جمعية الأدباء والكتاب ولدت ميتة

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

 

 

*هيثم الأشقر

 

رأى عدد من الكتاب والأدباء القطريين أن إنشاء جمعية أو اتحاد يُعنى بهمومهم ويناقش قضاياهم ما زال مجرد حبر على ورق، معتبرين أن وجود مثل هذا الكيان الثقافي أمر مهم جدا ليكون المظلة التي تحتضن جميع الكتاب والنقاد والشعراء في قطر سواء من المواطنين أو المقيمين، واعتبر هؤلاء أنه من غير المعقول أن يكون لدينا حراك ثقافي بهذا المستوى ولا تكون لدينا جمعية للأدباء مؤكدين في الوقت ذاته لـ  الراية  أن أبرز التحديات التي تواجه الأدب القطري تكمن في”غياب التواصل الجماعي للأدباء والكتّاب في ظل غياب مرجعية أدبية موحدة كجمعية أو اتحاد يجمعهم، وأضافوا: أن جمعية الأدباء ولدت ميتة حيث وُئدت قبل أن تولد… فبعد افتتاح المكتب في كتارا وصلتنا رسالة تدعونا إلى عدم ممارسة أي نشاط حتى إشعار آخر، وبعد شهرين أغلقت الجمعية، وجاءنا توجيه بعدم ممارسة أي نشاط” .

 

تهميش المبدعين

 

في البداية أكد الناقد المسرحي د.حسن رشيد أنه كان من ضمن ثلاثة أسماء كلفت من قبل سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون لتحقيق هذا الحلم، وتشكلت اللجنة التأسيسية الأولى للجمعية والتي ضمت أيضا الدكتورة هدى النعيمي والكاتب جمال فايز، وتم افتتاح مقر للجمعية في الحي الثقافي كتارا وبعد فترة تم سحب المقر ووصلتنا رسالة تدعونا إلى عدم ممارسة أي نشاط حتى إشعار آخر، وبعد شهرين أغلقت الجمعية.

 

وأضاف د. رشيد أن هذا الحلم عمره أكثر من ربع قرن وحتى الآن الرؤية غير واضحة، فمن المؤسف أن يكون هناك جمعية للطوابع، والحمام الزاجل، والسلوقي، ولا يكون هناك اتحاد للكتاب، أو حتى المسرحيين في ظل التراجع الذي تعيشه الساحة المسرحية في قطر.

 

وأشار إلى أن من المقترحات التي طرحت في آخر الاجتماعات بالمقر الذي تم سحبه، أن نعتمد على أنفسنا ولا ننتظر دعم الجهات المسؤولة، ولكنه أمر صعب أن نتحمل نفقات وتكاليف السفر للخارج لحضور المؤتمرات والملتقيات الأدبية المختلفة، فيجب أن يتوافر لنا الدعم حتى نتمكن من فتح الباب أمام الكتاب والأدباء والمبدعين القطريين من ناحية والأدباء العرب الذين يعيشون على أرض قطر وخارجها، للتواصل وتبادل الخبرات والأفكار.

 

وأضاف د.رشيد أن المبدع في قطر للأسف مهمش، فلا يوجد اهتمام بالأدباء والكتاب والباحثين، وتجدهم غائبين عن تمثيل قطر في الأيام الثقافية التي تقام في جميع أنحاء العالم، في حين ينصب كل التركيز على فن العرضة والحناء التي لا تمثل ثقافة قطر.

 

شتات ثقافي

 

من جانبه قال الشاعر والفنان علي ميرزا: كانت هناك خطوات جدية بالفعل قد اتخذت في هذا الشأن، وتم تشكيل جمعية عمومية ضمت العديد من الأسماء اللامعة في مجال الكتابة والأدباء، واستطعنا أن نحصل على الاعتراف من قبل الدولة وحصلنا على الإشهار ومقر للجمعية بكتارا، وتم تأسيسه بأحدث المستلزمات ووسائل الاتصال، وشرعنا في البدء بنشاطنا الثقافي، إلى أن جاءنا أمر بالتوقف عن إقامة أي نشاط ثقافي حتى إشعار آخر، وكان ذلك في عام احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، ثم بعدها بـشهرين جاءنا كتاب آخر يطالبنا بتسليم المبنى بحجة عدم ممارسة أي نشاط ثقافي، فوقعنا في حيرة من أمرنا بسبب هذين الكتابين المتناقضين.

 

وأضاف ميرزا: لجأنا بعدها لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون، الذي أخبرنا بأن الموضوع قد تأجل وسيجري إشهار الجمعية مرة أخرى في ظروف وإمكانيات أفضل ومازلنا حتى الآن في انتظار هذا اليوم.

 

وطالب علي ميرزا وزارة الثقافة بتبني هذا الموضوع والعمل على تحقيقه لأننا في حاجة ماسة لوجود مثل هذا التجمع الأدبي، وأكد في الوقت نفسه أن أدباء قطر يعيشون حالة من الشتات في ظل عدم وجود مرجعية أدبية موحدة تأخذ بآرائهم، وتقيم لهم الاحتفالات والملتقيات، فكم من الأصوات والمواهب الأدبية ذهبت سدى دون أن يستفيد منها المجتمع.

 

غياب الحراك الأدبي

 

بدورها أكدت الكاتب حصة العوضي أن إنشاء جمعية حلم يتمناه جميع المثقفين الموجودين على أرض قطر، وكلما حاولنا أخذ خطوات جدية لتحقيقه تواجهنا صعوبات وعقبات كثيرة، وأضافت: الساحة الأدبية في قطر في تراجع ولا يوجد أي حراك ثقافي أو نجاحات أدبية للكتاب القطريين، فالأدباء لا يعرفون بعضهم البعض، ولا يطلعون على أعمال وإبداعات الآخرين، ولا يوجد مؤسسة تطالب بحقوقنا أو تتحدث بأسمائنا، وتهتم بنشر إبداعاتنا.

 

وتابعت قائلة: كيف للمبدع أن يتواصل مع جمعيات واتحادات الكتاب في دول العالم المختلفة دون أن يكون لدينا جمعية مماثلة تدعمنا وتوصل صوتنا خارج حدود الوطن.

 

دعم الإبداع

 

الروائي محمد حسن الكواري أكد أيضا أن أي مهنة أو إبداع بحاجة لاتحاد أو جمعية يلتقي تحت مظلتها كل من ينتمون لهذه الشريحة، فلابد من وجود جمعية تختص بإقامة الأنشطة والفعاليات الثقافية المختلفة من ندوات وأمسيات، إصدار ونشر إبداعات الكتاب والشعراء والتركيز على تواجد المبدعين ومشاركتهم في الأنشطة والمهرجانات الدولية والمحلية، كي يكون لهم حضور في المشهد الثقافي، ويتم إبرازهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى