تأبين الشاعر القاسم في عمان

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص
اعداد – عيسى ابو الراغب
تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ
ولا يستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى
ولا تستسلم
تقدموا
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا
تقدموا
صاحب هذه الكلمات صاحب رؤية أدبية ثاقبة صاحب أرجوحة النجمات في الوطن السليب شاعر تفرد بكلمات كانت تدق كل باب وتكتب على كل جدار وفي حنجرة كل صوت عربي أو أنساني امن بالحياة وأمل الحياة
هو سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط إسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة درزية في مدينة الزرقاء يوم 11 مايو 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.
غيبه الموت وما مات وري الثرى فنطقت حبات التراب تغني وتذرف دمعها على الرحيل ولان الذاكرة الانسانية وبالذات الفلسطينية لا تنسى فقد بقي هذا الشاعر بقاء حروف اشعاره مرة كاغنية ومرة كاهزوجة ومرة كمدفع ومرة كبندقية ورصاص
وليبقى الطريق مهما طال بأمل وينقش على جوانبه الكلمات ها هم أبناء شعب فلسطين الأحرار يتوافدون ليكون حفل تأبين لروح الشاعر القاسم
حيث قامت الشاعرة إيمان مصاروة ابنة القدس بتنظيم مهرجان احتفاء بروح الشاعر الكبير القاسم ودعوة شعراء كبار من الداخل الفلسطيني والشتات ليكون لكل واحد منهم صرخة واثبات الهوية الفلسطينية والتي لم تسقط مع قادم الزمن
ووقفتُ والنسيانُ تحجبهُ الرؤى
ويداي َ تعتنقانِ أكفان َ الردى
رَحَلوا بهِ يا شمسُ حيثُ رحلتِ بي
قلباً تعمدَّ بالدماءِ كما المَدى
أَبدى رَحيلَكَ في الفؤادِ فجيعتي
وارتدَ ذكركَ في صباحي فرقدا.
حيث سيشارك في تلك التظاهرة الكبيرة وفي حاضرة العاصمة الأردنية عمان وفي أركان تاج الثقافي كل من الشاعر سامي مهنا والشاعر سميح القاسم والشاعر محمد خالد النبالي والشاعر عدنان زيدان والشاعر سامي خير والناقد الدكتور عماد الضمور والشاعر سليمان دغش والشاعر معين شلبية والشاعرة مقبولة عبد الرحيم
وذالك يوم الخميس الموافق الحادي عشر من الشهر الجاري حيث تُشعل الشموع لتنير المكان بروح الشاعر القاسم والبدء بقصيدة أعدتها الشاعرة إيمان مصاروة ثم يبدأ توافد الشعراء لمنصة الشعر والأدباء مؤكدين استمرار المسيرة والطريق النضالي الفلسطيني بكل الوسائل وعبر الكلمة الرصاصة هاتفين بقلب واحد ماضون لا نخون العهد ما بقي الزيتون ويغنون الحان وإشجان القاسم الراحل ويجعلون وتر العود يناجي الروح للشاعر القاسم
هذا الشاعر الذي ملئ الكون بكلماته وأشعاره وتغنى كثير من الفنانين بكلماته
منتصبَ القامةِ
أمشي مرفوع الهامة
أمشي في كفي قصفة زيتونٍ
وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي
وأنا أمشي
قلبي قمرٌ أحمر
قلبي بستان
فيه فيه العوسج
فيه الريحان
شفتاي سماءٌ
تمطر نارًا حينًا
حبًا أحيان
في كفي قصفة زيتونٍ
وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمش
………..
هي الحياة نحياها مؤمنين بأمل القادم ألينا وبحق الشعب في تقرير مصيره ومهما توالت النكبات والقسوة والمجازر والشهداء سيكون إصرار محتوم على المضي قدما في المسيرة
فها هي مسيرة النضال بكل أركانها تجتمع في الشعب الفلسطيني فمرة رصاصة ومرة كلمة وكلاهما في قلب عدو يقتل في الشعب
رحم الله القاسم الشاعر الإنسان الفلسطيني المؤمن بانه مهما طالت السنوات فلا بد للقيد أن ينكسر