انتقادات لغياب العروض الفنية باليوم العالمي للمسرح

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

أكد عدد من الفنانين المسرحيين على ضرورة تحويل الاحتفال بيوم المسرح العالمي الى مناسبة لتقديم أعمال وعروض فنية تنشط الحركة المسرحية وتعرف الناس بالفنانين المسرحيين عبر إقامة عروض فنية في الساحات العامة والميادين بعيدا عن الأماكن المغلقة ،منتقدين في الوقت نفسه تأجيل موعد مهرجان المسرح المحلي و اقتصار احتفال وزارة الثقافة باليوم العالمي للمسرح والذي يصادف اليوم على كلمات وحفل استقبال ،معتبرين أن الفن لم يعد من أولويات وزارة الثقافة والفنون والتراث.

 

وطالب الفنانون عبر جريدة الراية بضرورة العمل على تقديم عروض مسرحية بيوم المسرح وسن قوانين تحمي وتصون حقوق الفنانين وتعمل على تنظيم الحركة المسرحية عبر وضع إحصائيات دقيقة للعاملين بهذا المجال ومنحهم بطاقات تعريف خاصة بهم ،بالإضافة الى ضرورة تقديم اسكتشات مسرحية وأعمال فنية على مدار العام .

 

المجتمع والمسرح

 

الفنان علي حسن قال في الحقيقة أنا أتعجب كثيرا من إقامة احتفال باليوم العالمي للمسرح من دون تقديم أعمال مسرحية، في حين كنا قديما نحتفل بشكل مميز باليوم العالمي للمسرح من خلال تقديم أعمال وعروض عالمية ويكون هناك مسابقات ومنافسات، ولكن للأسف الشديد في هذه الأيام أصبحنا نفتقر إلى من يدرك أهمية المسرح وبات من الفنون الثانوية التي لا توضع على رأس الأولويات، ويضيف أتعجب أيضا لعدم وجود أعمال مسرحية خاصة يتم إنتاجها لهذه المناسبة الهامة فهل نعاني من أزمات مالية واقتصادية؟ مشيرا إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح كان يقام قديما بشكل مميز وحتى في أيام الأزمة الاقتصادية والتقشف لم يتوقف الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وللأسف الشديد حزنت كثيرا عندما علمت أن المهرجان المحلي الذي كان يصاحب الاحتفال باليوم العالمي قد تم إرجاؤه، وهو ما يعني بالفعل أن الفن لم يعد على رأس أولويات مسؤولي وزارة الثقافة، وعليهم أن يدركوا أن تطور وازدهار ونماء المجتمعات لن يحدث بمعزل عن الفنون وخصوصا المسرح.

 

“عروض مسرحية”

 

من ناحية أخرى يرى الفنان والمخرج فهد الباكر أن هذا اليوم هو بمثابة عرس حقيقي لجميع الفنانين المسرحيين وله وقع خاص وصدى طيب على قلوبنا وفي هذا اليوم نشعر أنه يوم التكريم والحصاد، ويضيف الباكر: من وجهة نظري أعتقد أن الاحتفال ليس بالضرورة أن يحتوي على فعل مسرحي وإن كان بالطبع هو أمرا جيدا لأننا حينما نتحدث عن احتفال باليوم العالمي للمسرح فإنه يتوجب علينا أن نمنح كلمة “احتفال” معناها الحقيقي ويجب أن تأخذ المظهر الكرنفالي أكثر من الشكل المسرحي، وإن كان وجود عروض مسرحية هو أمر جيد ومن الممكن استدعاء عروض مسرحية خارجية من دول أخرى، ولكن ينبغي علينا أن نؤمن بضرورة وأهمية إقامة الاحتفال لأنه أمر مهم جدا ولابد أن نحتفي بهذا اليوم أكثر وأكثر ويجب أن تحتفل جميع مؤسسات الدولة الثقافية بيوم المسرح العالمي، ولا يجب أن تكون في أماكن مغلقة بل في الميادين حتى يتعرف الناس على فناني المسرح في قطر، وهذه لفتة طيبة من وزير الثقافة وحتى لو كان الاحتفال على استحياء وليس بالمستوى المنشود ولكن المهم أن نبدأ لأننا لو نسينا هذا اليوم سينسانا فشكرا لوزارة الثقافة لأن هذا التجمع سيكون هاما جدا للفنانين من أجل اللقاء والتشاور وهذا الاحتفال سيعيد لأذهاننا الاحتفال باليوم العالمي للمسرح.

 

ويضيف فهد : كان المفترض أن يقام المهرجان المحلي للمسرح بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح ولكن هناك قرارات بتأجيل كافة مظاهر الاحتفالات في الدولة وهذا القرار شمل أيضا مهرجان المسرح المحلي وفي هذا الحال لا صوت يعلو فوق صوت الوطن، وعلينا أن نستغل اللقاء غدا وأن نقدم اقتراحاتنا لسعادة الوزير لكي تكون الاحتفالية أكبر في الأعوام القادمة.

 

“التعريف بالمسرحيين”

 

من جهته، المسرحي سلمان المري يقول إن هذا الاحتفال من المفترض أن يحمل كل عام جديدا ويضيف للحركة المسرحية، كم أنه لا ينبغي أن يقتصر فقط على الاحتفال التقليدي و كلمة المسرح أو ما شابه وإنما يتخطى ذلك لتقديم كل ما هو مفيد للمسرحيين، والواقع يقول إننا نحتاج ليوم الممثل المسرحي أكثر من يوم المسرح العالمي، كما نحتاج لمزيد من الاهتمام الرسمي في هذا اليوم، فنحن حتى الآن لا نملك أي دليل أو ورقة تثبت أننا لنا أية علاقة بالمسرح أو أننا نمتهن الفن، فليس لدينا بطاقات أو قوائم لحصر الفنانين، ومن المفترض أن تسن وزارة الثقافة مجموعة قوانين تحمي وتصون حقوق الفنانين وتدافع عنهم بحيث يستمرون في مجالهم، ونحن نحتاج لمظلة شرعية تمثل خط الدفاع الأول والحماية بالنسبة للفنانين فنحن حتى الآن نعمل بشكل عشوائي وهناك قرارات عديدة ولا تسفر إلى شيء، ويضيف المري: لو افترضنا أن هناك جهة إنتاج عالمية تود أن تستعين بفنانين قطريين و مخرجين فلا يوجد لدينا أي تعداد أو إحصاء وهذا لا يجوز ونحن في عام 2015، ولا يصح أن نعتمد على كشوفات الفرق لأننا نعلم جيدا أن هناك فنانين كثر لا ينتسبون لفرق، بالإضافة إلى رغبتنا في أن يكون هناك أعمال مسرحية طوال العام ولا تقتصر على احتفال يوم واحد فقط في العام أو مهرجان مرة.

 

“دور العرض”

 

من جهته تذكر الفنان المسرحي محمد حسن احتفالات اليوم العالمي للمسرح قديما وكيف كان الجميع يشاركون بأعمال مسرحية يعكفون على الاستعداد لها قبلها بفترة زمنية وكان هناك تنافس كبير بين الفنانين يصب في مصلحة الحركة المسرحية، أما الآن فقد اختلف الوضع عنه قديما ولم نعد نحتفل به في قطر وتم تحويل هذا الاحتفال إلى مهرجان المسرح المحلي وكنا سعداء بهذا أيضا ولكن للأسف تم تأجيل المهرجان ولا ندري لماذا فالأسباب المعلنة ليست مقنعة، وما سمعناه أن التأجيل بسبب الفرانكفونية فهذا أمر غير مقبول، لأن هذا المهرجان من المفترض أن موعده ثابت سنويا ولا يتغير، ولو كانت الأزمة في وجود مسارح فلماذا لا نزيد عدد المسارح؟ فنحن ولله الحمد دولة غنية ولا يصح أن يتم تأجيل المهرجان بسبب انشغال المسارح، وهذا التأجيل ليس بالأمر البسيط فكثير من الممثلين الشباب اعتذروا عن المشاركة في المهرجان بسبب أن الموعد الجديد لن يتوافق مع مواعيد الامتحانات .

 

“احتفالية ومهرجان”

 

ومن جانبه يقول الفنان أحمد عفيف: بحسب ما نما إلى علمي أن الاستقبال غدا سيكون بمناسبة افتتاح فرقتين جديدتين إضافيتين وهما فرقة الغد وفرقة وطن وربما تم اختيار هذا التوقيت كونه مناسبا للإعلان عن الفرقتين، أما اذا كان الأمر يشمل أيضا الاحتفال باليوم العالمي للمسرح فنحن توقفنا عن الاحتفال به منذ مدة واستبدلناه بمهرجان المسرح المحلي، ولكن على الأقل في هذا اليوم يجب أن يكون هناك اسكتشات مسرحية يقدمها الفنانون ومن المفترض أن تبادر الوزارة بهذا الشيء، خصوصا أن هذا التوقيت كان مخصصا للمهرجان المحلي، وأكد عفيف أن وجود احتفال باليوم العالمي للمسرح يضم أعمالا مسرحية أو لوحات يتم تقديمها في ذلك اليوم بالإضافة إلى استمرار المهرجان المحلي في يوم آخر وليس في اليوم العالمي للمسرح سيكون أمرا مفيدا وسيسهم في إحداث مزيد من النشاط والحراك للمسرح القطري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى