انطلاق معرض “المرقعات الصفوية والمغولية” بمتحف الفن الإسلامي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
تنطلق بمتحف الفن الإسلامي غداً فعاليات معرض “المرقعات الصفوية والمغولية” الذي سيقدّم مجموعة المتحف من المنمنمات والخط العربي، حيث سيكشف المعرض النقاب عن رحلة الصقل الفني التي خضعت لها فنون الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا على مر القرون. وهي تمكننا من فهم أهمية اقتناء الفنون الإسلامية على مر التاريخ والطريقة التي تشكل بها هذا الجانب من متحف الفن الإسلامي.
وصرّحت الدكتورة منية شخاب أبو دية، أمينة معرض “بناء مجموعتنا الفنية: خزف الأندلس” المقام في متحف الفن الإسلامي معرض المرقعات الصفوية والمغولية أن المعرض يركز على بعض القطع الخزفية النادرة والجميلة التي وصلتنا من إسبانيا، وقالت: إن القطع المعروضة تعتبر مثالاً لمزج العناصر الفنية المسيحية والإسلامية من خلال عرض الخزف الأندلسي، مشيرة إلى أن المعرض يسلّط الضوء على فلسفته في اقتناء وترميم القطع الرئيسية في تاريخ الفن الإسلامي، وتبيان أسباب وطرق تشكل مقتنيات المتحف.
وأكدت شخاب أن الهدف من تقديم المعرض هو تعريف الناس على طريقة متحف الفن الإسلامي في الاقتناء، وقالت: لذا فقد ركزنا على أجزاء من المقتنيات التي لم تحظَ بتمثيل كبير ضمن معروضات المتحف الدائمة، على الرغم من أهميتها الكبيرة في تشكيل مجموعة الفن الإسلامي. تتمتع قطع الخزف التي بين يدينا بسيرة حافلة كونها شاركت في عدد من المعارض الأخرى قبل أن تحط رحالها في مجموعة مقتنيات متحف الفن الإسلامي. هذه الخزفيات ما هي إلا دليل حيّ على التبادل الثقافي القائم بين المجتمعات المختلفة والذي يتمثل في استخدام الأساليب والتقنيات الفنية نفسها.
وتقدّم الدكتورة منية نفسها على الموقع الرسمي لهيئة متاحف قطر قائلة: في المتحف أشغل منصب أمين شمال أفريقيا وأيبيريا، أي أنني مسؤولة عن كل القطع الرائعة التي تصل من غرب العالم الإسلامي، وأحمل شهادة دكتوراه في تاريخ وآثار الفن الإسلامي من جامعة بانتيون سوربون في باريس حيث تخصصت بمنطقتي المغرب والصحارى. أحمل كذلك شهادة في اللغة العربية من معهد اللغات والحضارات الشرقية، إلى جانب دراستي للغتين الفارسية والتركية في نفس المعهد وأيضاً في مدرسة الأساتذة العليا في باريس.
وتضيف أبو دية: قمت بتدريس الفن الإسلامي لمستويات البكالوريوس والماجستير لمدة أربع سنوات في بانتيون سوربون ومعهد اللغات والحضارات الشرقية، كما ساعدت في تحضير العروض الجديدة التي قدمها قسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر في باريس عام 2012.
ومن ناحية أخرى فقد تحدّثت يوهانا أولافسدوتر التي تعمل مرمّمة قطع فنية في متحف الفن الإسلامي وقالت: كنت المسؤولة عن فحص القطع التي تم اختيارها للمشاركة في معرض بناء مجموعتنا الفنية: خزف الأندلس ومعالجتها الترميمية واستخدمنا أحدث وأفضل الطرق لترميم القطع النادرة لدينا.
وأضافت يوهانا: أثناء التحضير للمعرض قمت أيضاً بدراسة عميقة للقطع من حيث فحص المواد التي تتكون منها وتقنيات التصنيع المستخدمة فيها. هذه المعلومات إلى جانب معلومات البحث التاريخي التي يجريها الأمناء تساعد على تزويدنا بالمعلومات الوافية وتقدم فهماً أفضل للقطع.
وأولافسدوتر تحمل شهادة ماجستير في الترميم من جامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة، لكن خلفيتها الدراسية تشمل أيضاً تاريخ الفن والكيمياء. وقد حالفها الحظ بالعمل كمرممة في عدد من المؤسسات والدول مثل الشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة) وأثينا (اليونان) وريكيافيك (أيسلندة).
ومن الجدير بالذكر أن معرض “بناء مجموعتنا الفنية: خزف الأندلس” يشرح أسباب اقتناء متحف الفن الإسلامي للقطع الفنية، ويفسّر الدور الذي تلعبه أساليب الاقتناء والعرض في تشكيل فهم المتلقي للفن الإسلامي من خلال العلاقات الفنية والثقافية التي تربط بين مناطق العالم الإسلامي المختلفة.
ويعتبر الاطلاع على القطع من خلال المعارض والبرامج فرصة للمشاهد كي يتعرّف على القصص التي تحملها القطع، بدءاً من صناعتها وسياقها التاريخي، مروراً بانتقالها بين البلدان وسيرتها الذاتية، ومن ثم صيانتها والاهتمام بها كجزء من مجموعة متحف الفن الإسلامي. علماً بأن معظم قطع المعرض لم يسبق لها العرض.