الحالية ما هي إلا حلقة في سلسلة الدورات السابقة والمستقبلية وهي نضوج أدبي وفكري نرنو من خلاله إلى تعزيز وترسيخ القيم لدى الأطفال وربطهم بهويتهم الوطنية والعربية والإسلامية وتعزيز ثقافتهم العامة، لافتة إلى أن النتاج الذي يفوز بالجائزة يشكل نقلة إبداعية وثقافية نوعية تدعم ثقافة الطفل العربي، وتمتد أصولها في عمق الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية المعاصرة، وذلك بسبب نوعية المشاركات التي وصلت إلى الجائزة من جميع بلداننا العربية والتي تميزت بالتنوع والمستوى العالي، مضيفة أن الدقة والرصانة والحرص في عرض المشاركات على لجان الفرز والتحكيم ولجان ترجيح الكفة من الأصول التي تتبعها الجائزة عند المفاضلة بين الأعمال المشاركة. لافتة إلى أنه شارك في هذه الدورة ضمن المجالات الخمسة للجائزة (النص المسرحي- الدراسات الأدبية- القصة- موسيقى- أغاني الأطفال- ألعاب الأطفال الإلكترونية) قرابة 210 مشاركين، واتسمت المنافسة بين عدد كبير من الأعمال مما تطلب عرضها على أكثر من لجنة تحكيم وخاصة في مجالي القصة والدراسات الأدبية، ووصفت د. كلثم الأعمال الفائزة بأنها ستكون في متناول أبناء الوطن العربي عبر آلية اعتمدتها الجائزة تتمثل في طباعة الأعمال الفائزة وتوزيعها في جميع أرجاء الوطن العربي، “وحرصت على تنفيذها بشكل سنوي إضافة إلى توزيعها ضمن مشاركات الجائزة الداخلية والخارجية في الندوات والمعارض والفعاليات الأخرى”، ووجهت التحية والتقدير لكل من ساهم واشترك في هذه الدورة.
متمنية حظا أوفر لمن لم يحظ بالفوز المادي، “ولكنه قد حظي بدعم أدب الطفل من خلال مشاركته”. كما وجهت التحية إلى سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث على بصماته في دعم الجائزة ووصولها لهذا المستوى الطيب.
رؤية عميقة
بينما أكدت عائشة الكواري، أمين سر الجائزة، أن الجائزة تستند على رؤية عميقة للدولة من الناحية الثقافية بالإضافة إلى رؤية فنية تسمح لأفق التنافس أن يكون مبنياً على التعدد الهادف والتنوع الخلاق بما يعود بالفائدة على الطفل العربي، وأوضحت أمين سر الجائزة أن إقبال الأدباء على المشاركة هذا العام يفوق الوصف، إذ وصلت إلى 100%، “ما يؤكد تطور الجائزة وأنها تحقق نجاحا عاما بعد الآخر، وذلك بفضل تكاتف جميع الجهود، وأشارت إلى أن حفل تكريم الفائزين بعد غد سيشهد عرض فيلم تسجيلي عن الجائزة يوثق لمسيرتها عبر الأعوام الماضية، وما حققته من نجاحات طوال الدورات السابقة، والتطور الكبير الذي تشهده،”كما سيشهد الحفل كلمة لسعادة وزير الثقافة والفنون والتراث، كما لفتت إلى أن هذا العام سيشهد أيضا تكريم فئة البراعم من المكفوفين، وخاصة من الذين أبدعوا في مجال المسرح، وهو تقليد جديد للجائزة، ما يعني أنها تضع دائما التطوير والنجاح وكل ما هو جديد.