باحث عربي: الاحتراق الثقافي أسهم في نشر الرواية السعودية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*سالم الثنيان
أكد الدكتور بوشوشة بن جمعة أن الاحتراق الثقافي أسهم في نشر الرواية السعودية، إضافة إلى ازدهار وسائل الاتصال الحديثة، وتحدّث أستاذ الأدب واللغة العربية بجامعة حائل عن مراحل التحول، وعدد التجارب الروائية والاتجاهات التقليدية، التي ظهرت لتجديد المشهد الروائي السعودي، مشيراً إلى أن الحداثة أظهرت كتّاب وكاتبات وافدات للمرحلة الأخيرة، وقال إن الرواية برزت من ناحية انتظام النساء لإبراز كيانها الأنثوي فكان نتاجها نحو 200 رواية، انتشرت في بعض الدول العربية، وقسم مراحل الرواية النسائية السعودية على ثلاث مراحل هي: مرحلة التأسيس ومرحلة التحويل ومرحلة الحداثة.
جاء ذلك في محاضرة أقامها النادي الأدبي الثقافي بحائل، ممثلاً بلجنة قراءات ثقافية بعنوان: «موقع الرواية السعودية عربياً» ألقاها الدكتور بوشوشة بن جمعة أخيرا. وبدأ بوشوشة حديثه عن العوامل التي أدت إلى اتساع دائرة النقد في الصحافة والدراسات الأكاديمية، التي مثلت جسر عبور من المحلية إلى الإقليمية، ومن أهم هذه العوامل التي أسهمت بذلك ارتفاع نسبة الخريجين من الجامعات، الذين عادوا إلى أرض الوطن، وأثروا الحركة الروائية، إضافة إلى التغيرات التي أثرت بعد الطفرة التي حدثت بسبب النفط، وانعكست على رواياتهم مثل غازي القصيبي، ومن العوامل التي أسهمت في تحول الذائقة السعودية، الانفتاح ومظاهر تأثر الكتّاب السعوديين في المشاهد الغربية ومظاهرها.
وأفاد الحاضر بأن الراوي السعودي مرّ بتجارب عدة على صعيد المشاهد الروائية، إذ تجاوزت الروايات السعودية ألف رواية، ولو نظرنا إليها نقدياً لوجدنا إشكالاً في بعضها، كما أن هناك طفرة في الإنتاج للنماذج الجيدة المحدودة، التي سيركز عليها النقاد العرب.
وقال المحاضر بوشوشة بن جمعة إن الدراسات والنقد والبحث من أهم الوسائل التي جعلت الرواية مؤهلة للانتشار على مستوى واسع، إضافة إلى اهتمام الجامعات بهذا الجانب، وأضاف: أن المنجز النقدي عن الرواية السعودية يبقى واعداً حول الرواية ومتنامياً حول البحوث والرسائل الاجتماعية، ونخرج منها أن تلازم العلاقات بين الدوائر اجتذب إليها الفاعلين من حيث تنامي قاعدة قراء من النقد لها سواء التي اتخذت المؤلف المستقل أم غيرها».
وفي المداخلات قال عثمان أبو زنيد إن مجمل الدراسات السعودية: «أما أن تكون من عرب دارسين بجامعات سعودية، أو سعوديين في جامعات عربية». وثمّن عبدالرحمن البراك الجهد الذي قدّمه المحاضر، لافتاً إلى أن وجوده مكسب للنادي لإثرائه مثل هذه المواضيع المهمة.
وعلق بوشوشة بن جمعة على مداخلة لعبدالحق هقي، قائلاً إن الإشكالية هي كيف يمكننا أن نخترق الطابور، «فنتيجة اختراقه قد يرتكب محظور، وقدر المبدع العربي بين طرفي المراقبة والمعاقبة، ومقتنع بما هو تراثي وما هو أسطوري، وألا يتجاوز ما هو مسموح به ومساحة الحرية مهمة جداً للكاتب، وهنا نجد أن بعض الكُتّاب يعتمد على المباشرة بالطرح والبعض الآخر يعتمد على الإيحاء؟. وقال الدكتور محمد الشهري في مداخلته إن ما يميز قراءة بوشوشة هو موضوع الجدة، «فهذه أول قراءة تعالج هذا الجانب»، وتساءل براك البلوي عن سبب انتشار رواية رجاء الصانع «بنات الرياض»، فأوضح المحاضر أن «بنات الرياض» انتشرت محلياً لأنها اخترقت المحظور، «ولكن عندها جوانب قصور على الوجهة التقنية، وجرأة الكاتبة لطرح بعض الأمور المسكوت عنها جعل الرواية تنتشر». وفي الختام ثمّن عضو مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل مفرح الرشيدي المحاضرة التي قدّمها بوشوشة.
ــــــــــــــــــــــــ
الحياة