ثلاثة أعوام مرت على رحيله.. إبراهيم أصلان ” مالك الحزين” المغرّد.. جواهرجي الكلمة ونصير البسطاء

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص –
عن: الأهرام المصرية
هو أحد أبرز كتاب الرواية والقصة القصيرة في الوطن العربي، ومن أعمدة الأدب المصري منذ ستينيات القرن الماضي. “إبراهيم أصلان”، الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من 3 أعوام.كان يكتب كأنه يتعبد ويصلي، يكتب بحرفية صائغ الذهب. هو محب للبشرية، لا تعرف الكراهية طريقًا إلى قلبه. وقد شكل رحيله في مثل هذا الصباح عام 2012 عن عمر يناهز 77 عامًا صدمة لعشاق الأدب والرواية العربية، واعتبر رحيله خسارة كبيرة.لقد عاش إبراهيم أصلان حياته موزّعًا بين الصمت والقول الخافت الحزين، والفقر والقمع والهزائم.. ولد في طنطا في محافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، وبعد مدة قصيرة من ولادته، انتقلت أسرته للعيش في حي إمبابة الشهير في القاهرة، الذي ألهمه روايتيه الشهيرتين “مالك الحزين” و”عصافير النيل”، وبعد الدراسة التي لم تكتمل، وتنقله بين عدة مدارس، حتى استقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد، ثم تركها إلى مدرسة صناعيّة، التحق بهيئة البريد المصرية، ليعمل فترة “بوسطجي” وكانت تجربة مهمة في حياته ألهمته مجموعته القصصية “وردية ليل”.في نهاية الستينيات أسهم الروائي الكبير نجيب محفوظ، والناقدة الكبيرة لطيفة الزيات في نقل إبراهيم أصلان من عمله كموظف بسيط في هيئة البريد المصري إلى العمل في وزارة الثقافة، للتفرغ للإنتاج الثقافي، وحظيت باكورة رواياته “مالك الحزين” باهتمام كبير من النقاد والمثقفين المصريين والعرب، وقد اختيرت واحدة من بين أهم مائة رواية عالمية، ومنها استوحى المخرج المصري المعروف “داوُد عبد السيد” سيناريو فيلمه الشهير «الكيت كات» الذي حقق نجاحات باهرة، واختير أيضًا من بين أهم مائة فيلم أنتجتها السينما المصرية خلال مسيرتها الطويلة، وقد ساعد هذا على شهرة إبراهيم أصلان وسعي الكُتاب والنقاد على التعرف عليه والكتابة عنه، وكان منهم الأديب الراحل يحيى حقي الذي لازمه حتى فترات حياته الأخيرة، وساعده على نشر الكثير من أعماله في مجلة “المجلة” التي كان رئيس تحريرها الأستاذ حقي في ذلك الوقت.وعمل أصلان منذ بداية التسعينيات رئيسًا للقسم الأدبي في جريدة الحياة اللندنية، وتولى منصب مدير سلسلة نشر في هيئة قصور الثقافة التي تهتم بنشر الإبداعات العربية، وكان لنشره رواية “وليمة لأعشاب البحر” للروائي والقاص السوري المعروف “حيدر حيدر” إحداث ضجة إعلامية كبيرة في سنة 2000م. واعتبرت الرواية من البعض تحديًا سافرًا للدين والأخلاق، وتم التحقيق مع إبراهيم أصلان، وتضامن معه الكثير من الكتّاب والأدباء والمفكرين، مما دفع أصلان إلى الاستقالة من منصبه، لأنه اعتُبر أحد أطراف أزمة ثقافية كبيرة دون أن يرغب في ذلك.تميّز الراحل الكبير بشح كتاباته، حيث كان يطلق عليه بعض معجبيه لقب “الكاتب بالمحو” أي إنه يكتب ثم يمحو، ثم يعيد كتابة عمله الأدبي أكثر من مرة، ليقدمه لقرائه مكتملاً، وقد كان في مجمل كتاباته الإبداعية مثل “جواهرجي” يمتلك عدسات يعرف بها التفاصيل الدقيقة، فيقوم بالتقاطها ويقدمها لقرائه بشكل دقيق ومدهش، تحتاج إلى عدسة ليتم اكتشاف جماليات أخرى تفوق جمالياتها، وقد نجح كثيرًا في الكتابة عن أحلام الطبقة الوسطى، والفقراء، الذين يحلمون ويحزنون،…. لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر الموقع الرسمي أدناه