تواصل أعمال قصة إبداع يوسف أحمد بكتارا

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر: الراية

 

تتواصل بجاليري متاحف قطر في المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” فعاليات معرض الفنان التشكيلي يوسف أحمد الذي أقيم تحت عنوان “يوسف أحمد: قصة إبداع”، وكان يضم مجموعة من أفضل أعمال الفنان التي أبدعها منذ باكورة إنتاجه الفني في حقبة السبعينيات حتى يومنا هذا.

 

ويشتمل المعرض الذي ينظم تحت عنوان “يوسف أحمد: قصة إبداع”، على مجموعة من أفضل أعماله التي أبدعها منذ باكورة إنتاجه الفنيّ في حقبة السبعينيات حتى يومنا هذا، لتشكل بانوراما لتطور تجربته الفنية عبر ثلاث مراحل، مثلتها أعماله الموزعة على ثلاث قاعات.

 

انطلاقاً من مرحلة الرسم الزيتيّ والتي كان أهم معالمها لوحته التاريخية لمدينة الزبارة في السبعينيات، مرورًا بمرحلة التأثّر بجماليات الحرف العربي والتي عكستها لوحاته “تركيب حروفي 1975 وبيوت حالمة 1974 والبيوت المهدّمة 1975 وصانع الشباك 1975 وخياط شعبي 1975″، وصولاً إلى مرحلة الحداثة وصياغة مفرداته الفنيّة الخاصة التي أثبت خلالها قدرته على تطوير أسلوب فنيّ مبتكر.

 

وكان الفنان يوسف أحمد قد استعرض أبرز ملامح تجربته الإبداعية في هذا المعرض، كاشفاً عن تطور خبراته في معالجة الخامة وتوظيف اللون وأسرار العملية الفنية عنده، كاشفاً عن قيمة لوحة الزبارة في تاريخه الشخصي، وقيمتها التاريخية كإحدى علامات تاريخ قطر، وفي تعليق له على المعرض ألقى الفنان يوسف أحمد ضوءاً واسعاً على تجربته في مرحلة السبعينيات التي تلقى فيها اعترافاً بموهبته في معرض الفن التشكيلي بالكويت، والذي كرِّم فيها بشهادة تقديرية على مستوى الوطن العربي. كما تحدّث الفنان عن أعماله الأخيرة بابتكار خامته الخاصة من ورق نخيل قطر، وألوانه الخاصة المستلهمة من لون ترابها، والمضي قدماً بتوظيف هذه الخامات بأفق حداثي تجريدي.

 

 

 

وقال يوسف أحمد: “إنني فنان محليّ حظي بميزة دراسة الفن في الخارج، وعندما أنظر حولي في بيئتي أجد الكثير من العناصر التي تثير حماسي وتلهمني، ومشاركتي لأعمالي اليوم مع أبناء موطني قطر يزيدني إلهاماً وتواضعاً. ويحدوني الأمل أن تكون مسيرتي المهنية مصدر تحفيز للعديد من فناني المستقبل في دولة قطر تدفعهم للاجتهاد من أجل تحقيق أحلامهم في المجالات الإبداعية. وعن دوري في تطوير ملامح المشهد الفني والإبداعي في قطر فهو مبعث فخر لي، وكلي أملٌ أن تواصل الحالة الفنية في بلادنا نضوجها وتطوّرها في هذه الحقبة الزمنية المهمة للغاية”.

 

 

 

من جانبه، قال السيد حمد العيدة، مدير إدارة الاتصال بمتاحف قطر في تصريحات عن المعرض: يعتبر المعرض الفردي الأول الذي تنظمه متاحف قطر لفنان قطري”.. معتبراً أن هذه الخطوة تعكس رسالة المتاحف في تشجيع الفنانين من داخل وخارج قطر، خاصة أن الفنان القطري يوسف أحمد يُعد واحداً من رواد حركة الفن الحديث في دولة قطر، حيث تتجاوز مسيرة عطائه الفني الـ30 عاماً، والتي أنتج خلالها أعمالا مستلهمة من بيئته المحيطة تؤكد ارتباطه الوثيق بالثقافة القطرية والتقاليد المحلية.

 

وأوضح أن الساحة الفنية في قطر تشهد حالياً تطوراً ملحوظاً في مستوى الفنانين الموهوبين والمبدعين القطريين، مؤكداً أن الإسهامات التي يقدّمها هؤلاء المبدعون في المجال الفني تؤثر بشكل كبير في مستقبل الفن والتراث في قطر وترسم ملامحه.

 

وتابع حديثه: “ندين ببالغ الفضل للفنان العريق يوسف أحمد باعتباره أحد أبرز الشخصيات الفنية المؤثرة في بلادنا ونشعر بسعادة كبيرة لتقديم أعماله في هذا المعرض الذي أدعو أن يزوره أكبر قدر من الجمهور للاستمتاع بما فيه من أعمال بديعة”.

 

ولفت مدير إدارة الاتصال بمتاحف قطر إلى أن هذه الأخيرة تحتضن العديد من الفعاليات الفنية المقامة في الدوحة خلال شهر نوفمبر الجاري، والتي تأتي جميعها تماشياً مع الرؤية الاستشرافية لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر.

 

وعن الأعمال التي قدّمت في “يوسف أحمد: قصة إبداع”، أوضح الفنان يوسف أحمد أن هذا المعرض يضم لوحات تعبّر عن مراحل متعدّدة من إبداعه، منها لوحة “مدينة الزبارة” ولوحات أخرى قام برسمها على ورق نخيل من البيئة المحلية والتي أعدت بشكل يدوي وتقنية معينة يتمازج فيها الحرف العربي مع ألوان الصحراء.

 

وأضاف الفنان: “إن المعرض يتضمّن كذلك مجموعة من اللوحات التي أنتجت حديثاً وتعبّر عن المعاصرة ، بالإضافة إلى تجاربي الفنية الأخيرة والأعمال الفنية ذات الثلاثة أبعاد، وهي أعمال ترتبط بالزخرفة الإسلامية ولها ارتباط بالفن المعاصر”.

 

ويُعد الفنان القطري يوسف أحمد واحداً من أهم الفنانين القطريين، وقد اهتم بتسجيل وتوثيق تطور الفن القطري، علاوة على أنه مثل البلاد في كثير من المعارض والفعاليات الدولية، وبدأ في تنمية اهتماماته مبكراً خلال سنوات دراسته في القاهرة، كما عمل على اكتشاف تشكيلات الخط العربي.

 

وقد سافر الفنان القطري في عام 1982 إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الماجستير في التصوير، حيث تعرّف على تقنيات الطباعة بما في ذلك الرسم على الحرير والصفائح المعدنية، فحدثت نقلة في مفهومه ومقاربته الفنية عن طريق الاتجاه نحو القيام بأعمال كبيرة الحجم واستخدامه الفريد لتقنيات الألوان.

 

ويرجع الفضل في تميّز يوسف أحمد إلى طابعه الفني الفريد الذي يعرف به، إلى جانب أسلوبه المرن ومهارته الفائقة في استخدام طيف واسع من الأدوات الفنية كالرسم بالفحم وتشكيلات الخط العربي، والرسم بالزيت الذي اعتاد ممارسته في بداية حياته الفنية.

 

وقد أتاح معرض “يوسف أحمد: قصة إبداع” الفرصة أمام آلاف الزوار لاستكشاف أعمال فنية مبهرة جالت مناطق عديدة من العالم كالولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى