بعقلين تودّع الكاتب سليمان تقي الدين

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: السفير
شيعت بلدة بعقلين في مأتم حاشد، المحامي الكاتب الصحافي الكبير الزميل سليمان تقي الدين، شارك فيه ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة “أمل” الشيخ حسن المصري، الرئيس حسين الحسيني، ممثل رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط النائب غازي العريضي، والنائبان مروان حماده وعلاء الدين ترو، ممثل رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان عماد العماد، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي غاندي مكارم، رئيس “مؤسسة العرفان التوحيدية” الشيخ علي زين الدين، وفد من “الحزب التقدمي الاشتراكي” برئاسة أمين السر العام ظافر ناصر، ووكيل داخلية الشوف رضوان نصر، ناشر جريدة “السفير” طلال سلمان، وأعضاء مجلس القيادة والمفوضون، وحشد من رجال الدين والفاعليات والشخصيات وأهالي البلدة والجوار.
وقبيل التشييع، ألقيت كلمات أشادت بالفقيد، لكل من الفنان عماد أبو عجرم، الشاعر وجدي عبد الصمد باسم “إتحاد الكتاب اللبنانيين”، عبد السلام شعيب باسم نقابة المحامين، وفواز طرابلسي باسم أصدقاء الفقيد.
وقدم العريضي التعزية باسم جنبلاط، معدداً مزايا الفقيد تقي الدين النضالية، وقال: “نودع اليوم رجلاً من دوحة العائلة الكريمة التي أعطت رجالاً كباراً في تاريخ لبنان، وسليمان المناضل السياسي الوطني والسياسي والعربي والعلماني الديموقراطي المثقف والكاتب والأديب، الذي أمضى حياته مناضلاً في “منظمة العمل الشيوعي” بقيادة الرفيق محسن إبراهيم الذي كان ركناً أساسياً في التحرر العربي، ناضل سليمان من أجل لبنان والوحدة والتطور والديموقراطية والقضية الفلسطينية، مؤكداً دائماً أن العدو الأساسي هو إسرائيل التي تهددنا”.
وأضاف: “عاش سليمان مرحلة من حياته إلى جانب رئيسنا ومع رفاق له في الحزب التقدمي الاشتراكي، وكان رجلاً يوم عزت الرجال وكان النضال عنوانه والشهامة حيث قدمت منطقته وجبله ولبنان الشهداء في وجه إسرائيل ودفاعاً عن وحدة الوطن وتطوره”.
وتابع: “إن ما كتبه أغنى الحياة السياسية اللبنانية وكتب عن الحوار الذي نصر عليه في هذه المرحلة بين القوى السياسية اللبنانية لحل كل القضايا، وهذه المسألة تأخذ طريقها رغم كل شيء. وسليمان كان رمزاً من رموز الحوار في لبنان، وفي هذا السياق ندعو الجميع إلى التبصر والحكمة للحفاظ على هذا التنوع وهذه التركيبة والخصوصية اللبنانية، لنخرج باتفاقات وتسويات تحمي ما تبقى من الوطن من أسس وتقاليد، ولكي نبني مستقبلاً راسخاً للأجيال”.
وختم: “هذه وصيتنا التي أطلقها الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط إلى الشباب والى تيمور ورفاقه وأبناء جيله بالابتعاد عن الجهل وعن العنف، ونستذكر مرحلة الحرب الأهلية التي كانت تجربتها مريرة لاستخلاص العبر والدروس، وسليمان المناضل استخلص وكتب تجربته في المسيرة الوطنية التي هي الوصية الثابتة، ألا فلنبتعد عن العنف والجهل”.
وكان وزير الإعلام رمزي جريج قد تحدث عن الفقيد قائلاً ان “بغيابه نفقد محامياً لامعاً وأديباً بليغاً وصحافياً مميزاً وسياسياً غير تقليدي، والأهم أنه كان معجوناً بحب الوطن على غرار أنسبائه من آل تقي الدين، الذين تجلوا في المحاماة وفي والأدب. عرفته محاميا مثالياً، وتوثقت معرفتي به من خلال عمل لجنة آداب مهنة المحاماة واللجنة المولجة بموضوع استقلال القضاء، كما كنت أقرأ بشغف افتتاحياته في جريدة السفير. إن رحيله يشكل خسارة كبيرة للمحاماة وللإعلام، وسنفتقده مناضلاً عنيداً ومفكراً سياسياً بارعاً. غير أن انتماءه السياسي لم يشكل حاجزا بينه وبين الآخرين، الذين كانوا يستطيبون محاورته، وإن احتلفوا معه في المقاربات، وهذا أكثر ما نحتاج اليه في أيامنا هذه”.
ونعى رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، في بيان، الكاتب سليمان تقي الدين. وقال:”خسر لبنان وطائفة الموحدين الدروز علماً سياسياً وثقافياً وفكرياً، المرحوم الشيخ سليمان تقي الدين، المتحدر من عائلة شوفية كريمة لعبت دورها في استقلال لبنان، وساهمت في وضع الأسس الدستورية لكيانه المعاصر.رحم الله الفقيد، وأدخله فسيح جناته ووطن في قلوب ذويه ومحبيه الصبر والسلوان”.
وألقى كلمة العائلة المحامي بدري تقي الدين. وبعد الصلاة ووري الفقيد في مدافن العائلة.