اليونسكو: العربية من أكثر اللّغات التي ساهمت في التواصل الحضاري

تحت شعار “اللغة العربية والتواصل الحضاري”، تحتفي منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية لعام 2021 في 18 ديسمبر المقبل، تأكيدًا للدور المهم للغة الضّاد في مد جسور التواصل بين الشعوب عبر الثقافة والعلم والأدب.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو، في بيان لإعلان المناسبة، أن الغاية من هذا الشعار، إبراز الدور التاريخي الذي تضطلع به اللغة العربية أداةً لاستحداث المعارف وتناقلها، ووسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام.
وفي ظل سيطرة العولمة والرقمنة، يكتسب موضوع 2021 أهمية بالغة مع الحاجة الماسة لتعزيز الحوار بين الأمم والشعوب، وسد جميع الفجوات، وبناء مُستقبل أفضل للعالم أجمع.
وتقول اليونسكو إن اللغة تندرج في عِداد أهم عوامل التقارب والحوار بين الشعوب، وتُعتبر العربية بوجه خاص من أكثر اللغات التي ساهمت في التواصل الحضاري، باعتبار أنها كانت على مر القرون الركيزة المشتركة التي تُجسد ثراء الوجود الإنساني، وتُتيح الانتفاع بالعديد من الموارد.
وتعتبر المنظمة الدولية اللغة العربية من أهم أركان التنوّع الثقافي للبشرية، ووقع الاختيار على يوم 18 ديسمبر من كل عام للاحتفاء بها عالميًا، باعتباره اليوم الذي اتخذت فيه الأمم المتحدة في 1973 قرارها التاريخي، بأن تكون العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة الدولية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا في العالم، إذ يتكلمها يوميًا ما يزيد عن 400 مليون نسمة من سكان الأرض.
وفقًا لرؤية منظمة اليونسكو، فإنّ اللغة العربية تُتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول، والمشارب، والمعتقدات. ويزخر تاريخ لغة الضاد بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت العربية حافزًا على إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية، والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند، إلى القرن الأفريقي.
وفي رسالة بهذه المناسبة، قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، إن “العربية تُعد حلقة وصل بين الثقافات لا تحدها حدود المكان والزمان، وتُجسد العربية حقًا التنوع”.
وترى أزولاي أن الصفات والمزايا التي تشتهر ﺑﻬا العربية لا تقتصر على جمالها، فقد كانت الضاد لغة عدد من أكبر علماء ومفكري العالم، وساهمت بقوة في الحضارة البشرية.
ويُصوّر الملصق الترويجي لمنظمة اليونسكو عن اليوم العالمي للغة العربية، للخطاط التونسي كريم جباري، بيت شعر جميل لأمير الشعراء أحمد شوقي:
“إن الذي ملأ اللغات محاسنًا * جعل الجمال وسره في الضّاد”
على صعيدٍ آخر، بدأت الحكومة الفرنسية الموسم الثاني من تعليم العربية في المدارس الرسمية للعام الدراسي 2021-2022، حيث تُعتبر ثاني أكثر اللغات ممارسة في فرنسا، ويبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 3 ملايين.
وسبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن دعا إلى تعليمها في المدارس الفرنسية، مُشددًا على أن “اللغة العربية هي ثراء لأبنائنا وعائلاتهم”.
واعتبر وزير الداخلية جيرالد دارمانان من جهته، خيار تعزيز حضور العربية في بلاده مُبادرة جمهورية شجاعة، فيما رحبت الجاليات العربية بالخطوة الفرنسية لتعليم لغة الضاد في المدارس الحكومية.
موقع 24