جهود قطريّة استثنائيّة للحوار بين الحضارات

الجسرة الثقافية الالكترونية
أكّد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أن قطر تؤمن إيمانًا راسخًا بضرورة التمكين للحوار بين الحضارات والثقافات، وفي سبيل ذلك هناك جهود استثنائيّة في هذا الاتّجاه، فنظّمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات لتنشيط هذا الحوار لخلق التّفاعل المطلوب بين سائر المجتمعات على اختلاف ثقافاتها. مضيفًا إن وجود مركز الدّوحة لحوار الأديان لخير دليل على هذا المسار الذي نقطعه بعزيمة لا تلين وإيمان غير منقطع بتنوّع المشارب الإنسانيّة.
جاء ذلك خلال كلمته أمس أمام المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المنعقد حاليًا في سلطنة عمان تحت ” شعار نحو ثقافة وسطيّة تنمويّة للنهوض بالمجتمعات الإسلامية” .
وتناول وزير الثقافة خلال كلمته دور دولة قطر في سبيل التمكين للتعاون بين الحضارات والحوار بين الثقافات من خلال المراكز التي أطلقتها والفعاليات التي نظمتها، فقال: إنّنا في دولة قطر نؤمن بالحوار بين الحضارات والثقافات، وقمنا بجهود جبّارة في هذا الاتّجاه، فتعدّدت الفعاليات والمؤتمرات لتنشيط الحوار حتّى نُرسيَ تقاليدَ جديدة للحوار ونخلق التّفاعل المطلوب بين سائر المجتمعات على اختلاف ثقافاتها.
حوار الأديان
وقال سعادته لعلّ وجود مركز الدّوحة لحوار الأديان لخير دليل على هذا المسار الذي نقطعه بعزيمة لا تلين وإيمان غير منقطع بتنوّع المشارب الإنسانيّة.
وأضاف: إنه يشرفني أن أحيط المؤتمر الموقّر الرفيع لوزراء الثقافة المسلمين أن دولة قطر قرّرت ترشيحي مديرًا عامًا للمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة، وقد حظي هذا الترشيح بدعم أشقائنا في دول مجلس الدول العربية، لذا نأمل أن يحظى بدعمكم.
وأضاف: وما من شكّ في أنّ إيماننا بهذا الحوار يعتبر أفضل الطّرق لمواجهة غلوّ ظاهرة العولمة كإيديولوجيّة، ويساهم في نشر ثقافة السّلم واللاّعنف، ويحقّق هذا الحوار حفاظ المجتمعات على خصوصيّاتها الثقافيّة وانفتاحها على الطّابع الكوني لحقوق الإنسان في آن واحد. فينشأ التّفاعل المبدع ويكون ذلك محفّزًا لبناء الممكن الإنساني المشترك.
الثقافة الإسلاميّة
ونوّه سعادته بأن الثقافة الإسلامية هي أكثر الثقافات احترامًا للآخر وانفتاحًا عليه، وأن من أهم مرتكزاتها التعارف بين الشعوب والتعاون بين الحضارات، داعيًا إلى إعادة التفكير في خطابنا الثقافي الراهن لتستعيد ثقافتنا قيمتها الحقيقيّة وتستأنف أمتنا إسهامها في الثقافة الإنسانيّة الحافلة بمضامين التحضّر وحقوق الإنسان في ظلّ المستجدات الحضارية الراهنة.
وقال إن التحديات الثقافية الكبرى في ظل السياق التاريخي الجديد تفرض على الدول الإسلامية بذل الجهود للارتقاء بثقافتها ورفع الالتباس عن نظرة الآخرين لنا، مؤكّدًا على أن ثقافتنا حافلة بالقيم الإنسانية النبيلة التي لا ينكرها إلا جاحد.
الاختلاف والتعايش
وقال: إنّ خطاب الاختلاف يحمل في طيّاته مقوّمات حقوق الإنسان، وهو خطاب يؤدّي إلى التّعايش بين الثقافات والشّعوب على السّواء، ويؤكّد تمسّكنا بالقيم الكونيّة، فنحن نعيش حياتنا في ثقافة منفتحة تؤمن بالحريّة للجميع وتعتبرها قيمة عُليا للمجتمع. وكلّما قبلنا باختلافاتنا اتّسعت رؤيتنا للحياة المشتركة في عالمنا. لذلك نعمل سويًّا على تثمين هذا المكوّن الرّئيسي في هويّتنا الثقافيّة.
وسلّط سعادة الوزير الضوء على عددٍ من الجوانب الإيجابية لثقافتنا الإسلامية قائلًا: لقد برهنت الثقافة الإسلاميّة على قيمة التّسامح واحترام الآخر، لذلك فإنّنا نؤكّد على ضرورة تفعيل مبدأ الاحترام المتبادل، داعيًا إلى مكاشفة ومصارحة أنفسنا فيما يتعلّق بتراجع خطابنا الثقافي بهدف تطويره في ضوء المستجدّات الحضاريّة الجديدة ليشكل حصنًا منيعًا ضد التطرف، فقال: عندما نلتقي ببعضنا في هذا المؤتمر فإنّنا مدعوّون إلى مصارحة أنفسنا حول وضع خطابنا الثقافي الرّاهن، ولا يمكننا أن نخفي تراجع خطابنا الثقافي العربي الإسلامي ممّا أدّى إلى انكماش قيمة الثقافة لدى الشّعوب الإسلاميّة. وبدل أن تكون الثقافة الحصن المنيع ضدّ كلّ أشكال التّطرّف والارتداد عن قيم التّنوير والانفتاح على العالم صارت حصنًا مهدّدًا بالتّآكل والتّداعي.
المصدر: الراية