جائزة الدولة لأدب الطفل مطالبة بدعم المبدع المحلي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

مصطفى عبد المنعم

طالب عدد من الكتاب والأدباء القطريين بضرورة دعم المبدعين المحليين وتخصيص جائزة خاصة بهم ضمن جائزة الدولة لأدب الطفل، الأمر الذي سيشجع المبدع المحلي على أن يقدم كل ما لديه وأن يجتهد لإثراء الساحة الأدبية بمزيد من الأعمال.

 

جاء ذلك استباقا لإعلان الجائزة عن نسختها السابعة غدا الأربعاء بمبنى وزارة الثقافة والفنون والتراث، حيث أكد هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية  على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالمبدع المحلي كأن يكون هناك جائزة محلية تهتم في المقام الأول بالكتاب القطريين المتخصصين في مجال أدب الطفل وتساعدهم وتؤهلهم حتى يكون لدينا أسماء لامعة في هذا المجال ، منتقدين في الوقت ذاته من يبحث عن الكم وليس الكيف لدرجة أصبحت العملية استعراضية وتفتقر للجوهر والمضمون المتميز من أجل خدمة الهدف الحقيقي للجائزة.

 

وطالب المبدعين القطريين بوسائل للتواصل أسهل مع الجائزة بحيث يكونون على اطلاع دائم بكل ما يحدث وبجميع الخطوات التي يخطونها منذ إعلان بدء تلقي طلبات المشاركة وحتى إعلان الفائزين،متمنين أن يكون أعضاء لجان التحكيم من أصحاب الخبرة والتاريخ الطويل في مجال أدب الطفل وأن يكون لديهم نتاج أدبي موجود ومطروح للناس حتى يكونوا أجدر على أن يختاروا أعمالا مميزة من خلال قراراتهم التحكيمية.

 

د. حسن رشيد: استعراضية وتفتقر للجوهر

 

قال الكاتب والناقد الدكتور حسن رشيد: نحن للأسف الشديد لسنا كتابا ومبدعين يشار لهم بالبنان في مجال أدب الطفل على مستوى الوطن العربي، وربما لهذا السبب أنشئت جائزة الدولة لأدب الطفل ونحن كنا ضمن مجلس أمناء الجائزة في عامها الأول وكانت لدينا طموحات كبيرة لهذه الجائزة حيث كنا نعتزم أن تكون جائزة شاملة تشمل جميع مجالات الأداب والفنون الموجهة للطفل سواء كان المسرح أو الشعر أو الفن التشكيلي وما الى ذلك ولكن للأسف الشديد لم نستمر لتحقيق ما كنا نصبو إليه، وشاهدنا من يبحث عن الكم وليس الكيف وأصبحت العملية استعراضية وتفتقر للجوهر والمضمون المتميز من أجل خدمة الهدف الحقيقي للجائزة.

 

وأوضح الدكتور حسن رشيد أن الاحتفاء بأدب الطفل موجود في كل بلد ولكن للأسف الجميع يغفل أمرا هاما جدا وهو.. هل لدينا العقلية الإبداعية التي تفهم عقليات أطفال هذا الجيل وتقدم لهم ما يحتاجونه بشكل حقيقي؟! واستطرد قائلا: ليس من المعقول في هذا العصر الذي نرى فيه أبناءنا يتحكمون في الأجهزة المتطورة والحديثة ويستخدمون التكنولوجيا ببراعة مذهلة أن نقدم لهم أعمالا مستنسخة من قصص ليلى والذئب أو ما شابه! فهذه أعمال إبداعية ظهرت في وقت معين ولا تصلح حاليا لهذا الجيل لذلك فإنه من الضروري أن يكون لدينا من هم على دراية بطريقة تفكير أبناء هذا الجيل.

 

وتابع ولكنني دائما أقول إن وجود شيء أفضل من لاشيء ودعونا ننظر للجانب الإيجابي في الأمر ونقول إن مثل هذه الجوائز والمسابقات تحفز أيضا على العمل ولكن لابد أن يكون هناك نوع من الاهتمام بشكل أكبر بالمبدع المحلي كأن يكون هناك جائزة محلية تهتم في المقام الأول بالكتاب القطريين المتخصصين في مجال أدب الطفل وتساعدهم وتؤهلهم حتى يكون لدينا أسماء لامعة في مجال أدب الأطفال، وعلينا فقط ألا نهتم بأمر الجوائز بقدر ما نهتم ببناء مبدع حقيقي لديه من الإمكانيات والأدوات ما يؤهله لأن يحصد هذه الجوائز في الداخل والخارج.

 

الجاسم: كتابنا الأكثر فهماً لخصوصية الطفل القطري

 

قال الكاتب والمؤرخ سلطان جاسم الجاسم إن الجائزة نجحت في تحقيق سمعة طيبة لها على مستوى الوطن العربي،مشيدا بفوز الكاتبة شمة شاهين الكواري بالجائزة، واعتبر أن هذا إنجاز من إنجازات الجائزة ولكن يجب أيضا أن تعمل الجائزة على استقطاب الكتاب المحليين والمتخصصين في مجال أدب الطفل خصوصا أن هؤلاء هم الأجدر والأكثر قدرة على تقديم الأدب بلونه المحلي وأولئك هم من لديهم القدرة على المحافظة على عادات وتقاليد المجتمع ومتفهمون لخصوصية الطفل القطري بحكم أنهم من نفس البيئة لذلك فإنهم أكثر قدرة على الوصول لهدف الجائزة الأساسي وهو إعداد جيل يصون هويته ويحافظ على موروثه الثقافي، وأكد الجاسم أن المبدع المحلي أكثر قدرة على فهم نفسية الطفل القطري واحتياجاته نظرا لأن كل دولة لها خصوصيتها وعاداتها والأدب الخاص بأطفال بلدة ما ربما لا يتوافق مع أدب الطفل في دولة أخرى أو يكون تأثيره محدودا وغير مجد.

 

علي ميرزا: الاهتمام بأدب الطفل هامشي

 

أكد الفنان والشاعر علي ميرزا محمود أن الاهتمام بأدب الطفل هامشي ولا يوجد لدينا في قطر من يهتم بأدب الطفل إلا النذر اليسير، وقال أتمنى على المستوى المحلي أن يكون هناك اهتمام أكبر لدى الأدباء المختصين بأدب الطفل وألا يسند الأمر لغير أهله فليس كل أديب أو مبدع ملما بمجال أدب الطفل إلا من هم متخصصون في هذا المجال ممن لديهم خبرة وباع طويل، وأضاف أنا مثلا أتمنى الكتابة في مجال أدب الطفل ولكن للأسف فكري الأدبي ونتاجي متوجه إلى مجالات أخرى أصبح لي فيها خبرات كبيرة وليست أدب الطفل وهناك من هو أبرع وأكثر قدرة على القيام بهذا لذلك يجب أن يسند الأمر لأهل الاختصاص.

 

وقال كما أتمنى من أعضاء لجان التحكيم في مجال جوائز أدب الطفل أن يكونوا ممن لهم باع وتاريخ في مجال أدب الطفل وأن يكون لديهم نتاج أدبي موجود ومطروح للناس حتى يكونوا أجدر على أن يقدموا أعمالا مميزة من خلال قراراتهم التحكيمية، وإن كان هناك من هم متخصصون في مجال التحكيم بالرغم من ابتعادهم عن الميدان ولكنني أفضل أن يكونوا ممن لديهم تواجد فعلي وحقيقي في الميدان وليس فقط في مجال التحكيم.

 

وأضاف ميرزا أن المسؤولية الأكبر في النهوض بأدب الطفل تقع على المبدعين والكتاب وليس على اللجان التي يقتصر دورها فقط على النظر في هذا الأدب المرشح للجائزة وما اذا كان صالحا أم لا ولهذا لا نستطيع أن نوجه اللوم لهذه اللجان، وإن كنا نطمح الى أن تكون لدينا جائزة محلية خاصة في مجال أدب الطفل تهتم بالمبدع المحلي وتكون بمثابة معمل تفريخ مبدعين جدد يشاركون في جائزة الدولة لأدب الطفل التي أصبحت معروفة عربيا.

 

وأعرب الفنان الشاعر علي ميرزا عن أمنياته بأن تكون هناك جهات أو مؤسسات تتبنى دعم مجال أدب الطفل وضرب مثلا بقطاع التربية والتعليم الذي من الممكن أن يستفيد بإبداعات المتميزين في مجال أدب الطفل في جميع المراحل العمرية المتقدمة في الروضة والابتدائي ويقومون بطباعة الأعمال التي تصلح والاستفادة من هذه الإسهامات.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى