بقلبي وطن يشتهي الربيع / محمد قطوس ( فلسطين)

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-
في غابةِ القُبورِ صوتٌ لاحَ وقد سَكَنَ الوقتَ نُعاسُ الحاضرِ
صوتٌ أُخفي تَعَبَهُ مِنْ لسعَةِ الماضي
أيُّها الإحياءُ أنا ظلٌّ مهجورٌ قد نَبَتَ على فمي عوسجُ الزَّمانِ
أنا قد أشعلتُ البحرَ باسمي حينَ كنتُ أخرَ الأحياءِ
أنا لا أخشى على نفسي مِنْ وجعٍ وإنَّما أخشى على أرضي مِنْ وَجَعي
فإذا مَرَرتُم بقبري ازرعوا الوردَ إنَّ بقلبي وَطَنٌ يشتهي الربيعَ
في غابةِ القبورِ انطوى الشهيدُ على ظلِّهِ المهجورِ
وداعبَ غُصنَ العوسجِ
أدركَ حينَها بأنَّ الكأسَ امتلأَ نبيذًا وفرغَتْ
جُعْبَةُ الذَّخيرةِ وصَدَأَتْ بندقيةُ المقاومِ
حتى نامَ مُبَكِرًا ليَحلُمَ بأنَّ الله سيغيرُ الأقدارَ
أُحَدِّثُكُمْ عن زَمَنِ اللّيلِ الطَّويلِ
كيفَ سَيَخرُجُ النَّهارُ مِنْ رُكنِ السَّماءِ يتأبَطُ الغيمَ لنشربَ الماءَ لُغَةً
حينَ تصرخُ الأرضُ مِنْ ضائِقَةِ صَدرِها فيأتي إليها جُنودُ اللهِ أفواجًا
يأتونَ لها بأنهارٍ لتغسلَ أقدامَها العاريةَ فوقَ الشَّوكِ
ويأتونَ بأمطارٍ أبديةٍ حتى بابِ القيامةِ.