تشينو: «اللحن بيتي»

الجسرة الثقافية الالكترونية

*علي سلمان

 

هو ناصر شربجي فنان من جذور سورية – فيليبينية. عاش معظم حياته مترحلا بين بلدان المنطقة العربية وصولاً الى لبنان وذلك بحكم عمل أهله أولا ودراساته تباعا.

أطلق أول أسطوانة له ليلة الخميس 11 من حزيران في نادي الـ «بي أو 18». وقد حضر حشد هائل من متتبعي الـ «هيب هوب» من بيروت والمنطقة العربية إلى الحفل الذي امتدّ على مدى ما يقارب الساعتين. ترك الفنان الشاب انطباعا من الإعجاب والطمأنينة لدى جمهوره ومتابعيه إذ نجح بكسر تلك الصورة النمطية، العنيفة عن مغنّي «الراب» وفنانيه في العالم العربي مثلما نجح في إدخال أسلوبه الخاص من حيث وضعه لصيغة جديدة من دون إلغاء مَن سبقه ومن دون ممارسة أي تهويل بحق مَن سيأتي من بعده. كذلك نجده قد أدخل النقد الذاتي البنّاء إلى لحنه الخاص، ليلونه ببعض اندماجات «الهيب هوب» واللحن العربي والروك.

يوضح تشينو، جوابا على سؤال طرحته عليه «السفير» حول ما قدمه في عرضه والرسالة التي يريد إيصالها، أنّ ما قدّمه يختلف عن الوسيلة التقليدية المكللة بالعنف، أكان ذلك من ناحية مضمون النص أو من خلال طريقة الإلقاء. إذ إنه يعتمد بالدرجة الأولى على التهكّم والنقد الساخر بدلا من إطلاق تعابير الغضب الدارجة لدى غيره من مغنّي «الراب» في العالم العربي. ويضيف أنه في محاولته الفنيّة التي تأتي كاستمرار لمن سبقه، قد سعى الى التميز إن من ناحية اللحن أو من ناحية سرد الأغنيات، إذ تتضمن كلها سياقا كرونولوجيا في تناولها الموضوعات التي تشكل الخامة الأساس للمضمون السمعي ـ البصري التابع لها.

ويجد تشينو أن مشروعه هذا هو وقبل أي شيء، مشروع شخصي بدأ العمل به منذ عامين ونصف العام، كما أنه تحمل على نفقته تكاليف الانتاج معترفا أن العديد ممن شاركوه العمل لم يتقاضوا أي بدل، معتبرين أن ما قدموه ليس سوى تبادل الاحتراف المهني والاحترام المتبادلين لتغطية التكاليف الخاصة بهم، مشددا على أنه لم يرغب في إشراك أحد بهذا العمل، «لأنه عمل شخصي جدا»، من هنا استلزم الأمر هذه المدة الأطول، وإن كانت النتيجة مرضية في النهاية وهو «مقتنع بها».

أمّا الموضوعات النقدية التي تطرق إليها تشينو في عمله هذا، فنجد أنه تعرض لموضوع النفاق الشخصي مثلما يتبدى عنده كما عند غيره، على ما جاء في أغنية «حرام» التي يتناول فيها الذين يدعون التقوى والإيمان بينما نجدهم في الواقع يرتكبون الحرام. من هنا لا يستثني الحديث عن نفسه بصفته واحدا من هؤلاء. كذلك يتحدث في أغنية «أو بي بي» عن نظرته إلى الأحداث التي تعرفها سوريا اليوم، يقول: «عندما كنت لا أزال مقيما في برشلونة، وحين كنت أقدم هذه الأغنية في حفل ما، أشعر بإحساس الشفقة الذي يصدر عن الحضور أكثر مما أشعر بتقدير هذا الجمهور لمضمون النص، وربما هذا الأمر هو ما دفعني لإطلاق هذا العمل من بيروت، القريبة من دمشق».

بعد إطلاقه لهذا العمل، سيفرض تشينو على نفسه راحة إلزامية، إذ إنه في جولات مستمرة منذ أكثر من عامين، وبعدها سيبدأ في جولاته الموسيقية والفنية متجولا في مرافئ «هذا اللون في بلدان عربية، وبعدها جولة في باقي بلدان العالم، هذا إن ابتسم لي القدر».

وحول اختياره لعنوان «صناعة الموسيقى لكي تشعر أنك في البيت»، يقول إن الأسباب التي دفعته لاختياره مردها إلى أن «ترحالي الدائم خلال حياتي، جعل من الصعب أن أشعر بحميمية الوطن ونادرا ما كان المكان هو ما أدعوه بيتي. ولكن خلال حياتي كانت الموسيقى واهتمامي بها ما يساعدني الى بلوغ هذا الشعور بالانتماء. فلطالما كان اللحن هو بيتي وحيث يكون اللحن يكون الشعور بالحياة».

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى