انطلاق فعاليات منتدى كليات الصحافة في العالم العربي
ينظمه معهد الجزيرة للإعلام بالشراكة مع جامعة قطر ويونسكو

الدوحة – الجسرة
انطلقت اليوم أعمال منتدى كليات الصحافة في العالم العربي الذي ينظمه معهد الجزيرة للإعلام بالشراكة مع جامعة قطر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، بدءا من اليوم الرابع عشر وحتى السادس عشر من أكتوبر في العاصمة القطرية الدوحة.
وقد أفتتح المنتدى بالكلمات الافتتاحية للسيدة إيمان العامري مديرة معهد الجزيرة للإعلام، والسيد صلاح خالد ممثل اليونسكو لدى دول الخليج واليمن، والدكتور وائل عبدالعال رئيس قسم الإعلام بجامعة قطر.
وقالت السيدة إيمان العامري مديرة معهد الجزيرة للإعلام: ينظر المعهدُ إلى كلياتِ الصحافة باعتبارِها شريكاً أساسياً في تكوين جيل من الصحفيين الشباب، الذين سيكون لهم الدورُ الأبرزُ والأهمُ في مستقبلِ المهنة. وتابعت: نرى أن التحدياتْ التي تواجه العاملين في هذا الحقل، تتطلبُ تكاتفَ جهودِ الجميع.. وخصوصا أبناء المهنة الذين يعملون في الميدان، وأصحاب الخبرة الأكاديميةِ من أساتذة الصِّحافة والإعلام.
وأردفت: نؤمن بأن الارتقاء بجودة المحتوى الصحفي بأنماطه المختلفة، يبدأ بتمكين الصحفيين من أداوت العمل الإعلامي، والطريق في هذا المجالِ يمرّ بعدة محطات. من بينها اللغة.. التي هي أداة الصحفي الأولى، فلا سبيل لتحسين جودة المحتوى في ظل عدم التمكن من ناصية اللغة ومنها تعميق المعرفة بضوابط المهنة وأخلاقها وتنمية الحس النقدي، وهذا يتطلب جهدا وممارسة واستعدادا على المستوى الذهني والمعرفي. وإذا أردنا أن نختصر هذه النقطة، يمكننا القول إن جودة المنتَج وثيقةُ الصلةِ بكفاءةِ المنتِج.. ومن بعد ذلك تأتي جودة الأدواتِ المستعملةِ في عملية الإنتاج بمراحلها المختلفة.
وعن تنظيم منتدى كليات الصحافة في العالم العربي قالت العامري: تنظيمنا لمنتدى كليات الصحافة، يأتي مستندا إلى الاشتباك المباشر مع المهنة، والمعرفة بأهم وأبرز التحديات التي تواجه العاملين بها فمعهد الجزيرة للإعلام يعمل في مجال التدريب والتطوير الإعلامي منذ عشرين عاما، وشبكة الجزيرة الإعلامية التي هي البيئة الحاضنة للمعهد، تقود المشهد الإعلامي في الوطن العربي منذ نحو ثلاثة عقود.. ومن هذه الأرضية التي تتسم بعمق التجربة وأصالتها، انبثقت فكرة منتدى كليات الصحافة، الذي سيكون بلا شك خطوة هامة باتجاه تطوير المناهج والارتقاء بواقع الممارسات الإعلامية.
وأوضحت العامري في كلمتها: بأن علاقة المعهد بكليات الصحافة ومعاهدها هي علاقة تكامل وتعاون وشراكة.. تتخذ أشكالا وقوالب مختلفة منها على سبيل المثال المعهد العالي للإعلام والاتصال في المغرب، جامعة بيرزيت في فلسطين، جامعة السلام في الصومال، معهد الإعلام الأردني… وغيرها من الاتفاقيات.. مشيدة بالتعاون المثمر والدائم مع جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة.. “وقد قمنا في إطار هذا التعاون بتقديم عدد من الدورات للأساتذة والطلاب وهيئة التدريس.. كل حسب احتياجاته التدريبية”.
وتابعت: ومن أوجه التعاون كذلك أن كثيرا من خبرائنا ومدربينا هم أساتذة جامعيون. يجمعون الخبرة والخلفية الأكاديمية بالمهارات والممارسة العملية، ويقدمون هذا المزيج الغني، في دورات توظف أدوات التدريب ووسائله، لتطوير المهارات وتنمية القدرات وتمكين المتدربين من متطلبات العمل الميداني. وفي سبيل الارتقاء بهذه المهنة أصدرنا عشرات الإصدارات والأدلة والمناهج التدريبية.. وننشر سنويا عددا من البحوث العلمية في مجالات الإعلام المختلفة، تحت مظلة زمالة الجزيرة.. وننشر كذلك أربعة أعداد من مجلة الصحافة كل عام، وأكثر من مئة مقال على موقع المجلة، التي يكتب فيها أساتذة وباحثون وطلاب وممارسون لهذه المهنة.
وأضافت: يتخذ التعاون بيننا وكليات الصحافة أشكالا أخرى.. حيث حرصنا منذ أكثر من عشر سنوات على استفادة طلاب الإعلام في العالم العربي من الدورات التي ننظمها في المعهد. فأطلقنا مبادرة تطوعية، لنقل تجربة الجزيرة، وخبرة مدربيها إلى طلاب الصحافة والإعلام.. هذه المبادرة تحمل اسم سفراء الجزيرة وقد أطلقت عام ألفين واثنيْ عشرْ، وهي واحدة من أهم المبادرات التطوعية على المستويين العربي والإقليمي.
وفي كلمتها أشارت العامري، إلى إطلاق مبادرة الإعلام من أجل التنمية في عام ألفين وتسعة عشر التي نُظمت في إطارها مشاريع عديدة، من ضمنها تطوير مختبر الإعلام الرقمي في جامعة أديس أبابا. وخلال السنوات العشر الماضية، وضمن هاتين المبادرتين؛ عقد المعهد شراكات مع أكثر من خمسٍ وعشرينَ مؤسسة دولية وعربية في أكثر من عشرينَ دولة. وأقام زهاء خمسِ مئةِ دورة تدريبية مجانية في مختلف الاختصاصات الإعلامية، استفاد منها نحو أربعةَ عشرَ ألفَ متدرب.. أغلبهم من طلاب كليات الصحافة في الدول العربية والإفريقية.
وأكدت العامري: أن من أوجه التعاون بين المعهد وكليات الصحافة هذا المنتدى الذي نسعى من خلاله إلى إثارة قضية المناهج التي تهمنا جميعا ويصب تطويرها في مصلحتنا ومصلحة طلابنا ومتدربينا.
وختمت كلمتها بالإشارة إلى المتابع للمشهد الإعلامي خلال السنوات الأخيرة، يدرك حجم التطور الهائل الذي طرأ على مهنة الصحافة بالتزامن مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، ومشاركة الجميع في إنتاج المحتوى الإعلامي. وهذا الواقع ي”فرض علينا أن نكون مستعدين لمواجهته بمناهج جديدة أو مناهج محدّثة على الأقل.. للحد من خطورة التضليل الإعلامي، والحملات الممنهجة، التي تسعى لقلب الحقائق، والتأثير في الرأي العام. وهذا أيضا مما دفعنا إلى تنظيم هذا هذا المنتدى، الذي سيكون خطوة بالغة الأهمية نحو: تطوير المهنة وتعميق الخبرة.. والارتقاء بمستوى الأداء والممارسة.
من جانبه قال د.وائل عبدالعال رئيس قسم الإعلام بجامعةِ قطر: لقد أحسنَ معهدُ الجزيرةِ للإعلامِ صنعاً وهو يستضيف هذا المنتدى بالتعاونِ مع جامعةِ قطرَ واليونسكو في شراكةٍ أصيلةٍ تجمعُ بين بيوتِ الخبرةِ الإعلاميةِ المتميزةِ على مستوى المناهجِ، والمعارفِ، والتكنولوجيا، والتطبيق.
وأشار إلى أن: موضوعٌ إقامة المنتدى وهو تطويرُ مناهجِ كلياتِ الصحافةِ في العالم العربي في وقتهِ ليبحث عن الحلول الجذريةِ لمشكلةٍ ظلت تؤرقٌ المؤسساتِ الأكاديميةِ والإعلاميةِ في ظل تحدياتٍ عديدةٍ تَفرٌضها التكنولوجيا ومتطلباتِ التحولٌ الرقمي وانتشار منصاتِ شبكاتِ التواصلِ الاجتماعي وتغير أنماط التلقي لدى الجمهور، كما تشير أحدث دراسات الإعلام، وجميعها تحديات تتطلبُ التفكيرَ بمنهجيةٍ جديدةٍ ووضع حلولاً مبتكرة ً تمكنُ الإعلاميين من مواجهةِ هذه المتغيرات والتفاعلُ الايجابي معها، والمساهمةُ في الصناعةِ الإعلاميةِ بإيجابية والتحولُ من الاستهلاكِ والتلقي إلى صُنعِ القرارِ الإعلامي وقيادةُ المبادراتِ المؤثرةِ والبعدُ عن التقليدِ حتى نتمكن معاً من معالجة سلبيات ضعف المهنية وإهمال أخلاقيات الإعلام والحد من الرسائل الإعلامية الزائفة والتضليل وكل أشكال التعدي على الخصوصية وحقوق المحتوى الرقمي.
وأضاف: لقد وجدت فكرة هذا المنتدى صدىً طيباَ في قسم الإعلامِ بجامعةِ قطر، فالجامعةُ تهتم بتطوير المناهجِ الإعلاميةِ ووضعت لذلك خططاً تهدفٌ إلى المواءمةِ بين المعارفِ والمهاراتِ والتطبيقِ العملي، ومواكبةِ تطوراتِ سوق العملِ ومتطلبات التحول الرقمي والربطِ الوثيقِ بين المناهج الأكاديميةِ والممارسةِ العمليةِ. لقد أجازت جامعةٌ قطر في خططِها للتطويرِ الأكاديمي محاوراً للتميز الأكاديمي تشملٌ تعزيزَ الرقمنةِ والاهتمامٌ بالبحثِ العلمي وتشجيعٌ الطلبةِ على ريادةِ المشروعات وجميع هذه الاستحقاقات تنطبقٌ على طلبة ِقسمِ الإعلام وعلى الإعلاميين الممارسين بمختلف تخصصاتهم.
وأضاف د.وائل: تتميز جامعةٌ قطر بتصنيفها الرفيع في مجالات البحث العلمي والانفتاح على المجتمعِ وسينعكس ذلك بالضرورةِ في دعم كل المبادراتِ التي تطلقها المؤسساتٌ القطريةٌ وما يقوم به معهدٌ الجزيرةِ للإعلام يأتي في صدرِ اهتمامات الجامعة بهدف المزج بين المعارف والمهارات الإعلامية لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي المعزز وصحافة البيانات والصحافة الاستقصائية.
وأكد د.وائل: إن التطورات الحديثة تستلزم ترقية الجوانب القيمية والأخلاقية والمعرفية للحد من التأثيرات السالبة لشبكات التواصل الاجتماعي والمنصات والتطبيقات الجديدة وتتطلب الاهتمام بالبحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي ولتحقيق ذلك يجب سد الفجوة القائمة بين كليات الصحافة في العالم العربي والمؤسسات الإعلامية المتميزة والرائدة مثل شبكة الجزيرة الإعلامية ومعهد الجزيرة حيث لا غنى عن التعاون المشترك بين المنهج الأكاديمي العلمي والتطبيق العملي على أرض الواقع وصولا الى صناعة إعلامية متطورة ومواكبة ومتفاعلة مع مجتمعها ومنسجمة مع أهدافه التنموية .
وتابع: لقد اشتملت محاور المنتدى على عدد من القضايا الحيوية وأنا على ثقة بأن جلسات المنتدى وورش العمل المصاحبة ستثمر العديد من الأفكار البناءة وتضع أنموذجا متقدما لما يجب أن يسير عليه الإعلام في المستقبل ولا شك أن ذلك سيشمل المناهج الأكاديمية والمهارات التطبيقية وأسس التعاون الإعلامي بين كليات الاعلام المختلفة والمؤسسات بكل تخصصاتها. وقضايا التحول الرقمي وواقع تدريس الصحافة، والتجارب العربية في تدريس الصحافة، وتدريس الصحافة والانفتاح على العلوم الاجتماعية.
وأعرب في ختام كلمته عن أمنياته الصادقةِ بأن يحقق المنتدى أهدافه، فهو يشكل فرصة لتعزيز التواصل بين كليات ومعاهد الصحافة في العالم العربي، وإطلاق حوار دائم بشأن التحديات الراهنة ليحقق هدفنا الأصيل في بناء مدرسة صحافية عربية تعبر عن حضارة هذه الأمة وتستجيب لتطلعاتها في الرفاهية، والسلام، والتقدم والاستقرار.
وفي كلمة السيد صلاح خالد، مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة قال: يُشرِّفُنِي ويُسعِدُنِي أنْ أكونَ بينكُم اليومَ في افتتاحِ مُنتدَى كلّياتِ الصحافةِ في العالمِ العربِي، المنتدَى الأولَ مِن نوعِهِ، لمناقشةِ تدريسِ الصحافةِ في المنطقةِ العربيةِ، وهُوَ موضوعٌ على درجةٍ عاليةٍ مِن الأهميةِ، يعكسُ الدورَ الحاسمَ الذي يلعبهُ الإعلامُ في مجتمعاتِنا وخاصةً في مِنطقتِنا.
وأودُّ التَّعبيرَ عن سعادتِنا وشُكرِنا لمعهدِ الجزيرةِ للإعلامِ ولجامعةِ قطر على هذا التعاونِ لدعمِ تدريسِ الصحافة في منطقتِنا.
وأضاف: يُواجِهُ الصّحفيُّونَ في العالَمِ العربِي تحدّياتٍ ومواقِفَ صَعبةٍ بشكلٍ يَوميٍّ، حيثُ يتعرَّضونَ على نحوٍ متزايدٍ للتهديدِ والاعتداءِ، ويعملونَ في بيئاتٍ غيرِ مستقرَّةٍ، وفي كثيرٍ مِن الأحيانِ في بيئاتِ الصراعِ والنزاعِ. كما أنَّ عليهِم مواكبةَ عالمٍ مُتغيِّرٍ تكنولوجياً، يتطورُ يومياً.
ويلعَبُ الصّحفيونَ في مِنطقتنَا دوراً أساسياً في توفيرِ المعلوماتِ والأخبارِ للجمهورِ وإنارةِ الرأيِ العامِ، ويشاركونَ بنشاطٍ في مُجتمعاتِهمْ. وَفِي عَالمِنا العرَبيِّ، غالبًا مَا يُخاطِرُ الصَّحفيُّونَ بِحياتِهم، لِنَقلِ أَصوَات مِن لا يسْتطيعونَ التَّعبيرَ عن أَنفسِهم، وَتسلِيطِ الضَّوءَ على القضايَا الصَّعبةِ، وَكشَفِ الحقائقِ، وَتوفِير معلوماتٍ مُستقِلَّةٍ وموْثوقةٍ.
وأردف السيد صلاح إِنَّ طَلبةَ وطالباتِ الصِحافةِ والإعلامِ وصحفِيي وصحفيَّاتِ المستقْبلِ يَنبغِي أن يكونوا على أتمِّ الاسْتِعدادِ لِواقعِ العملِ الصّحَفيِّ، بكلِّ فُرصهِ ومستجدَّاتِهِ وتَّحدِّياتِهِ. ومِنَ المهمِّ التَّأكيدُ على عدَمِ فَصلِ المناهجِ التَّدْريسيَّةِ عن وَاقِع الممارسةِ العَمليّةِ. كمَا يَجِب أن يَتمتَّعَ الصّحفيُّونَ المحترفونَ بِإمكانيَّةِ الوصولِ إِلى التَّعليمِ المسْتمرِّ والأدواتِ الجديدةِ لِيكونوا على اِطِّلاع دائِمٍ على أَحدَثِ التَّطوُّراتِ والبرامجِ، مِثْل الدّوراتِ التَّدريبيَّةِ التِي يقدّمُهَا معهَد الجزيرة لِلْإعلام.
وأشار إلى أن الدورَ الحاسِمَ الذي يلعَبُهُ الإعلامُ يتطلبُ إتاحةَ مستوًى تعليميٍ دقيقٍ وعالِي الجودةِ. فالمشهدُ الصحفِيُ يحتاجُ إلى التطورِ والتكيّفِ المستمرِّ ليتمكنَ مِن مُتابعةِ التغيراتِ والمستجدّاتِ المتسارعةِ التي يَشهدُها العالمُ، كما يجبُ أن يكونَ التعليمُ الصّحفِيُ قادرًا على مواكبة التطورِ التقنِي مثل الوسائِطِ الرقميةِ والذكاءِ الاصطناعي، لتكونَ قادرةً على تغطيةِ القضايا الأكثرِ إلحاحًا التي تواجِهُها منطقتُنا بأفضلِ الأدواتِ وأحدثِ التقنياتِ، وبالطريقةِ الأكثرِ فعاليةً لِضمانِ وصولِ المعلوماتِ للجميعِ، وتجديدِ نفسهِ والتكيفِ مع السياقاتِ الجديدةِ التي سيعملُ فِيها صِحفيُو المستقبل.
وبين صلاح إنَّ منظمةَ اليونسكو تسعَى جاهدةً لضمانِ حصولِ الجميعِ على المعلوماتِ ليتسنّى لنا فهمَ العالمِ المحيطِ بِنا بشكلٍ أفضلَ، وأن يكونَ الجميعُ مشاركينَ نَشِطينَ وفاعِلينَ في المجتمعِ.
وجديرٌ بالذكرِ أنهُ منذُ عامِ 2007، نشرَتْ منظمةُ اليونسكو مِن خلالِ مبادرةِ البرنامجِ الدولي لتنميةِ الاتصالِ (IPDC)، سِلسلةً لتدريسِ الصحافةِ تُتيحُ مناهجَ إعدادِ وصياغةِ التقاريرِ الصحفيةِ بما يتناسبُ مع قضايا اليومِ، مِمَّا يوفِّرُ الأدواتِ للصحفيينَ ومعلِّمِي الصحافةِ للتعاملِ مع هذهِ القضايا وتغطيتها بشكلٍ احترافيٍ.
وتزدادُ أهميةُ المبادرةِ خاصةً في ضوءِ الانتشارِ المتسارعِ للمعلوماتِ المضللةِ خلالَ السنواتِ القليلةِ الماضيةِ، مِمَّا يُثير الشكوكَ حولَ مِصداقيةِ المعلوماتِ التي يُقدّمُها الصّحفيونَ.
وتُمثِّلُ سلسلةُ اليونسكو لتعليمِ الصحافةِ مستودعاً مهماً للمناهجِ والدوراتِ التدريبيةِ في مجالِ الصحافةِ. وهي مُتاحةٌ بنظامِ الوصولِ المفتوحِ لاستخدامِها كدورةٍ كاملةٍ أو بطرقٍ تُناسبُ المشهدَ الإعلامِيَ المحليَ واحتياجاتِ دارِسي الصحافةِ. وقد نشرَ البرنامجُ الدُوليُ لتنميةِ الاتصالِ سبعةَ عشرَ كتيباً بأكثرَ مِن ثلاثينَ لُغةً، بما في ذلك اللغةَ العربيةَ.
وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ، نَشرت اليونسكو هذا العامَ دليلاً لمعلمي الصحافةِ حولَ إعدادِ وكتابةِ التقاريرِ بشأنِ الذكاءِ الاصطناعي، يُغطي استخدامَ الذكاءِ الاصطناعِي في الصحافةِ وكذلك كيفيةَ تقديمِ التقاريرِ عنهُ للجمهورِ معَ تجنبِ المعلوماتِ المضلِّلةِ. ونشرت اليونسكو أيضًا، كجزء من مستودعها، كتيبًا عن إعدادِ التقاريرِ بشأنِ تغيُّرِ المناخ، بالإضافةِ إلى منهجٍ دراسِي حولَ سلامةِ الصحفيينَ.
وتمنى صلاح أن يُثيرَ هذا المنتدَى نقاشًا مثمرًا من أجلِ تعزيزِ تدريسِ الصحافةِ في المنطقةِ، وأن يُمثلَ بدايةَ تعاونٍ جديدٍ بين الجامعاتِ والمؤسساتِ الإعلاميةِ ومنظمةِ اليونسكو ومعهدِ الجزيرة للإعلامِ لدعمِ الدورِ الأساسي الذي يلعبُهُ الإعلامُ ومواصلةِ تمكينِ الصحفيينَ العرب بالمعارفِ والمهاراتِ اللازمةِ لتقديمِ تقاريرَ موثوقةٍ وعاليةِ الجودةِ، ومحاربةِ التضليلِ والمعلوماتِ الخاطئةِ، وضمانِ وصولِ الجميعِ إلى المعلوماتِ.
الجلسة الأولى للمنتدى ناقشت التوجهات الحديثة في الصحافة، وما مدى مواكبة كليات الصحافة لهذه التوجهات، وهل تتناسب مهارات الإعلاميين الجدد مع احتياجات السوق. شاركت فيه د.زهرة حرب، رئيسة مجموعة الصحافة الدولية في جامعة سيتي بلندن، ود.باسم طويسي، رئيس برنامج الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا والسيد فيصل المضاحكة، رئيس تحرير جريدة الجلف تايمز الإنجليزية وقد أدار النقاش في الجلسة الأولى السيد محمد الشاذلي، الصحفي والمشرف التحريري بـ +AJ
تخللت الجلسة الأولى أيضا عرض تقديمي عن سرد القصص الصحفية من كومة البيانات، قدمها السيد محمد الحداد وهو مدرب وصحفي متخصص في البيانات في موقع الجزيرة أونلاين.
الجلسة الثانية ركزت على عرض بعض التجارب العربية في إعلام المستقبل حيث تم عرض أكثر من تجربة عربية في فلسطين والصومال وبيروت وقطر. وضمت الجلسة عرض تقديمي عن إنتاج الفيديو للمنصات الرقمية في عرض يقدم تجربة +AJقدمه المنتج أول بـ+AJ والمدرب بمعهد الجزيرة للإعلام، السيد عزت وجدي.
واختتم المنتدى جلسات يومه الأول بالجلسة الثالثة التي خُصصت لعرض أفضل الممارسات العالمية في تدريس الصحافة، والتي تم فيها نقاش كيفية إعداد كليات الصحافة نفسها وطلبتها للمستقبل، وما الدور المنوط بالمدرسين من ناحية تطوير القدرات، وكيف يتم تحديد أولويات تحديث المناهج بالنسبة للمدرسين. حيث تم عرض تجارب جامعة إيست أنجليا في بريطانيا، وعرض برنامج الصحافة والاتصال الاستراتيجي في جامعة نورثويسترن، والبرنامج العالمي لتنمية التواصل في اليونسكو.