“بين الأبراج” ناقشت قضية غياب الوعي العربي

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

عقدت مساء أمس الأول في مسرح قطر الوطني الندوة التطبيقيّة الخاصة بعرض “بين الأبراج” وهو من إخراج جاسم الأنصاري، وتأليف سعود الشمري عن فكرة للدكتور مرزوق بشير، وحضر الندوة المخرج جاسم الأنصاري والمؤلف سعود الشمري، وأدار الندوة الإعلامي أحمد السعدي، وعقبت عليها د. وطفى الحمادي عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت وكلية الآداب بالجامعة اللبنانية، وبدأت الحمادي كلامها عن العرض، وقالت: سأبدأ بعنوان المسرحية وهو “بين الأبراج” الذي جاء متسقًا وواضحًا مع سينوغرافيا العمل فقد شاهدنا في خلفية المسرح شاشة عليها صورة الأبراج.

 

وقالت الدكتورة وطفى الحمادي إنها قرأت النصّ جيدًا، ووجدت أن كاتبه مهموم بقضية غياب الوعي في المجتمعات العربية، وهو الأمر الذي يجعلها فريسة سهلة المنال، وكذلك تشغله قضية الخلاف وعدم التوافق بين أبناء المجتمع الواحد أو الوطن الواحد وهو ما ينطبق أيضًا على الحالة العربية وحالة الشقاق والخلاف التي نعاني منها في وطننا العربي، وأكّدت أيضًا أن النصّ تعرض لموضوع العلاقة مع الآخر، والذي شاهدناه مجسدًا في شخصية الأجنبية ذات الأصول العربية، والتي نجحت في أن تغرر بأهل الحي بسبب نقص وعيهم واستغراقهم في الخلافات، وأشارت إلى أن النصّ ممتلئ بالأفكار الجميلة.

 

أما بالنسبة للإخراج فقالت الدكتورة وطفى إننا شاهدنا ديكورًا ليس بسيطًا وإنما مبسطًا، وقد شاهدنا مجموعة من الشباب الممثلين الذين وضح أنهم في بداية طريقهم المسرحي، وظهر جليًا أن المخرج جاسم الأنصاري بذل جهدًا في الاشتغال على بعضهم، وتميز أداء كل من شخصيتي أم سعيد وفلاح.

 

وقالت إن ما شاهدناه هو عمل به جهد نشكر القائمين عليه، ونستطيع القول إن فكرة النص جيدة، ووجهت الشكر لكل القائمين على مهرجان الدوحة المسرحي الذي أصبح من المهرجانات التي حقّقت سمعة طيبة على مستوى العالم العربي.

 

من جهته، علق الخبير الثقافي موسى زينل على العرض، وقال: إن الفنان جاسم الأنصاري واحد من الفنانين الذين نعوّل عليهم من أجل استمرارية الحركة المسرحية القطرية، حيث من المفترض أن يقود الجيل القادم، هو وفنانون آخرون من أمثال ناصر عبد الرضا وفهد الباكر، ولهذا لن نقبل منه سوى الأعمال المميزة خاصة أنه فنان ومخرج أكاديمي وحاصل على ماجستير، وأضاف زينل قائلاً: إن التراجيديا والكوميديا وجهان لعملة واحدة، وكما لا يجوز للممثل على خشبة المسرح أن يستدر البكاء والحزن في الأعمال التراجيدية، فإنه لا يجوز أيضًا للممثل أن يستدر الضحك من الجمهور، مؤكدًا أن الفنان جاسم الأنصاري يحرص فقط في أعماله دائمًا على الخط الكوميدي.

 

وأشار زينل إلى أن لجنة النصوص والمشاهدة تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية حول مستوى العروض، ونحن نتأمل دومًا أن تُقدم إلينا نصوص جيدة ومميزة.

 

بدوره قال الكاتب الصحفي ومؤلف العمل سعود الشمري إنه سعيد جدًا بتجربته الثالثة التي تجمعه بالمخرج المبدع جاسم الأنصاري، وقدّم التحية إلى فريق العمل على جهدهم الذي بذلوه وتمنى لهم التوفيق.

 

ومن جانبه، قدّم أيضًا المخرج جاسم الأنصاري التحية لفريق العمل، مؤكدًا أن نجاحهم في مواجهة الجمهور بجسارة في الوقت الذي لا يجرؤ فيه بعض الفنانين الكبار على أن يواجهوا الجمهور كما فعل هؤلاء الشباب، مؤكدًا أنه يعتمد في عمله دائمًا على القاعدتين الأساسيتين اللتين يقدم من أجلهما المسرح، وهما الإمتاع والإفادة، مضيفا إن العمل يقدم الكثير من الرسائل ويناقش العديد من القضايا وهو ما يحقق الاستفادة، كما أن الجمهور استمتع أيضًا وهو ما ظهر جليًا من خلال التفاعل الكبير الذي شاهدناه بين الجمهور والخشبة، وأضاف قائلاً: وستظل عروض المهرجان هي عروض الليلة الواحدة، وربما يكون هناك إخفاق في جوانب وإجادة في أخرى ولكن يكفي أننا شاهدنا الصالة ممتلئة بالجمهور .

 

واختتم الأنصاري كلامه بقوله: لدي قناعات بنيتها من خلال تجارب عديدة ودرست على أيدي أكبر الأساتذة وأحاول أن أنقل تجربتي للجمهور، خصوصًا أن الكوميديا واحدة من أهم القناعات لدي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى