جائزة الدولة تنظم مؤتمرًا لحماية ثقافة الطفل

الجسرة الثقافية الالكترونية
مصطفى عبد المنعم
تبدأ اليوم في مقر وزارة الثقافة والفنون والتراث أعمال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر العلمي الذي تنظمه جائزة الدولة لأدب الطفل تحت عنوان “ثقافة الطفل والهوية العربية – تحديات ورهانات” والمقرر انطلاقه يوم 29 أكتوبر الجاري ولمدة يومين.
وستبدأ لجنة الإعداد للمؤتمر في اختيار وفرز البحوث التي ستشارك بطرح أفكار وحلول حول التحديات التي تواجه ثقافة الطفل العربي، علمًا بأن مجال المنافسة كان مفتوحًا أمام جميع الباحثين حسبما أعلنت الدكتورة كلثم الغانم رئيس مجلس أمناء الجائزة في تصريحات سابقة، وسوف يتم اختيار 18 ورقة بحثية من المتقدمين من مختلف الدول العربية.
وتخضع عملية اختيار الأبحاث لمعايير تحكيم علمي من خلال لجنة خاصة لاختيار أفضل الدراسات التي تصب في صالح الطفل العربي، والأولوية للبحوث التي تطرح تصورات وحلولًا ترتقي بالطفل العربي، وسوف يتم طبع بحوث المؤتمر لتتم الاستفادة منها في قطر وكذا على مستوى الوطن العربي.
الهوية الإسلامية
وقد تم اختيار موضوع المؤتمر حول ثقافة الطفل والهوية العربية تأكيدًا على تعزيز الهوية الإسلامية والعربية لدى الأطفال وتحصينهم بثقافة عربية وإسلامية راسخة حتى لا تذوب وتطمس هويتهم.
وبحسب مجلس أمناء الجائزة فإن المؤتمر سيشهد مشاركة ممثلين عن مؤسسات علمية وجامعات عربية، ويتضمن عددًا من المحاور ذات العلاقة المباشرة بواقع الطفل العربي وثقافته، وستكون هذه المحاور إطارًا يمزج بين النظرية والتطبيق لتعين الباحثين والمهتمين بأدب الطفل ومؤسسات الطفولة على الاستفادة من البحوث والدراسات المقدمة في تنفيذ برامجها، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد أرضية مشتركة لرفع مستوى الأداء لخلق أجيال مستقبلية تعي مسؤولياتها وتسهم في بناء بلداننا العربية.
دراسات نقدية
وسوف تكون المحاور الرئيسة للمؤتمر هي:الأول.. بناء ثقافة الطفل في تجارب الأدباء والمؤسسات، ويضم هذا المحور الدراسات النقدية التي تسلط الضوء على جهود الأدباء العرب المهتمين بالكتابة للطفل، وكذا المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية وأثر ذلك في بناء ثقافة الطفل.. أما المحور الثاني فهو حول القراءة وسبل تعزيز التثقيف الواعي للطفل العربي، ويعني بالأساليب والإستراتيجيات الخاصة بتعزيز تثقيف الطفل العربي حسب النظريات المختلفة، لاسيما ما يتوافق مع الواقع العربي.
ويأتي المحور الثالث حول أهمية النصوص الأدبية في تثقيف الطفل العربي وفيه يتم التركيز على الدراسات التي ترصد مدى حضور النصوص الأدبية في أفق الأفراد (الأدباء) والمؤسسات التربوية وبيان أثر هذه النصوص في تثقيف وتعزيز الوعي عند الطفل.. ويدور المحور الرابع حول المدى الإعلامي وتأثيره في تثقيف الطفل، ويختص بالدراسات المعنية برصد التأثيرات العميقة لثورة تكنولوجيا المعلومات والإعلام بمختلف أنواعه في مستقبل أجيالنا، وذلك على مستويات متعددة أهمها الوعي والتثقيف واللغة والقيم.
الثقافة الإلكترونية
أما المحور الخامس، فيتناول الثقافة الإلكترونية: مصادر وفرص وتحديات، ويختص بالدراسات التي ترصد مظاهر الثقافة الإلكترونية لدى العرب، ورصد الصراع الحاد بين الورقي والرقمي على مستوى التثقيف والنشر الإلكتروني ودور كلٍ في تنمية ثقافة الطفل.. في حين يكون المحور الأخير حول الثقافة والأشخاص ذوي الإعاقة، وفيه يتم التركيز على الحقوق الثقافية الخاصة بذوي الإعاقة في ظل ما خلفه الدين الإسلامي من تراث وفي ظل الاتفاقيات الدولية للوقوف على طبيعة التزامات الدول العربية بهذه النصوص.
وسيسعى المؤتمر إلى الإجابة عن السؤال المعرفي الأكبر في مجال الطفولة وهو إلى أي مدى يمكن أن يكون الطفل في مأمن من أن تشوه هويته العربية، إذا ما أحسنت وسائل تثقيفه، فضلاً عن مسؤولية المؤسسات العربية إزاء إعداد أجيال عربية قادرة على خوض غمار التحدي والصمود في عالم السماوات المفتوحة.
أما أهم أهداف المؤتمر فهي: الإسهام في تشخيص ملامح منهجية في تفعيل القراءة لتثقيف الطفل، وبحث سبل تعزيز ربط الطفل العربي بهويته وقيمه العربية والإسلامية، وتوصيف التحديات التي تواجه تثقيفه، والنهوض بالكتابة الراقية المخصصة للطفل وتشجيع المشاريع البحثية المتخصصة في مجال تثقيف الطفل.
المصدر: الراية