بينالي “مال لول 2” إنعاش للذاكرة الرياضية القطرية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

كشف الباحث والمؤرخ سلطان جاسم الجاسم أن الجناح الذي يشارك به في معرض “مال لول 2” مخصص لذكريات الرياضة القطرية وخصوصًا كرة القدم حيث يضم عشرات الصور القديمة والنادرة التي توثق لفترة زمنية من الرياضة القطرية والرياضة النفطية في دخان ومسيعيد بمختلف الألعاب وذات مستوى جيد وتمّت المحافظة عليها بشكل لائق رغم مرور عشرات السنين، وقال: إن الزائر من أبناء دولة قطر يستطيع أن يرجع بذاكرته إلى حقب زمنية قديمة جدًا وأحداث لها مدلولات تاريخية في الوسط الرياضي القطري، وذلك عبر هذه الصور التي تروي حكايات وأسرار أشخاص صنعوا لقطر اللبنة الأولى في جدار إنجازاتها الرياضية.

 

وتابع: لقد تشرّفت بزيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في افتتاح النسخة الثانية من بينالي معرض “مال لول2” وتأمل كثيرًا مجموعة من الصور النادرة التي تعود إلى منتصف القرن الماضي.

 

وشدّد الجاسم على أهمية معرفة التاريخ والتراث ناصحاً الشباب بزيارة المعرض خصوصاً أنه يذكرنا بالماضي، كما أنه يستقطب رواداً كثيرين، موضحاً أن كل الصور من مقتنياته الخاصة، ولكل واحدة منها حكاية مثل الصور التي تؤرخ لزيارة بيليه عام 1973 وزيارة محمد علي كلاي عام 68 وعام 72 حيث قام بإجراء مباراة استعراضية، وهناك صورة الرياضي الراحل أمان عبد الكريم صاحب أول ميدالية فضية لدولة قطر في دورة رياضية بالكويت عام 1963 ورغم أنه كان لاعب كرة قدم، إلا أن تتويجه كان في سباق مئة متر في ألعاب القوى.

 

وحسب الجاسم فإن المعرض يضم صور استقبال أبطال ونجوم قطر عقب عودتهم من أستراليا وفوزهم بالمركز الثاني في بطولة العالم للشباب ولولا الأمطار لكنا حصلنا على المركز الأول مع ألمانيا والصور توضّح طريقة استقبالهم من المطار في سيارة مكشوفة حيث احتفى بهم الجميع، كذلك هناك أيضاً صورة لفريق كرة القدم الحائز على المركز الثالث في دورة الخليج الرابعة التي أقيمت في قطر وهي من أنجح دورات الخليج والتي شهدت لأول مرة مشاركة منتخب العراق وأحرزنا وقتها المركز الثالث وفزنا بالميدالية البرونزية في أول إنجاز خليجي.

 

 

 

ذاكرة وطنية

 

وأوضح أن المعرض يعد إنعاشًا للذاكرة الوطنية والمحافظة على التراث في المجال الرياضي، خاصة أن الصور تتعرّض لفترة لم تشهدها الأجيال المعاصرة، وهذه الفترة شهدت نشاطاً رياضياً ملحوظاً سواء على مستوى الأندية أو المدارس أو حتى استضافة العديد من البطولات الرياضية والفرق الكبرى ومشاهير الرياضات في مختلف الألعاب الرياضية.

 

وأضاف “إن هذه الصور تكاد تكون توثيقية لواقع الرياضة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتأكيدًا على الدور الذي لعبه الأبطال السابقون”. مشيرًا إلى أن هذه الصور تم تجميعها من مصادر عدة لتكون أرشيفًا رياضيًا يستفيد منه الباحثون والرياضيون.

 

وأشاد الجاسم باهتمام دولة قطر بالرياضة مؤكداً أنه لا توجد دولة في العالم تضاهي قطر في الاهتمام بالرياضة وبالتوعية الرياضية، موضحاً أن اليوم الرياضي أصبح مشهوداً في العالم أجمع ولا توجد دولة في العالم إلا قطر تخصص له يوماً سنوياً للاحتفاء به، معتبراً هذه المناسبة مكرمة أميرية تعلي من قيمة الرياضة وتحتفي بالشباب.

 

 

 

الأقدام الذهبية

 

ويقول الجاسم إنه مصور يعشق الكاميرا ويهواها منذ طفولته كما يحب أن يحتفظ بالصور القديمة والنادرة التي توثق لتاريخ الحركة الرياضية في دولة قطر، والتي تضم أبطال قطر، وبداية احترافي لعملية التوثيق والتأريخ كانت أثناء دورة الخليج 1992 وصدر لي كتاب بعنوان “الأقدام الذهبية”، وبعدها في عام 1997 سجّلت إعجابي الشديد بأبطال ألعاب القوى وكتبت كتابي في هذا المجال بعنوان “سجل الذهب لألعاب القوى” وتناولت خلاله نشأة ومسيرة ألعاب القوى في قطر واستعراضاً لأهم أبطال ألعاب القوى القطريين ممن حققوا للدولة إنجازات رياضية مهمة وحصدوا الميداليات الذهبية، ويضيف المؤرخ سلطان الجاسم قائلاً: إن الكتاب لقي نجاحاً كبيراً وصدى طيباً بسبب أنه كان جامعاً وحصرياً وحظي باهتمام الوسط الرياضي خاصة والجمهور وعشاق متابعة أخبار الرياضة والرياضيين بشكل عام.

 

وفي عام 2002 قمت بعمل كتاب عن كأس العام وكان بالتزامن مع إقامة بطولة كأس العالم التي نظمت في كوريا واليابان وتناول الكتاب تاريخ بطولة كأس العالم وهي البطولة الأهم في عالم الرياضة للعالم أجمع وكان يعتبر هذا الكتاب هو أول كتاب مصور يتم إصداره عن هذه البطولة منذ نشأتها وحتى عام 2002، وكان عملاً مشتركاً مع الزميل الصحفي الأردني صالح داوود الراشد.

 

ويتذكر الجاسم كيف قدّم كتابه “زمان” بالتزامن مع بطولة الألعاب الآسيوية التي شهدتها الدوحة في عام 2006 وكانت حدثاً رياضياً بارزاً وطرحت وقتها كتابي الذي ضم مجموعة من الصور الرياضية النادرة التي جمعت رياضيي قطر القدامى والجيل الذهبي لها من أفضل وأمهر الرياضيين القطريين على مر التاريخ في مختلف الألعاب الرياضية مثل القدم والسلة واليد والهوكي والتنس والفروسية وغيرها من الألعاب التي كانت موجودة في قطر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى