جاسم إبراهيم فخرو مصر التي رأيت ..

الجسرة الثقافية الالكترونية-الشرق-
هكذا هي الحياة .. تشغلنا ليلاً ونهاراً .. وها نحن يومياً نشهد تقلبات الحياة كما يريدها الله لنا .. فنلجأ من حين لآخر للاستجمام .. فنجد أنفسنا على متن الطائرات نتنقل من بلد لآخر لنسرق شيئاً من الراحة .. وبالرغم من تعدد الدول التي نزورها، يبقى الحنين الى الصدر الحنون لا يتوقف .. صدر الام الحاني الدافئ الذي يشعرنا بالراحة والاطمئنان برغم ما قد تعانيه هي من جروح وآلام .. هكذا نحن وهكذا هي مصر!
نشتاق لزيارتها.. ولكن الاعلام لنا بالمرصاد فنرى الفضائيات ووكالات الانباء تنقل لنا صورا وأخبارا عن قاهرة المعز وكأن هناك حربا أهلية تدور رحاها ؟!! مما يجعل المرء يفكر ألف مرة قبل ان يخوض المغامرة لزيارة أُمه !! التي نحتاج لدفئها أكثر من حاجتها لنا ؟!
عندما توكلت على الله تفاجأت بأن الطائرة مليئة بالكامل! وهنا أرى مجموعة من الشباب القطري بزيهم الوطني على متنها .. لتهبط الطائرة وانا حقيقة كنت في(وساس) “اعلامي” مما قد أراه خاصة كوننا قطريين في مطارهم!! رأيت الابتسامة لا تزال تُرسم على الوجوه والمليئة بالاحترام والمحبة .. والتعامل على أرقى المستويات .. وطئت قدماي مصر لأول مرة منذ عهد الرئيس السابق وانا قلق لما قد أواجه ولكن – والله- ما رأيت الا القاهرة بحركتها الاعتيادية وزغاريد سياراتها المعهودة .. وهاهي المجمعات التجارية الحديثة والقديمة في حركة لا تهدأ والمقاهي لا تفرغ الا بمنتصف الليل. لفت نظري قضية الامن والامان وقد تمت السيطرة على أمور سلبية كثيرة كنت قد رأيتها في زيارتي السابقة.. وبالرغم من الاحداث التي يصورها لنا الاعلام لم ألحظ أي قوات للجيش في الشوارع .. كما أن الشرطة في معدلها الطبيعي !!
انه الاعلام الذي لا يزال يلعب بعقولنا وأفئدتنا ويصور لنا الامور كما يشاء هو وان ارادها كبيرة تكبر وان ارادها صغيرة تصغر وان ارادها مخفية تختفي.. واحنا مع الخيل ياشقرا!!
مصر بخير وان كانت تتألم .. فهى كبيرة بقلوب ابنائها وروحهم الاصيلة.. مصر بخير بحضارتها وتاريخها ومستقبلها. فمصر هى الاهم في المعادلة بأكملها ..
فلنكن أوفياء لها في شدتها عملاً لا قولاً .. زوروا مصر فهى مشتاقة لكم فلا تقطعوا وصالها وتنسوها في محنتها.. فبرغم آلامها فإن صدرها لا يزال يشعرك بالحب والدفء اللذين لا نستغنى عنهما.
حفظ الله مصر ذخرا للإسلام والعرب.