ثلاث مقالات للست.. أم كلثوم تكتب

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

«أم كلثوم تغني».. ربما كلنا يعرف تلك الحقيقة، ولكن المدهش أن «الست» كما يسميها المصريون كانت «تكتب» أيضاً للصحافة، مقالات رأي بين الحين والآخر.

وحسب الصحافي مصطفى أمين امتلكت الست قدرات ذهنية، وبلاغة وسرعة بديهة ما يؤهلها لتكون صحافية بارعة.. بل يشار إليها بالبنان. ولكن لأن مصر بها آلاف الصحافيين، وأم كلثوم واحدة، فقد تفرغت للغناء فقط، لتستمر في قلوب كل عشاق صوتها من المحيط إلى الخليج. أم كلثوم ليست أسطورة الغناء العربي، التي لم يزاحمها أحد على مكانتها حتى الآن فقط، هي أيضاً واحدة من أساطين «الكتابة» الصحافية.. وهذا وجه غير معروف لكثيرين. فقد مارست الصحافة بين الحين والآخر لدعم أصدقائها أصحاب المجلات. وتحديداً المصريين منهم، بعد أن كانت الصحافة المصرية أو معظمها يديرها أجانب في بدايات القرن العشرين. كانت أم كلثوم غاضبة دائماً في بدايات شهرتها الفنية، كانت ترى أن كل الجرائد المصرية يتحكم فيها غير المصريين، وكانت تضطر للإعلان عن حفلاتها في جرائد يدير إعلاناتها أجانب.

لذا كانت تفرح إذا كتب عنها في مجلة أو جريدة يملكها مصري مغمور على أن تمدحها جريدة المقطم. لذا شجعت أم كلثوم الصحافي المصري الأشهر محمد التابعي على إصدار مجلة «آخر ساعة».. كانت تسأل عن المشروع بلهفة شديدة، وفى ليلة صدور «آخر ساعة» في تموز 1934، اتصلت أم كلثوم تطلب العدد قبل طرحه للبيع بأربع وعشرين ساعة، فقد كانت مسافرة إلى باريس وهي لن تنتظر أن يأتيها العدد الأول من المجلة بالبريد.. ويحكي مصطفى أمين أن أم كلثوم كان لها في مؤسسة «أخبار اليوم» نصيب، هي أحد مؤسسي الدار، فقد تبرعت لمصطفى أمين بـ 18 ألف جنيه (قد تعادل الملايين بأسعار هذه الأيام) لتأسيس الدار والجريدة، وطلبت منه أن يظل الأمر سراً، ولكن أمين باح بالسر بعد سنوات، ما أغضب أم كلثوم التي خشيت أن يطالبها بعض أصدقائها من الصحافيين بتمويل جرائدهم أيضاً. ربما لأنها شريكة، كانت تمارس بين الحين والآخر الكتابة؛ مقالات فى قضايا متعددة. قبل ذلك أملت مذكراتها على علي أمين الذي نشرها في «آخر ساعة» عام 1937 تحت عنوان «مذكرات الآنسة أم كلثوم»، وتعددت مقالاتها في الصحف والجرائد، برغم أنها كانت تخاف من الصحافيين وتهرب منهم. وبصعوبة بالغة كانت توافق على إعطاء أحاديث صحافية، وتالياً مجموعة من المقالات التي نشرتها أم كلثوم على مدى تاريخها الفني، وربما يعلم بأمرها الملايين للمرة الأولى برغم عشقهم لصوتها على مدار نصف قرن من تربعها على عرش الغناء العربي وأيضاً حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى