جمال أبو حمدان.. أديب لا ينساه الأردنيون

الجسرة الثقافية الالكترونية

*توفيق عابد

 

أحيت الهيئات الثقافية في الأردن مساء أمس الاثنين ذكرى رحيل القاص والروائي جمال أبو حمدان الذي قضى في الولايات المتحدة في الرابع من أبريل/نيسان الماضي.

وقال ممثلو الهيئات الثقافية إن إبداعات الراحل اتسمت بالجدية والالتزام وحملت هموم الوطن، وطالبوا بتخصيص جائزة أدبية سنوية تخليدا لدوره وإثرائه الحركة الثقافية والمسرحية، وجمع مؤلفاته الأدبية والمسرحية.

جاء ذلك في تأبين أقامته رابطة الكتاب الأردنيين بمشاركة ممثلين عن وزارة الثقافة وجمعية النقاد الأردنيين وأصدقاء الفقيد في قاعة غالب هلسا بالرابطة وسط العاصمة الأردنية، بحضور دون المستوى المتوقع.

ووصف المشاركون الراحل بأنه ضمير لا ينخدع وذائقة لا تسمح بمجاملة القبيح، وأن طبيعته الهادئة أبعدته عن المعارك الثقافية.

 

رائد التجريب والتحديث

وحسب الناقد الدكتور محمد عبيد الله، فإن جمال أبو حمدان يعتبر رائد التجريب والتحديث في القصة القصيرة، وأحد أبرز الكتاب العرب الذين منحوها طاقة جديدة منذ الستينيات، وقد شكلت مجموعته القصصية “أحزان كثيرة وثلاث غزلان” علامة كبرى ودليلا إبداعيا قويا على طاقات القصة القصيرة وخياراتها المفتوحة.

ولفت الدكتور عبيد الله الذي تحدث بالإنابة عن رابطة الكتاب الأردنيين إلى أن أبو حمدان أعطى اتجاهه نحو المسرح دفعة قوية للكتابة المسرحية في الأردن والعالم العربي جمعت بين التجريب والرصانة والقوة.

بدروها، رأت الناقدة الدكتورة حفيظة أحمد التي مثّلت جمعية النقاد الأردنيين أن أبو حمدان كان يمثل تجربة غنية تجلت في تنوع إبداعاته بما قدمه للذائقة الأدبية والفنية، فهو واحد من رواد القصة القصيرة بالأردن الذين استطاعوا رسم حضورهم على خريطة القصة العربية.

وقالت أحمد إن الفقيد كان كاتبا مسرحيا من الطراز الأول وأغنى الحركة المسرحية والدرامية بأعمال متعددة ذات مستوى رفيع، وقد قدم بعضها على خشبة المسرح الأردني والعربي، وترك وراءه نصوصا تتقمص روحه وتشهد أنه قامة إبداعية متنوعة ومتميزة وترمز لواحد من رموز الحياة.

 

هموم الوطن

من جانبه، قال الدكتور أحمد راشد إن إبداعات أبو حمدان اتسمت بالجدية والالتزام وحملت هموم الوطن والأمة والإنسانية، وهي أشياء قلما تجدها في أديب واحد، وربما يكون الشعور والإحساس بالآخر هما اللذين جعلا من إبداعاته تحتل مكانتها أردنيا وعربيا وعالميا.

وأضاف راشد الذي تحدث نيابة عن وزيرة الثقافة لانا مامكنغ أن إبداعات الفقيد تحولت لمساقات أدبية في الأدب العربي المعاصر فضلا عن تناولها في العديد من الرسائل الجامعية الأدبية.

أما القاص إلياس فركوح، فقال إنه منذ إطلالة أبو حمدان على الحياة وانخراطه الشخصي في أسئلتها الواضحة أصبح ناطقا إعلاميا لفصيل نضالي فلسطيني “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في عمّان نهاية الستينيات.

وقال فركوح في شهادته إن الراحل له عليه فضلان، الأول أنه والأديب الفلسطيني محمود شقير كانا ضمن لجنة تحكيم وقررا منحه جائزة عن مجموعته القصصية “إحدى وعشرون طلقة” عام 1982، والثاني أنه عام 1997 كان عضوا والعراقية لطفية الدليمي في لجنة تحكيم جائزة الدولة التقديرية وقررا أيضا منحها له.

وكان الناقد زياد أبو لبن الذي أدار الحفل تمنى على رابطة الكتاب طباعة أعمال الراحل والسعي لتخصيص جائزة باسمه، وتحدث عن إصداره خمس مجموعات قصصية و11 مسرحية و12 عملا دراميا وست برامج تلفزيونية.

 

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى