باب زوايا ..3 أسباب لغياب الرواية القطرية عن البوكر العربية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*هيثم الاشقر

المصدر: الراية

 

أكد عدد من الروائيين والكتاب أن غياب الأدب القطري عن المحافل العربية، مثل جائزة البوكر العربية والتي تعتبر من أهم الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي، يعود إلى ثلاثة أسباب من أهمها غياب بعض الأقلام الروائية القديمة وتوقفها عن الكتابة، وعدم وجود روايات محلية تستطيع أن تنافس نظيرتها التي تم ترشيحها للفوز بتلك الجائزة نتيجة لافتقارنا لكتاب الرواية السردية خاصة أن الكتاب الموجودين على الساحة حاليا معظمهم من الشباب، وليسوا بالخبرة الكافية لمقارعة الكتاب المخضرمين الموجودين على الساحة العربية، وثالثا غياب دور النشر المحلية التي ترشح أعمال هؤلاء الأدباء للمنافسة على الجائزة،

 

وأوضح الأدباء أن غياب دور النشر التجارية التي تستطيع أن تساهم في نشر نتاج المبدع القطري لعبت دورا كبيرا في إبعاد الأدب القطري عن منصة الجوائز العربية والدولية، مطالبين بأن يكون هناك أكثر من دور نشر لأن ذلك سيسهم في زيادة حركة التأليف والنشر، وفي تشجيع الموهوبين المحليين لتقديم نتاجهم الأدبي والفكري.

 

كما عبر الأدباء عن أملهم في أن تكون جائزة كتارا للرواية العربية التي أعلن عنها مؤخرا، نافذة جديدة يستطيع الأدب القطري أن يبرز من خلالها، وأن يستفيد الكتاب المحليون من حالة الحراك الأدبي التي سوف تحدثه هذه الجائزة، مشددين في الوقت نفسه على أهمية وجود دور نشر محلية تهتم بهمومهم، وتحفظ حقوقهم الملكية والفكرية، وتحميهم من استغلال بعض دور النشر الخارجية، كما طالبوا بأن يكون هناك اهتمام بتقديم الورش والدورات التدريبية على كتابة القصة القصيرة، لأنها من وجهة نظره أولى خطوات صناعة الروائي الجيد.

 

قلة الأقلام

 

في البداية أكد الكاتب محمد حسن الكواري أن الأدب القطري يعاني من قلة في كتاب الرواية السردية، كما أن معظم الأقلام الموجودة على الساحة الآن هي أقلام نسوية، وأغلب كتاباتهم يطغى عليها الجانب الشعري وليس السردي لذلك فالإنتاج الروائي المحلي السنوي قليل جدا، مقارنة بالإنتاج العربي، وبالتالي فهذا العدد القليل لا يسمح لنا بالتواجد للمنافسة على جائزة البوكر العربية.

 

وأضاف قائلا: لو نظرت لجنسية الكتاب الذين فازوا بتلك الجائزة خلال السنوات القليلة الماضية، كالتونسي شكري المبخوت الذي فاز بها منذ أيام قليلة.. وغيرهم، ستلاحظ أنهم جميعا ينحدرون من بيئات ثقافية متأصلة في فن الرواية، ما يجعل لديهم بيئة خصبة للإبداع، كما أنهم يمتلكون رعيلا أول من المبدعين الروائيين يستطيعون أن يستفيدوا من نهل خبراتهم وتجاربهم.

 

وأشار الكواري إلى أن الأدب الروائي الطويل لم يعد هو المصدر الأول للقراءة لدى فئة كبيرة من الناس، فالقصة القصيرة، والشعر النبطي أصبحا في صدارة المبيعات لدى دور النشر، وفي معارض الكتاب، فالأدب الروائي يعاني ليس على مستوى قطر فقط، بل على مستوى العالم أيضا، حتى إن “أليس مونرو” الحاصلة على نوبل للآداب عام 2013 هي من أشهر كتاب القصص القصيرة على مستوى العالم.

 

وفي ختام كلامه طالب الكواري بأن يكون هناك اهتمام بتقديم الورش والدورات التدريبية على كتابة القصة القصيرة، لأنها من وجهة نظره أولى خطوات صناعة الروائي الجيد.

 

الرعيل الأول

 

من جانبه أكد الروائي عيسى عبدالله أن غياب بعض الأقلام الروائية القديمة من الرعيل الأول وتوقفها عن الكتابة يعتبر من أهم أسباب غياب الأدب القطري عن المحافل الدولية والعربية، مشيرا إلى أن الكتاب الموجودين على الساحة حاليا معظمهم من الشباب، وليسوا بالخبرة الكافية لمقارعة الكتاب المخضرمين المتنافسين على جائزة البوكر العربية.

 

وأشار إلى أن الإعلان عن جائزة كتارا للرواية العربية سيسهم بشكل كبير في إحداث حالة من الزخم والحراك الأدبي، الذي سينعكس بدوره على الكتاب المحليين، معبرا عن أمله أن تسهم هذه الجائزة في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي، والمحلي خاصة، وتشجيع دور النشر التجارية على التميز بهدف الوصول إلى مشروع حضاري وثقافي عربي رائد.

 

دور النشر

 

إلى ذلك قالت الروائية حنان الشرشني أن عدم وجود دور نشر محلية فاعلة تستطيع أن تساهم في نشر نتاج المبدع القطري لعبت دورا كبيرا في إبعاد الأدب القطري عن منصة الجوائز العربية والدولية، موضحة أن من شروط التقدم لجائزة البوكر العربية هو أن يكون الترشيح من قبل دور النشر التي تنوب عنه ، لا يمكن للكاتب أن يرشح روايته بنفسه، وهذا مايجعل الكاتب القطري يلجأ لدور النشر الخارجية، ما يجعله عرضة للابتزاز من قبل الناشرين الذين يستغلون الظروف ويغالون في طلباتهم وشروطهم لنشر أعمال الكتاب الذين يأتون إليهم من الخارج.

 

وأشارت الشرشني إلى أن زيادة دور النشر في قطر ستسهم بالطبع في زيادة حركة التأليف وستسهم في تشجيع الموهوبين المحليين لتقديم نتاجهم الأدبي، لافتة إلى أن الأدب الروائي القطري لا يزال في بداية الطريق، ولا يجب علينا أن نستعجل الجوائز، علينا أن نعمل على أنفسنا جيدا، حتى يكون حضورنا في المسابقات الدولية للتتويج، وليست مجردة مشاركة فقط.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى