جامع كتارا تحفة تعكس إبداع العمارة الإسلامية

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

يقوم جامع (كتارا) الكبير، على امتداد العام، بدور حيوي وبارز في نشر المفاهيم والقيم الإنسانية التي يزخر بها ديننا الحنيف، ويعمل على ترسيخ قيم التعايش والتسامح والإخاء والمساواة، فقد استضاف خلال شهر رمضان المبارك ، كوكبة من العلماء الأجلاء الذين يتميزون بعلمهم الواسع والغزير، وتناوب على إمامة صلوات التراويح والقيام نخبة من القرّاء الذين يتحلون بنداوة أصواتهم ، وحسن ترتيلهم للقرآن الكريم ، كما استطاع الجامع، خلال الفترة الماضية من خلال برنامجه الديني المتميز الذي أطلقه تحت عنوان (رياض الجنة) ، أن يستقطب نخبة لامعة من كبار الدعاة وخيرة العلماء في قطر والعالم العربي والإسلامي، لإلقاء محاضرات قيمة تتميز بتنوع الموضوع وثراء المحتوى، وكان أشهر شيوخ العلم الذين استضافتهم (كتارا) خلال البرنامج الديني المتواصل فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي، والشيخ الدكتور عائض القرني، والشيخ الدكتور محمد العريفي ، والشيخ نبيل العوضي، والداعية الأمريكي الشهير يوسف إستس، بالإضافة إلى الداعية محمد العوضي، والشيخ سلطان الدغيلبي والداعية المعروف بلال فيليبس.

 

وتتناول هذه المحاضرات، قضايا مهمة وجوانب ضرورية في حياة الفرد والمجتمع، وتفتح آفاقاً فكرية ونوافذ روحية أمام العقول والنفوس، وتشهد إقبالاً وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً، حيث يحرص هؤلاء على التوافد إلى (كتارا) لحضور برنامج (نفحات الايمان) وتأدية شعائر الشهر الفضيل، في أجواء إيمانية وروحانية لا مثيل لها، وهو ما يؤكد أن للجامع دوراً مهماً يوازي دوره كمكان للعبادة، من حيث توطيده لأواصر الإخاء والترابط بين الناس، ونشره لسمات ديننا الحنيف، الذي يدعو إلى الإيجابية والتعايش بسلام مع النفس ومع الآخرين في داخل المجتمع الواحد، وهو ما تهدف إليه المؤسسة العامة للحي الثقافي في نشرها لثقافة المحبة والسلام والتعايش بين الحضارات.

 

أجواء إيمانية وروحانية

 

كما تقام سنوياً في جامع (كتارا) وخلال شهر رمضان المبارك دورات مكثفة لتحفيظ القرآن الكريم بإشراف مدربين على درجة عالية من الخبرة والكفاءة، حيث تحقق هذه الدورات نجاحاً لافتاً وتشهد إقبالاً ملحوظاً من قبل الأطفال، وتحظى بإشادة أولياء الأمور لتميزها بتطبيق أفضل الأساليب والمخرجات التعليمية، إذ تهدف هذه الدورات التي يشارك فيها أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة إلى التمسك بكتاب الله من خلال حفظه وتلاوة آياته وتدبر معانيه والعمل بأحكامه، فضلاً عن أهميتها في غرس القيم الإسلامية الفاضلة والأخلاق القرآنية الحميدة.

 

من جهة أخرى، شهد جامع (كتارا) ، نشاطاً ملحوظاً ، لإحياء الثلث الأخير من الشهر الفضيل، حيث امتلأت رحاب الجامع بالأعداد الكبيرة من المصلين لتأدية صلوات التراويح والقيام والتهجد وتلمس ليلة القدر المباركة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم، في المقابل وفرت إدارة (كتارا) كل سبل الراحة للمصلين لإحياء هذه الليلة الفضيلة والاجتهاء فيها بالصلاة والقيام والطاعات وتلاوة كتاب الله، بالإضافة إلى ممارسة سنة الاعتكاف التي لها طعمها الخاص في جامع (كتارا) ، لما تتميز به أروقته ومرافقه من روعة وجمال ورحابة واتساع، تسهم في إضفاء أجواء من الطمأنينة والخشوع.

 

 

 

جامع (كتارا ) تحفة معمارية فريدة

 

ويعد جامع (كتارا) الكبير تحفة معمارية فريدة من نوعها على مستوى المنطقة، إذ جرى تصميم المسجد من قبل المهندسة التركية زينب فضلي أوغلو وفق أجمل وأفضل المواصفات الفنية والهندسية التي تبرز توليفة مدهشة تمزج بين مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور، ما يعكس الثراء العجيب والتنوع النادر في حضارتنا العربية والإسلامية، فالتصاميم المعمارية الخارجية والداخلية للمسجد، بالإضافة إلى المئذنة والقبة والمحراب، جميعها مستوحاة من مساجد إسلامية عديدة اشتهرت بها حواضر ومدن وعواصم بلدان إسلامية مختلفة، كتركيا وسوريا وتركمانستان وشمال فارس ، فاللوحة الخطية البديعة المصنوعة من قماش مشدود والتي كتب فيها (الله مُفتح الأبواب) وتشغل قلب المحراب، هي إحدى اللوحات المشهورة في الجامع الكبير في مدينة بورصة – تركيا، الذي اشتهر باحتوائه على عدد ضخم من لوحات الخط العربي التي أهديت إليه من قبل أشهر الخطاطين في العالم، فضلاً عن أن الأعمال اليدوية الفنية التي يزخر بها المسجد من خطوط وزخارف ونقوش وفسيفساء، والتي تتألق بهاءً وسحراً وجاذبية في المشغولات الزجاجية والجلدية للنوافذ والأعمدة والثريات، قد نفّذت جميعها من قبل أمهر الحرفيين والفنانين العالميين.

 

وعلاوة على ذلك، فإن جامع ( كتارا) الكبير قد استوحي شكله الخارجي من مسجد قبة الصخرة في القدس الشريف، أهم وأقدم المعالم المعمارية الإسلامية، وذلك لما يمثله جوهرة المساجد من مكانة وارتباط وثيق لدى العرب والمسلمين، فهو يضم الصخرة المشرفة التي عرج منها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى ما يحمله من تناسق وانسجام وروعة فنية وجمالية تحوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية في أزهى عصورها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى