تراجع القراءة وحال العربية أبرز الأسباب

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
نظم نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ندوة ثقافية مفتوحة، مساء أمس الأول، في مقر الاتحاد في الشارقة، بعنوان “الشعر والمتغيرات” أدارها الشاعر طلال سالم، وحضرها عدد من أعضاء النادي والإعلاميين، ومتابعي فعالياته .
ارتجل سالم وبطريقة لافتة سلسة، الحديث عن دور الشعر وواقعه ومكانته، في هذه الفترة التي نشهد فيها تغييرات هائلة، حيث يتم الحديث عن انحسار دور الشعر، بل ربما وشوكه على الأفول، كما قد يذهب إلى ذلك بعض النقاد والمعنيين، وضمن هذا الإطار، فقد تناول مدير الندوة ظاهرة قلة رواج الشعر، انتشاراً وتداولاً، وتحدث عما يمكن وسمه ب”الفجوة” مابين الشعر والمتلقي، لاسيما أنه مضى أبعد من حدود هذا التوصيف، إذ وضع صلة تواشج الشعر بالواقع تحت مجهره النقدي، مشككاً في قدرة الشعر في مواكبة ما يجري، والارتقاء إلى مستوى الحدث، وهو أمر كان يجب أن يتم بوتائر عالية، في ظل الانفتاح الذي وفرته شبكات التواصل الاجتماعي .
وإذا كان سالم قد قدم مفاتيح أولى، لفتح باب الحوار حول ما يمكن اعتباره قضية إشكالية، ملموسة، من قبل المعنيين جميعاً، فإن آراء المداخلين على مساهمته، تنوعت، في جهة تشخيص أسباب انحدار الشعر إلى هذه الحالة، وإن كان أكثرها يركز على أهمية دور الشعر في حياتنا . فهناك من رأى أن الشعر حتى وإن لم يقدم نفسه في صيغه المعروفة، من قبل، بيد أنه موجود في حياتنا الثقافية، ويتجسد حضوره حتى في الفنون الأخرى، كما هي الحال في الرواية أو القصة أو حتى غيرهما .
وهناك من أعاد جذر الإشكال إلى تقهقر عمليات القراءة لدى الشعوب العربية عامة، بعكس ما هي عند الغرب، لاسيما أن هناك من قد يقف في طوابير طويلة أمام مكتبة، أو أحد أقسام معارض الكتب، للحصول على نسخته من المجموعة الشعرية الصادرة لأحد مبدعي بلده، أو إحدى الروايات، أو الدراسات النقدية الصادرة حديثاً .
في الوقت نفسه، هناك من تحدث عن دور وسائل الإعلام في ما آل إليه الشعر، من خلال تسطيح بعضها في تناولها للشعر، وعدم وجود خطط منتظمة يتم العمل بها، انطلاقاً من أهمية الدور الذي يمكن التعويل خلاله على الخطاب الشعري . بل إن هناك من رأى أن من أسباب نكوص الشعر هو تراجع اللغة، وإن بتنا نجد الآن اهتماماً فائقاً بهذا العامل المهم في حيواتنا، وثقافتنا، وإن استرداد عافية العربية كفيل بإعادة الاهتمام، بالإبداع عامة، والشعر خاصة .
وعلق مدير الندوة سالم في الختام، بالقول: مهما كانت تشخيصاتنا، لظاهرة انحسار دور الشعر، فإن هذا الواقع يقودنا إلى تأكيد ضرورة أن يطور الشاعر أدواته، حتى تستعيد قصيدته عافيتها، ودورها، ليرتقي إلى مستوى انشغاله الجمالي والحياتي