جميل ملاعب: لتكن الحرب منطلقاً لمعادلة تشكيلية

الجسرة الالكترونية الثقافية-السفير-
يم الفنان جميل ملاعب معرضاً جديداً له في غاليري «جانين ربيز» (من 7 أيار إلى 7 حزيران)، يضم ستين عملاً من حفرياته الخشبية التي نفذها بين 1980 و2014، بالأسود والأبيض، وكذلك بالألوان. وفي المناسبة أصدر كتاباً أشرف عليه الناقد التشكيلي جوزيف طراب، يشتمل على حوالى 90 عملاً منفذة في الفترة الزمنية ذاتها، يوقعه الفنان والناقد، الساعة الخامسة مساء 21 أيار، في مقر الغاليري (الروشة).
ومعروف عن الفنان ملاعب تنوع تقنياته، فهو يشتغل بالزيت والغواش والباستيل والحبر وسوى ذلك من المواد اللونية، كذلك ينحت ويحفر. وهو لا يكرر ذاته، ففي كل معرض يفاجئنا بجديد على المستوى التقني أو الأسلوبي، مستغرقاً في الإنسان وتقاليده، ومتناولاً الأحداث من دون الوقوع في شرّها.
تحدثنا معه حول تجربته في الحفريات الخشبية، هو المختص بالطباعة الفنية في معهد «برات» (نيويورك) من 1984 حتى 1987، وقد نفذ من هذه الحفريات حوالى مئة عمل، حملت معها هموم مراحل مختلفة، وتوازت مع تجاربه والمواضيع التي تطرق إليها في تجاربه عموماً، خلال 34 سنة، متنقلاً بين أساليب مختلفة.
يقول ملاعب واصفاً تجربته تلك: «هذه إحدى تجاربي في مادة جديدة بالنسبة إليّ، وهي جديدة على الحركة التشكيلية اللبنانية في حينها. وكانت صعبة في بداياتها، خصوصاً في مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية، لعدم وجود آلة لمثل هذه الطباعة، ما اضطرني للاعتماد على أساليب يدوية في ضغط الخشب على الورق. وكانت لي معاناة أخرى في التلوين، إذ اعتمدت الألوان الزيتية التقليدية وورق القطن الفبريانو الأصلي قياس (54 × 84). إلى ذلك، استعملت جذوع الأشجار الضخمة، وأحضرت عدداً من صناديق الشحن التي تكون عادة في المرفأ. ثم في سنة 1984، ونظراً إلى ظرف تهجيري من بيصور إلى بلدة المريجات البقاعية، وبحكم وجود منزلنا قرب منجرة، كنت أحصل على جذوع ضخمة من خشب الصنوبر والجوز والكينا والحور».
كان ملاعب يفضل خشب الجوز كونه يلبي الحاجة إلى الدقة في العمل والمتانة في آن. أما رائحة الصنوبر فكانت الأفضل عنده من بين الجذوع الأخرى. وهو استمر يتردد على المنجرة ذاتها في مرحلة تالية، عندما عاد إلى بيصور، للحصول على خامات خشبة مختلفة، يكمل تجاربه عليها، وقد بقيت تنتظره قطع خشبية كثيرة إلى ما بعد رجوعه من الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها لا يزال جاهزاً للعمل حتى اليوم، يعود إليها بين حين وآخر».