جمعية التصوير تحتاج للمزيد من الدعم

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

يشعر الفنانون أحيانًا بأن هناك ما ينقصهم ويؤثر بالتالي على قدرتهم في تقديم الخدمات الفنية للجمهور، إلا أن هناك من يتهمهم في بعض الأوقات بالتقصير، وبين اتهاماتهم التي يلقونها على أكتاف البعض والاتهامات التي توجّه إليهم نرى أنفسنا نقف في المنتصف، وعلى ذلك نحاول من خلال تلك الزاوية تقريب وجهات النظر ومحاولة الخوض في بعض تفاصيل أبرز الإشكاليات التي تواجه الحراك الفني لمعرفة أصوله وتداعياته من خلال عرض كافة الآراء، وذلك عبر محاكمة افتراضية يتم خلالها توجيه بعض التهم إلى الضيف، ثم ننتقل إلى مرحلة أخرى يقوم خلالها الضيف بدور وكيل النيابة الذي يلقي هو بالاتهامات على من يراه مقصرًا، ثم يقوم في المرحلة الأخيرة بإلقاء عدد من الأحكام على هؤلاء المقصّرين.

 

في البداية أخذ الفنان “محمد الحاصل” موقف الدفاع عن فن التصوير الضوئي حيث ألقى بدفوعه عن التهمة التي وجهناها إلى “معارض الفنون البصرية” والتي يرى الكثيرون أنها تقام ضمن إطار المراسم العامة دون قدرتها على جذب جمهور كبير إليها على مدار فترة إقامتها، خاصة أنه مع الكلفة الكبيرة التي تحتاجها تلك المعارض يجب أن يكون هناك مردود إيجابي لجمهور هذا الشكل من الإبداع أو ذاك.

 

الفنان “محمد الحاصل” دافع عن معارض التصوير الضوئي مؤكدًا أن الجمعية القطرية للتصوير الضوئي لا تألو جهدًا في تنظيم معارض متميزة يصحبها كافة وسائل الجذب الممكنة، كما أنها قامت مؤخرًا عبر موقعها الإلكتروني بتفعيل أشكال مختلفة من التواصل مع جمهور فنون التصوير الضوئي، وأكد أن وسائل الإعلام لا تدخر أيضًا أي جهد في الإعلان بشكل جيد عن تلك المعارض المختصة بالتصوير أو بمجالات الفنون البصرية المختلفة كالفنون التشكيلية، وقال: بالفعل تلقى معارض التصوير حضورًا كبيرًا في اليوم الأول ثم يقتصر الحضور فيها على فئة معيّنة من الجمهور وهي التي تهتم إلى حد كبير بفنون التصوير إلى جانب السيّاح الذين يحرصون على الإطلاع على معالم البلد، مؤكداً أن الجمعية تقوم من آن لآخر بإقامة محاضرات ودورات وورش في فنون التصوير من أجل تثقيف المجتمع في هذا المجال وتطوير الموهوبين والمساهمة في إعادة تشكيل الذائقة الفنية القادرة على جذب الجمهور لمعارض الفنون البصرية عمومًا، حيث رأى أن المشكلة الأساسية تكمن وراء عدم قدرة الكثيرين على تذوق بعض أشكال الفنون البصرية المختلفة ما يستدعي المزيد من العمل على تطوير ذائقة الجمهور الفنية.

 

في المحور الثاني من الحوار انتقلنا مع الفنان “محمد الحاصل” ليؤدي معنا خلال هذا الحوار دور وكيل النائب العام ويتلو بعض الاتهامات ضد أي ممن يراه سببًا في أي تقاعس ضد مسيرة الحياة الإبداعية سواء كان من الوسط الفني، أو من الجمهور، أو من المسؤولين، فأكد الحاصل أن أهم العقبات التي باتت تواجه فن التصوير الضوئي في الأعوام القليلة الماضية هي اعتماد بعض المصورين على التقنيات الحديثة دون الاعتماد على الحاسة الفنية التي يعتبر أساسها عين المشاهد، وأضاف: زادت خلال الفترة الأخيرة أجواء التنافس بين المصور والمصمّم الفوتوغرافي، وفرّق بينهما الحاصل بأن الأول يعتمد على كاميرته في المقام الأول ولا يلجأ إلى برامج التعديل على الصور إلا في أضيق الأحوال أما الثاني فينصب اعتماده على تلك البرامج غير معني بالنتيجة التي تنتجها الكاميرا، ومعوّلاً على الإصلاحات التي يمكنه القيام بها من خلال التكنولوجية الحديثة والبرامج المخصّصة لتفادي الأخطاء، وأكد أن المصور الفنان هو الذي تستطيع عيناه التقاط المنظر البديع دون أن ينتظر التحسين، في حين أنه مع تلك التكنولوجيا أصبح قليلون من يعتمدون على اللقطة الأولى، مشددًا على أن اختيار زاوية التصوير واختيار الإضاءة في موضعها الصحيح هو المحك الأساسي في جمال الصورة، وأكد أن هذا التطور الذي أصبح يشهده مجال التصوير الضوئي قلل من الكلفة التي كان من الممكن أن تكون عائقًا أمام محبي هذه الهواية، ولفت إلى أن الجميع أصبح قادرًا على ممارسة هواية التصوير بعد أن أصبحت الكاميرات الديجيتال في متناول الجميع، مؤكدًا أن فن التصوير الضوئي هو فن قادر على مخاطبة العقل والوجدان معًا. وأشاد الحاصل بالدور الكبير الذي تلعبه الجمعية في التعريف والتعليم لهذه الهواية وتحفيز الشباب والفتيات للدخول إلى هذا المجال الذي يتسم بتداخل التقنيات الحديثة والموهبة ذات الحس الفني الرفيع، مؤكدًا أن جمعية التصوير الضوئي تحاول قدر إمكانها أن تلبي احتياجات المصورين في ضوء قدراتها المادية الحالية، حيث تقوم الجمعية بإقامة الدورات التدريبية والمحاضرات للمبتدئين والمحترفين، لكن في ظل الكلفة العالية التي يحتاجها المصور أحيانًا لتطوير نفسه، يجب أن يعاد النظر إلى الدعم المادي الذي تتلقاه الجمعية حتى تستطيع مواصلة مشوارها في إعلاء فن التصوير الضوئي القطري، وتطوير قدرات محبي التصوير، ولفت إلى أن الجمعية تبذل كل ما بوسعها لتقديم أفضل الخدمات لأعضائها، كما استطاعت أن تضع فن التصوير الضوئي القطري على الخريطة العالمية بعد أن بات أبناؤها يحصدون جوائز عالمية ويشاركون في أهم المسابقات الدولية، وأكد أن هناك تزايدًا وإقبالًا كبيرًا تشهده الجمعية في الآونة الأخيرة من جانب الشباب الراغبين في تعلّم أسس التصوير الضوئي، والانضمام إلى هذا الكيان الذي أصبح يحقق الإنجازات بشكل مستمر.

 

في المرحلة الثالثة قام الفنان “محمد الحاصل” بدور القاضي وأصدر حكمه بضرورة تقديم اهتمام أكثر للجمعية من قبل المسؤولين خاصة أنها تعمل بكل طاقاتها لإفادة المنتسبين والمتدربين، وأضاف: على الرغم من أن الجمعية تلقى دعمًا ماديًا واهتمامًا من المسؤولين إلا أننا مازلنا ننتظر منها الكثير خاصة مع تقدّم الجمعية على المستوى العالمي وإثباتها يومًا بعد الآخر أنها قادرة على انتزاع الجوائز العالمية وحجز مكان مهم لها على خريطة فن التصوير الضوئي عالميًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى