اليوم العالمي للتراث /الامارات

 

 الجسرة الثقافية الالكترونية –وكالات  بات اليوم العالمي للتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة الموافق 18 أبريل/نيسان من كل عام، بمثابة عيد وطني خاص، يتم الاحتفال به في مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية، باعتباره ممثلاً شرعياً للحياة القديمة، يستحضر الإماراتيون من خلاله ماضي بلادهم في التاريخ القديم، بكل الأشكال التي كانت موجودة آنذاك، من رياضات ورقصات وسباقات ومأكولات وغيرها الكثير.

يتجسد الاحتفاء بهذا اليوم، في كرنفالٍ سنوي يقيمه عادةً نادي تراث الإمارات، يجمع أنماط الحياة البدوية المستخلصة من روح الصحراء العربية قبل وبعد نشوء الدولة الحديثة.

وفي إطار احتفالات هذا العام، وتحت رعاية وبتوجيهات الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس النادي، انطلقت الخميس فعاليات الاحتفال في القرية التراثية على كاسر الأمواج في أبوظبي واستمرت ثلاثة أيام، متضمنةً معارض الصور والحرف التراثية، عروض غنائية وراقصة للفرق الشعبية، عروض فنية لجهات وهيئات حكومية وخاصة بما فيها المدارس، بالإضافة إلى المقهى الشعبي.

التركيز على الاحتفال باليوم العالمي للتراث من قبل الحكومة الإماراتية، يأتي كدعمٍ شعبي لملفات الإمارات نحو تسجيل تراثها غير المادي لدى اليونسكو كتراث إنساني عالمي، وضمن خطة المحافظة على الموروث الشعبي للإماراتيين كجزء هام من حاضر الدولة ومستقبلها. متمسكين بمقولة الشيخ زايد بن سلطان: “من ليس له ماضٍ ليس له حاضر”. ففي ظل التطور التكنولوجي والخدماتي والعمراني الشاهق، وفي ظل التنوع الثقافي والإنساني على أرض الإمارات، لا بد من التشبث بالروح الأصيلة من أجل المحافظة على روح البلد وتعزيز هويتها الحقيقية.

احتفالات اليوم العالمي للتراث، توافقت هذه المرة، مع عطلة نهاية الأسبوع، واستقطبت جمهوراً واسعاً من الإماراتيين والعرب والأجانب، السكان المقيمين منهم والسياح. وتحديداً من العائلات التي وجد أفرادها، وإلى جانب امتلاكهم لثقافة التعرف على مفردات البيئة المحلية، مساحة فريدة للترفيه والتمتع بأجواء صحراوية وساحلية خالصة، وتذوق النكهات الشعبية بأيادٍ إماراتية 100%.

وكان للأطفال من الزوار فرصة الابتعاد عن الأجواء الروتينية في اللعب والتي يفرضها الواقع المعيش، والاستمتاع بالألعاب الشعبية بحلتها التراثية القديمة، حيث يؤكد النادي كل عام، على ضرورة إدخال الأطفال بالعملية التراثية، من خلال تعريفهم بطبيعة الحياة الماضية لمن سبقهم من أجيال. ما يعني أنهم جزء من المرحلة الآنية لبناء الدولة، وهم الأساس المتين للتأسيس لمستقبل يليق بحجم التطورات الموجودة

 

عروض الخيل والهجن كانت من النشاطات الأساسية في الاحتفالية، باعتبار أن هذه الكائنات شكلت في الماضي دعماً قوياً للإنسان الإماراتي، أعانته على الظروف القاسية، وحققت له معونة اقتصادية جيدة.

وفي احتفالات العام الماضي في اليوم العالمي للتراث، كانت أبوظبي قد شهدت مسيرة تراثية من الخيل يمتطيها فرسان النادي رافعين الأعلام الإماراتية عالياً، الشيء الذي يؤكد امتنان الإنسان الإماراتي لكل ما سانده في حياته الماضية.

بدوره، أصبح الزي التقليدي، وعلى الرغم من أن المواطنين يرتدونه طيلة أيام السنة، أحد أهم العلامات المميزة للكرنفالات الاحتفالية بالتراث. حيث صار الرجال والنساء يرتدونه مع الكثير من الإكسسوارات المكملة له، والتي كانت قديماً من أساسيات اللباس، أما اليوم فهي أزياء يتم ارتداؤها في المناسبات والأعياد الوطنية الخاصة بدولة الإمارات. ويتألق في هذا الشأن الأطفال الذين يرتدون ثيابهم المزركشة بكل الألوان، البنات منهم خاصةً.

قد يجد كثيرون أن الإمارات ليست بحاجة لتخصيص يوم واحد تحتفي فيه بتراث أجدادها المؤسسين لأركانها منذ أكثر من 40 عاماً، فعدة مهرجانات ومعارض تراثية من وحي الزمن الماضي برياضاته ومأكولاته وفنونه، تقام على مدار أشهر السنة، وفق جدول زمني يناسب ساكنيها والعاملين فيها. لكن الاحتفال باليوم العالمي للتراث، يؤكد أنها، وإلى جانب كل دول العالم، تملك من الموروث القديم، ما يؤهلها لتكون دولة حديثة تتكئ على حضارة متينة، من الألف إلى الياء في جميع مقوماتها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى