بينالي “مال لول 2” نافذة على التراث الخليجي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
أكد عدد من زوار “مال لول 2” أن البينالي نجح في استقطاب الجمهور من مختلف الأعمار سواء من داخل قطر أو من خارجها، مشيرين في تصريحات لـ الراية إلى أن البينالي حقق المعادلة الصعبة المتعلقة بإحجام المواطنين عن حضور الفعاليات الثقافية المختلفة حيث يحرص المواطنون والسائحون المتواجدون في قطر من دول مجلس التعاون على زيارة المعرض التراثي الذي يضم مقتنيات وتحفًا ثمينة ونادرة مملوكة لمواطنين من دولة قطر ومن دول مجلس التعاون، مؤكدين في الوقت نفسه على أن البينالي يعرف النشء بتاريخ قطر والخليج وطريقة حياة الأولين، كما أنه يشجّع على ثقافة الاقتناء والمحافظة على التراث ويُسهم في نشر الوعي بالتراث القطري والخليجي.
مشاركة خليجية
وفي البداية يقول حسين الملا وكيل وزارة العمل: إن فكرة المعرض جيدة ونشكر المسؤولين عنه حيث شاهدنا النسخة الثانية تتميز بمساحة أكبر وبمشاركات أكثر، خاصة المشاركات الخليجية التي أسهمت كثيرًا في إثراء المعرض، وأوضح الملا أن المعرض نجح في أن يجتذب جميع الفئات العمرية سواء الكبار أو الصغار ونجدهم جميعًا يستمتعون بالتجول في أروقة البينالي الذي يشكل نافذة على التراث القطري والخليجي، فالكبار ممن عاصروا الفترات الزمنية القديمة التي كانت تستخدم خلالها تلك المعروضات يستمتعون كثيرًا بمشاهدتها مرة أخرى، والصغار ممن لم يعاصروها يستمتعون أيضًا بالتعرّف على طريقة عيش الآباء والأجداد، ونأمل أن تشهد النسخة المقبلة تطورًا أكبر ومشاركات خارجية أكثر خصوصًا من دول مجلس التعاون، مضيفًا أن التراث الخليجي متشابه ولكننا شاهدنا أمورًا جديدة يتميز بها كل مجتمع ومثل هذا المعرض يعرّفنا أكثر وأكثر عن خصائص كل المجتمعات المحيطة والقريبة منا، وأشار حسين الملا إلى أهمية اصطحاب أبنائنا لحضور مثل هذه الفعاليات التي تفيدهم كثيرًا في التعرّف على تاريخ قطر القريب وطريقة حياة الأولين، ولفت إلى أنه حرص على اصطحاب ابنته ليشرح لها عن المعروضات ويجيب على تساؤلاتها في هذا الشأن.
خبرات الأجيال
من ناحية أخرى قال سلطان المريخي: إن فكرة معرض “مال لول2” هي فرصة رائعة علينا أن نغتنمها لننقل خبرات الأجيال السابقة للأجيال الحالية مع أساليب حياتهم الأولى ونذكرهم بصور من ماض لم يعايشوه، فهو الفرصة التي نطل من خلالها على تراثنا القديم، خاصة أن الدوحة شهدت تغيرًا جذريًا خلال العشر سنوات الأخيرة ربما تعادل سرعته جميع الحقب الزمنية من فترة الستينيات وحتى مطلع الألفية الجديدة حيث إن الدوحة شهدت تغيرًا كبيرًا ربما تصبح معه جميع أنماط حياتنا قبل هذه الفترة من التراث، لذلك فإن جمع المقتنيات القديمة والحفاظ عليها من أبرز وأهم مكاسب هذا المعرض الذي يشجّع أيضًا على ثقافة الاقتناء والمحافظة على الأشياء التراثية، وأفاد المريخي أنه شخصيًا كان يمتلك عددًا من المقتنيات المهمة التي لم يحافظ عليها ولكن هذا المعرض غيّر فكرته ونظرته حول تلك المقتنيات، موضحًا أنه حرص على اصطحاب أبناءه لتعريفهم بالماضي والمقتنيات التراثية، وقال: إنه يخبر ابنته أن البطاقة الشخصية والأقلام التي نستخدمها للكتابة ستصبح خلال الأعوام المقبلة من الماضي وهي لا تستوعب ما أقوله لأنها لم تشاهد التطور الرهيب الذي عشناه والفارق الذي يجعلنا نتوقع ما هو قادم، أما هم فقد ولدوا ليستخدموا الكمبيوتر والآيباد ، لذلك علينا أن نشرح لهم آليات التقدّم، وقال المريخي: إنه كان يتمنى لو أن المعرض يحتوي على مواد تلفزيونية قديمة توضّح لنا التراث المرئي القطري والأفلام والمسلسلات القديمة، وكنا نتمنى أيضًا أن تشارك مؤسسات الدولة في “مال لول” لتقدّم الصور القديمة وطريقة تعاملهم في الماضي مثل البريد والدفاع المدني وغيرها، ومن الممكن تطوير أساليب العرض لتصبح “ثري دي” بحيث يعيش الزائر وكأنه ذهب في رحلة إلى الماضي.
عبق الماضي
أما عوض النملان فيرى أن المعرض يجمع التراث الخليجي المتنوع في كافة دول مجلس التعاون ليقدمه لنا في مكان واحد بعبق بالماضي كما هو ولكن بأسلوب عرض راق، وقال: هناك كثير من الأشياء المعروضة لم نعاصرها أو نراها على أرض الوقع مثل السيوف والرماح والخناجر من العصور القديمة، وهناك بعض المقتنيات لحقناها ولكن لم نستطيع أن نحتفظ بها، ومن هنا تأتي أهمية المعرض الذي يقدّم لنا فرصة رائعة للتعرّف على المقتنيات تراثية عبر مكان واحد فهو بحق نافذة تراثية علينا الاستفادة منها، وحول إصراره على أن يكون أبناؤه معه قال النملان: أنا بالفعل أقوم بشرح كافة التفاصيل الموجودة مع المعروضات وكيف كان يتم استخدامها قديمة، وهذا هو الهدف من المعرض حتى تتناقل الأجيال هذه الأمور جيلاً بعد جيل، وأحكي لهم كيف أن آباءنا وأجدادنا كانوا يستخدمون هذه الأشياء، ولو لم نحك لهم ذلك فكيف لهذا التراث أن يمتد ويستمر، وأختتم،نشكر الدولة التي تحافظ على التراث وتهتم به وتقدّم لنا كل شيء حتى يظل حيًا بننا.
وعي تراثي
بدوره يقول سالم ناصر علي المهري: إن المعرض يمزج الماضي بالحاضر من خلال إعادة واستحضار الماضي ليعرض في الحاضر، وقال أنا شخصيًا استفدت كثيرًا من خلال زياراتي للمعرض وتجولي بداخل أروقته حيث تعرّفت على الكثير من المعلومات التي لم أكن أعرفها، وشاهدت مقتنيات وأدوات تشرح طرق وأساليب حياة الأولين وتاريخ دول وحضارات حكمت وذهبت في المنطقة وكان لها آثار باقية نراها تتجسّد أمامنا من خلال ما تركوه بين أيدينا من مقتنيات تراثية، وكذلك شاهدنا نماذج للأسلحة القديمة والمسميات التي نجهلها ولم نكن نعرفها أصبحنا الآن أكثر دراية بها ونحن نشكر القائمين على المعرض والدولة التي لا تدخر جهدًا في نشر الوعي بالتراث القطري والخليجي في داخل وخارج قطر.