«بيروت آرت فير» لهذا العام: 50 صالة و1500 فنان

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-

تعقد لور دوتفيل، مؤسسة ومديرة «بيروت آرت فير» مؤتمراً صحافياً اليوم، في فندق «لوغراي»، وسط بيروت (الحادية عشرة قبل الظهر)، لتطلق هذا المهرجان التشكيلي السنوي الأهم في العاصمة اللبنانية، الذي يقام في مجمع «بيال» بين 18 و21 أيلول المقبل، والذي أريد له أن يكون أقرب إلى تجربة «آرت دبي».

يتجدد هذا المهرجان الدولي سنوياً، منذ عام 2010، بل هو يزداد حجماً وحركة وفاعلية، فبعد أن كان زائروه في عامه الأول 3500 طوال مدة العرض، زاد العام الماضي ليبلغ قرابة 18 ألفاً. ثم بعد أن كان عدد الصالات 30 أقفل العام الماضي على 47 صالة من 14 دولة. لم تعرف أرقام هذا العام بدقة بعد، إلا أن التجربة تتبلور أكثر فأكثر، بل تتطور من الداخل، من خلال إدخال عروض جديدة، مثل إشراك فن التصميم والفوتوغراف بأجنحة، وظاهرة توزيع عدد من الأعمال الفنية العملاقة في شوارع وسط بيروت، لتضفي جواً فنياً، وتلفت المارة إلى المناسبة.

ما يهمنا في هذا المعرض أنه يفعّل الحركة التشكيلية في لبنان في اتجاهات عدة: منها أنه محرك مهم على المستوى الدولي لجهة لفت الأنظار إلى الساحة الفنية اللبنانية، من خلال استضافة غاليريات أجنبية ونقاد وجامعي أعمال، ثم تخصيص جناح خاص بدولة ضيفة، مثلما حدث العام الماضي مع سنغافورا. وقد استتبع هذا أيضاً جناحاً لبنانياً هذا العام في «سنغافورا آرت فير».

ومنها أنه يقود إلى تفاعل الفنانين اللبنانيين مع التجارب الحديثة المشاركة عبر الصالات الأجنبية. وبما أن هذه التظاهرة هي الأبرز في لبنان فهي تشكل واجهة للتشكيل اللبناني، مع تطورها يمكن أن تشكل منافساً حقيقياً لـ«آرت دبي» وسواه في المنطقة، ونتذكر عندما حدثت أزمة اقتصادية في دبي كيف فكر العديد من مسؤولي الصالات الفنية في بيروت بديلاً حقيقياً. ولا شك في أن المشاريع الفنية ليست بعيدة عن الأهداف التجارية، فالحركة التي يمكن أن يفعّلها مثل هذا النشاط الدولي تترك أثرها في السوق المحلية، ولا ننسى أن هذا المهرجان من المحفزات الأساسية التي أدت إلى افتتاح عدد من الغاليريات الجديدة في بيروت، بل إن الشعور بازدياد الحركة يستقطب فنانين من دول مجاورة، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية إقامة عدد من الفنانين السوريين والعراقيين، مثلاً، في لبنان.

من الناحية العملية، فإن عدد الصالات المشاركة في المعرض هذا العام قد يصل إلى 50 صالة، في حين يزيد عدد الفنانين المشاركين على العام الماضي 50 في المئة، فيصل إلى 1500 فنان، كما يتوقع ياسر عكاوي، اختصاصي استراتيجيات الشركات، المتعاون مع إدارة المعرض، في حين يتوقع أن يصل الزوار إلى 20 ألفاً. وإذا كان عدد الغاليريات الأجنبية المشاركة حتى الآن ثمانية، فمن المتوقع أن تكون المشاركة أوسع بالطبع.

ما هو لافت في برنامج المعرض تحوله أكثر إلى الفن المعاصر، مركزاً في استقطابه على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية وشرق أسيا، وهو سوف يضم، في دورته الخامسة هذه جناحاً لفنانين من الهند، يرعاه الناقد فابريس بوستو، وجناحاً ثانياً هو «فيديو بروجكس»، يقدم مجموعة واسعة من أعمال الفيديو من الشرق الأوسط والمغرب وجنوب آسيا وجنوب شرقها، تطاول السينما التجريبية والتوثيقية. كما تقام أجنحة لفن الحفر والتصميم، بالإضافة إلى جائزة بنك بيبلوس.

لا بد من الانتباه، أخيراً، إلى أن إقامة هذه التظاهرة، يطعّم نشاطنا الفني بخبرات أجنبية مهمة، بدءاً من الناشطة الفرنسية دوتفيل، التي انطلق نشاطها في بيروت بمعرض دولي هو «أرتويل» (1998- 2005)، والناقد الفني جيروم سانس، الذي ينظم جناح التصميم للسنة الثانية. ومنسقة المعارض مارين بوغان التي تنسق تجربة عرض الأعمال الكبيرة في الهواء الطلق، وآخرين. هذا بالإضافة إلى منسق جناح الدولة المستضافة سنوياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى