الهدهد توقع في مركز الحسين كتابها (من يافا إلى عمان)

الجسرة الثقافية الالكترونية –

محمد جميل خضر

بحضور سمو الأميرة عالية الطباع، ورعاية أمين عمان الكبرى عقل بلتاجي، ووسط لفيف من الأهل والأصدقاء والمعنيين، وقّعت الكاتبة روضة الفرخ الهدهد أول من أمس في إحدى قاعات مركز الحسين الثقافي كتابها الجديد «من يافا إلى عمان مع المحبة» الصادر قبل أيام عن مديرية الثقافة في أمانة عمان كواحد من إصدارات المديرية للعام 2014، وتنفيذ الطباعة لدار البيروني للنشر والتوزيع.
الهدهد تواصل في الكتاب الواقع في 203 صفحات من القطع المتوسط، ما بدأته في كتابها «اليافاوية» من استذكار لمفاصل في السيرة الذاتية، وهو ما تورده الكاتبة في مستهله تحت عنوان «هذا الكتاب»، موضحة أنه الجزء الثاني للسيرة التي بدأتها بعنوان: «اليافاوية، سيرة ذاتية (1)»، رائية أنهما ينبغي أن يقرآ معاً.
حفل التوقيع الذي أدار فقراته وزير الثقافة السابق د. صلاح جرار أستاذ الأدب الأندلسي في الجامعة الأردنية، شارك فيه بمداخلات وتقديم شهادات: الفنانة التشكيلية تمام الأكحل، الكاتب الطبيب محمد الحجاج، القاصة سحر ملص، إضافة لمداخلة من الكاتبة نفسها، تجلت كشهادة تلقائية عفوية سبقت توقيعها كتابها للحضور والمهتمين.
الأكحل وبعد أن أشارت إلى «سلاسة لغة الكتاب وليونة صياغته، والطريقة المحببة للناس التي كُتبت صفحاته من خلالها، وعمق مضامين تلك الصفحات، تحدثت عن تعدد مواهب صاحبته التي «حققت»، بحسب الأكحل، «بدراساتها المتنوعة وطموحاتها الغزيرة، وعلاقاتها الممتدة، نجاحات متناسلة من بعضها بعضاً: إبداعياً، وإنسانياً، واجتماعياً واقتصادياً ومعرفياً.
الأكحل تحدثت في سياق آخر عن تراجع العربية كلغة ومادة تعليمية ووسيلة تواصل، محذرة من عواقب هذا التراجع، محملة المسؤولية لجهات عديدة من بينها الفعاليات الثقافية والإبداعية والمعرفية ممثلة بالروابط والهيئات والمؤسسات الممثلة لتلك الفعاليات والأنتلجنسيا المحلية، دون أن تستثني، طبعاً، من تلك المسؤوليات القانونية والإدارية والإجرائية الجهات الرسمية مثل وزارة التربية والتعليم، والجامعات الرسمية وجهات رسمية أخرى.
الكاتب الطبيب محمد الحجاج استهل مداخلته بإقراره أنه خشي، بداية، أن لا تجد الهدهد مادة شيقة مهمة على سوية كتابها «اليافاوية» لتجعلها جزءاً ثانياً لسيرتها تكمل من خلالها تلك السيرة والمسيرة، وهو التخوف/ التساؤل، الذي وجد الحجاج، كما يقول، جواباته الشافية مع صدور الجزء الثاني، مستمتعاً، كما يشير ويشيد، بصفحات الجزء الثاني «من يافا إلى عمان مع المحبة» الذي صممه وأخرجه كمال قاسم وخصصت الكاتبة في نهايته عدداً من الصفحات لصور من الأرشيف القريب والبعيد.
الحجاج ختم مداخلته بروح أسرية دافئة عندما تحدث عن خصوصية علاقته بأسرة الكاتبة التي تشاركه العمر وتواريخ الدراسة نفسها، كونه، على وجه الخصوص، ظل طبيب والدتها حتى يوم رحيلها، مستمتعاً بأجرة كشفيته المتمثلة في كل مرة، كما كشف مداعباً، بوعاء (دوالي ومحاشي).
الكاتبة سحر ملص، تحدثت عن روح الإبداع ليس عند روضة فقط، ولكن أيضاً عند جميع أفراد أسرتها، وإلى تمسكهم منذ بداياتهم برسالة العلم والتنوير، وهي الرسالة التي حملتها روضة الفرخ الهدهد على كاهلها، تماماً كما فعلت شقيقاتها وفعل شقيقاها.
ملص ختمت ورقتها بعدد من الأسئلة المصاغة بقالب الثناء، واصفة الهدهد بالسنديانة التي لا تنحني، ومشيرة عبر أسئلتها إلى حملها قضية المرأة، وقضية القراءة عند الأجيال الصاعدة، وما أقامته من توازنات كزوجة، وأم رؤوم، وكاتبة مبدعة، وإدارية ناجحة، وناشطة مثابرة على صعيد العمل الاجتماعي العام.
بؤرة ما أشارت إليه الهدهد في مداخلتها السريعة أن كتابة السيرة الذاتية ليست مجرد سرد أحداث متعلقة بصاحبها، وإنما تتحقق الغاية منها، والجدوى والخلاصة، عندما يقوم كاتب السيرة بربط الأحداث بمحطات تاريخية وقضايا كبرى وهموم عامة، ما يمنح السيرة، بحسبها، أهميتها ويرفع قيمتها.
أمين عمان استأذن، في نهاية حفل التوقيع، سمو الأميرة عالية الطباع أن تسلم وهي «ابنة عمّان» درعاً تكريمياً قدمته أمانة عمان للكاتبة روضة الفرخ تقديراً لها وإقراراً بجهودها.

الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى