بان كي مون: للثقافة قوة هائلة في جمع الشعوب

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

أكّد بان كي مون الأمين العامّ لمنظّمة الأمم المتّحدة في الرّسالة التي بعثها الأمين العامّ لمنتدى أصيلة الثّقافي الدّولي السّادس والثّلاثين أهميّة الثّقافة في جميع القضايا العامّة للعالم بأثره قائلاً: “الثّقافة لها قوّة هائلة قادرة على جمع شمل الشّعوب وجعلهم يقيّمون ظروفنا الإنسانيّة المشتركة”. وأعرب عن أمله في أن يبقى منتدى أصيلة “مصدرًا لإلهام كافّة الشّعوب من أجل أن تلعب دورًا أكبر لدعم رؤيتنا الرّامية إلى ضمان العيش الكريم للجميع”.

 

وأوضح أنّ دول العالم أمامها أقل من 500 يومٍ على موعد تحقيق أهداف الألفيّة للتّنمية، وذكر بان كي مون، أنّ العالم في الوقت الحالى يشهد مرحلةً شديدة الاضطراب، حيث تحطّم الصّراعات العنيفة حياة البشر في مناطق مختلفة من إفريقيا والشّرق الأوسط وغيرها. وأوضح: “التّطرّف الطّائفي الخطير جاء ليضرم نيران الصّراع في سوريا، ويدفع بعض أهالي شمال العراق إلى مغادرة أوطانهم التي كانوا يقطنونها منذ غابر العصور”، واستتبع: “على الرّغم من أنّ الصّراعات تختلف باختلاف ظروفها، فإنّها تتّسم بقواسم مشتركة كاحتقار حياة الإنسان، وتبنّى الرّأى الخاطئ بأنّ أمن البعض لا يُضمَن إلّا على حساب غيرهم”. وأوضح الأمين العام في رسالته الموجّهة للمنتدى إلى أنّه كثيرًا ما تدفع هذه الصّراعات عمليّة التّقدّم والتّنمية إلى التّراجع، إذ تعطّل تلك الصّراعات ما بذلته بعض البلدان وشعوبها من جهود مضنية بدعمٍ من الوكالات التّابعة لمنظومة الأمم المتّحدة ومنظّمات غير حكوميّة وشركاء آخرين. وأكّد أنّ مثل هذه الظرّوف القاسية تصعّب وتعيق رفع مشعل التّنمية المستدامة وإبراز أهميّة معالجة التّغيّر المناخيّ. واستدرك: “الكفاح لا بدّ أنّ يستمرّ”. وأشار إلى أنّ الكوارث الإنسانيّة من جوع وفقر وتقلّبات متزايدة في الأحوال المناخيّة غير القابلة للتّكهّن، تحتوي في كثيرٍ من الأحيان على حوافز تؤجّج تلك الصّراعات.

 

وقال بان كي مون في رسالته التي نقلها محمّد بن عيسى وزير الخارجيّة المغربي الأسبق ومؤسّس منتدى أصيلة الثّقافىّ: “آن الأوان لتقييم منجزاتنا ورسم أجندة التّنمية لما بعد العام 2015م”، مردفًا: “الجهود الهائلة والمبذولة حتّى الآن لا تكفي بل علينا تحقيق المزيد من التّقدّم، وعلينا أن نعتمد اتّفاقيّة جديدة بشأن المناخ، ذات ثقلٍ كافٍ، وذلك بحلول العام 2015م”. ووجّه الأمين العامّ لمنظّمة الأمم المتّحدة بان كي مون دعوته إلى زعماء من مختلف دول العالم لحضور قمّة المناخ المزمع إقامتها في الثّالث والعشرين من شهر سبتمبر المقبل في نيويوك، وذلك حرصًا على التّوصّل إلى نتائج فعّالة، مشيرًا إلى أنّ الأمر يتطلّب مشاركة أكبر من مُمثّلي الحكومات ومن النّاشطين ورجال الأعمال وكذلك المواطنين العاديين من أجل العمل على إنقاذ كوكب الأرض ومستقبله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى