تساؤلات حول ماهية العقول ليست كالتساؤلات في علة المعلول-بنيحيى علي عزاوي

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص

تجد في هذه الحياة الدنيا الفانية، عقول تفكر وتتأمل في الكون والأكوان وسر وأسرار الجمال..وعقول تزمر وتطبل للساسة مصاصي الدماء وتجار العبيد منذ غابر الأزمان…عقول تنام ساعة ليستريح العالم الحكيم ثم يعاود الكرة للبحث ليل نهار لكي ينقب ويتساءل عن مفهوم المصلحة العامة لشعوب العالم لإيجاد قوانين تخدم الخير للفقراء المسحوقين بالفقر المفقع في كل مكان بسبب وباء توحش الرأسمالية “الغول” وابنتها العولمة التي تعتزم على خلق شوفينية أخرى لتصارع الإنسان الكوني البديع الذي وضع لها متاريس في مفاصل الدول الكبرى لكي لا تتوغل لنشر الوباء السقيم في الكوب الأزرق الذي خربته الرأسمالية بالقنابل الذرية والحروب الهمجية في كل مكان…عقول تكتب الشعر ببلاغة الصورة الجميلة في سمو الجمال للإنسانية الإنسان الواعي…وأخرى طفيلية تتصدر المشهد الثقافي بصفاقة يجاملها التابع المتبوع الغاوي..
عقول أخرىفي الجنوب عندنا تنام 20ساعة والباقيات الصالحات للأكل والحمام مثلهم كمثل الأنعام لا يبالون بحالهم وهم جارين مجرورين وعلى وجوههم علامة العنف والقسوة والغرور.. …عقول تحدت حدود الميتافيزيقا تحصيهم ذاكرة التاريخ النظيف باحترام ودرجات منذ قرون… …وآخرون/عقول/ مستحمون بالأساطير حتى النخاع يسكنهم الوسواس والخناس وان غابت عنهم الماديات أصابهم الصرع وتحولوا إلى منتقمين جائرين ديكتاتوريين في سلطة “الأنام”…عقول خلقت المعجزات وآخرون متخصصون في النميمة والحقد ويتباهون بالخزعبلات….عقول يؤمنون بالملموس والمحسوس وآخرون لا ينظرون حتى لوجوههم في المرآة لأنهم محبطين يائسين في جميع الحالات.. …عقول متحررة حتى أثناء نومها تحلم بخوارق ومعجزات ذات روعة وجمال.. وآخرون يفكرون ببطونهم ((الصغير والكبير)) مكبوتين جنسيا ونرجسية الأنا تنخر أجسادهم حتى العظام، تسكنهم السادية وليس لعقولهم عنان…عقول مشوشة حائرة في ساسة القرن الواحد والعشرين كلهم بدون استثناء ركبوا صهوة حصان العاطفة على مستوى الملل والنحل ليدغدغوا اللاشعور الجمعي لاستغلال الشعوب المغفلة الغافلة عن المفهوم الجمالي للحرية الفكرية والعدالة الاجتماعية واستقلالية القضاء ومدونة الأحوال الشخصية لعالم حقوق الإنسان للأنثى والذكرهما:/ شريكان/. ..وعقول مستكينة غائبة عن أحداث واقعها والعالم في تغير مستمر نحو السير قدما نحو جدلية مفهوم المكان والزمان. …عقول تنبض بالحياة وتساهم في بناء وطنها وتفكر في استمرارية آدميتها بتطبيق العلم والحكمة والبرهان وتجيد لعبة السياسة وفنها الصعب بدبلوماسية التدبير وكمبيوتر العدل بالقسطاس و الميزان ..
وأخرى/عقول/ ميتة مات..!؟ ميتة الجيفة و لم ترى في أجسادهم إلا أشباح البغال ،غلاظ القلوب أشداء في القتل والتقتيل للبشرية المثقال ذرة في غفلتها بالسذاجة وثقتها العمياء لسلطة الفقيه المرفه بالبذخ في النعيم وهو في خلوته مع الجواري والغلمان فرحان…عقول تنفض غبار التخلف في كل مكان …وحتى أثناء عملها تتقن التفنن في صنع الجمال.. ..وأخرى/عقول/ تبجل الماضي وزمان الأزمان ثم تؤمن ولا تؤمن بالعنعنة والقلقلة من شيوخ آخر زمان سليطي اللسان …عقول انتفضت كالبركان وقالت:الإنسان مخلوق ومن حقه البحث عن صانع الخلق والأكوان لأن الله خلق كل مخلوقاته سواسية بقسطاس وحكمة ميزان.. وعقول أخرى ذكرهم الله في قرآنه المبين:هم من الصم والبكم ألعمي لا يعبئون لقيمة صيرورة المكان وقياس الزمان…
ولم تنتهي بعدٌ حكاية العقل والعقال ووحدانية الإنسان الذي خلق في هذا العالم الشاسع الأكوان غريبا غربة الغرباء ..إلا بعد أن يرتقي الإنسان إلى عالم الإنسان “الكوني” الذي هو موضوع القرن الواحد والعشرين في البحث والتنقيب عن ماهيته وجوهره ليقلص الثانية والدقيقة والساعة من زمان الأزمان في كل جزء من العالم ومكان… ربما سيتحقق ذلك في كوكب المريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى