بدء اجتماع لجنة الصياغة النهائية لإدراج ملف “البشت” ضمن قائمة التراث الثقافي لليونسكو

الدوحة – قنا

بدأ بالدوحة اليوم، اجتماع لجنة الصياغة النهائية لملف البشت /العباءة الرجالية/، الذي تنظمه على مدى أربعة أيام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة الثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /ألكسو/.

وقال السيد علي عبدالرزاق المعرفي القائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة له بالمناسبة، إن الاجتماع سيعمل على استكمال ما تم إنجازه فيما يعنى بملف البشت في الاجتماع التنسيقي الأول الذي استضافته وزارة الثقافة من قبل، وذلك لإدراج هذا الملف /العباءة الرجالية/ كأحد عناصر التراث الثقافي غير المادي ضمن قائمة التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/.

ونوه أثناء الاجتماع، إلى أن كل ذلك يأتي ضمن تنفيذ اتفاقية 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهميته من حيث المهارات والمعارف والممارسات وغيرها، ونقلها للأجيال القادمة، وكذا تعزيز ترسيخ الهوية الوطنية وتحقيق التقارب والتفاهم وتبادل المعرفة بين الثقافات والشعوب المختلفة، بما يدعم تحقيق أولويات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 2030 في خلق مجتمع متماسك، وتوفير حياة عالية الجودة لأفراد المجتمع، والتأكيد على ما نص عليه إعلان /موندياكولت/ الذي جرى إطلاقه خلال مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة لعام 2022 ، في الاعتراف بالثقافة كمنفعة عالمية عامة، من أجل تمكين التنمية المستدامة ودفعها.

وأوضح المعرفي، أن ملف البشت يعد أحد الملفات ذات الأهمية البارزة الذي تسعى الدولة لإدراجه ضمن عناصر التراث الثقافي غير المادي العالمي، مشيرا إلى أنه على الرغم من التطور الكبير الذي يشهده مواطنو قطر، إلا أن حرصهم بالمحافظة على اللباس التقليدي والتمسك بارتداء البشت، ارتبط بالعادات والتقاليد والثقافة، فضلا عن كونه يعد رمزا من رموز المواطنة والهوية القطرية، وأن أهميته لا تقتصر على دولة قطر فحسب، بل هو جزء لا يتجزأ من التراث العربي الإنساني المشترك، حيث يعكس /البشت/ تاريخا غنيا من التقاليد والأصالة، و”أنه من خلال الحفاظ على الإرث الثقافي يمكننا التأكد من أن عادات وممارسات ومعتقدات أجدادنا التي ورثناها وننعم بها اليوم محفوظة لأجيال الغد القادمة”.

وأكد القائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن تعاون اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم مع وزارة الثقافة و/ألكسو/ أتاح الفرصة لجميع الخبرات لتبادل المعرفة وتنمية القدرات الوطنية لتحقيق التكامل بين الدول العربية “مما يسهم في توثيق تراثنا وتاريخنا العربي المشترك ونشره عالميا، كما يعكس التزام دولة قطر بالمحافظة على تراثها وتعزيزه وتوعية الأجيال القادمة بأهمية العناية بالتراث الثقافي وضمان استدامته”.

من جهتها قالت الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة، إن هذا الملف العربي المشترك، يبين وحدة التراث الثقافي في وطننا العربي ويعزز من وحدتنا ودعمنا لتراثنا العربي المشترك.. مبينة أنه حتى لو اختلفت المسميات المحلية لأي عنصر من عناصر التراث الثقافي غير المادي، يبقى العنصر واحدا..

وثمنت الجهود التي يبذلها المشاركون في سبيل تحقيق الهدف من تسجيل عنصر /البشت (العباءة الرجالية)/، أسوة بالملفات العربية المشتركة السابقة مثل ملف النخلة، والخط العربي، والحناء، والعود، أو أي مشروع عربي مشترك في المستقبل.

وأكدت مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة أن هذا الاجتماع يشكل خطوة في غاية الأهمية، نظرا لكونه يخدم دور الدول العربية في تنفيذ بنود اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، ومنها تسجيل عناصره في قائمته التمثيلية للإنسانية لدى اليونسكو.

من جانبه أعرب الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /ألكسو/، عن شكره لدولة قطر باعتبار الدوحة هي المنسقة لملف البشت ولإطلاقها هذه المبادرة في كنف التعاون البناء مع المنظمة، ولما وفرته من أسباب النجاح للاجتماع.

وأكد في كلمته دعم منظمة الألكسو المتواصل لتجربة إعداد الملفات العربية المشتركة للتسجيل ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى اليونسكو، لما توفره من فرص ثمينة لتعزيز حضور الثقافة العربية في المحافل الدولية، وإبراز ما تتميز به من ثراء وتنوع، فضلا عما تكرسه من روح التعاون بين الهيئات الرسمية، كما بين الجمعيات التي تشتغل في مجال التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي.

وأشار النوفلي إلى أن المنظمة أطلقت عام 2018 تجربة إعداد ملف عربي مشترك تحت مظلتها حول النخلة، ليتحول ذلك إلى تقليد يعتز به الجميع، حيث تتالت ملفات الترشيح لاحقا، فمنها ما تم تسجيله مثل الخط العربي والنقش على المعادن ومنها ما هو بصدد الإنجاز مثل ملف العود والسعفيات والعمارة الطينية والكحل العربي والآن البشت الذي يعقد هذا الاجتماع لاستكمال استمارة الترشيح الخاصة به ومراجعة مختلف مكونات ملفه.

وأكد الدكتور النوفلي أن /البشت/ ليس مجرد لباس تنحصر قيمته في وظيفته كغطاء للجسم، وإنما يمثل ثقافة كاملة ذات أبعاد حرفية وفنية وطقوسية ورمزية تعكس ثقافة المجتمع. كما أنه عنوان هوية وذاكرة حية، ومصدر إلهام يمنح الشعور بالانتماء والاستمرارية.

ونوه مدير إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إلى أن هذا الملف وبخبرة الخبراء العرب المتميزين سيترجم كل تلك المعاني والقيم والوظائف المرتبطة بالبشت “هذا العنصر العزيز على قلوب مختلف الجماعات والمجموعات بالدول المشاركة في اجتماع اليوم، معربا عن شكره لها لما أبدته من حماس للانضمام لهذا الملف”.

وأكد السيد علي عبدالرزاق المعرفي القائم بمهام أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على أهمية هذا الاجتماع باعتباره التنسيقي الثاني والأخير للإعداد والتحضير لملف البشت والانتهاء من مناقشة الآليات والمعطيات والصياغة النهائية الخاصة به توطئة لتسليم ملف الترشيح لمنظمة /اليونسكو/ لتسجيله على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لديها.

ولفت إلى أن هذه المبادرة القطرية التي حظيت بإشادة وترحيب خليجي وعربي، تؤكد التزام الدولة بالمحافظة على الهوية وتراثها وتعزيزه ونقله للأجيال القادمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى