جون ستيوارت يودّع الشاشة محذّراً من «الهُراتقراطيّة»

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

أنهى جون ستيوارت أمس الأوّل مسيرته في «ذا دايلي شو». بعد 16 عاماً ونصف في كتابة وتقديم أحد أكثر البرامج الساخرة تأثيراً، ينسحب المذيع الشهير من المشهد، من دون مشاريع مهنيّة معلنة حتّى الآن (باستثناء قضاء المزيد من الوقت مع زوجته وولديه كما قال).

كرّمت الحلقة الأخيرة من البرنامج مسيرة ستيوارت، واستضافت معظم المراسلين الذين عملوا لصالحه منذ العام 1997، وفي مقدّمتهم نجم الكوميديا ستيف كاريل، ومقدّم برنامج «ذا لايت شو» الجديد ستيفن كولبير، والإعلامي المصري باسم يوسف الذي أطلّ بفقرة قصيرة بصفته «مراسل البرنامج في الشرق الأوسط». ونشر يوسف عبر حسابه على «تويتر» رسالة وداعيّة للبرنامج الذي ألهمه، وقال: «كنتُ سعيداً بمشاركتي ولو بجزء بسيط في الحلقة الختاميّة»، وأضاف: «كان مؤلماً أن أشاهد الحلقة وأنا أعرف أنّه (جون ستيوارت) لن يكون هنا بعد الآن». علماً أنّ يوسف أطلّ أكثر من مرّة في «ذا دايلي شو»، سواء كضيف، أو كمشارك في بعض فقراته الساخرة.

تزامنت الحلقة الختاميّة مع أوّل نقاش تلفزيوني للمرشحّين الجمهوريين للانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة المزمع إجراؤها العام المقبل. ذلك الحدث كان ليحتلّ جزءاً كبيراً من حلقة «ذا دايلي شو»، لكنّ الوقت لم يكن مناسباً في السياق الوداعي. اكتفى ستيورات بجملة ساخرة واحدة، إذ قال واصفاً النقاش: «كان رائعاً، وبليغاً».

وجد المذيع صعوبة في لجم دموعه في الكثير من الأحيان، خصوصاً حين أصرّ ستيفن كولبير، أحد أنجح المتخرّجين من برنامجه، على شكره، والتأكيد أنّ جيلاً كاملاً من المذيعين في مجال البرامج الساخرة، تعلّموا الكثير من عملهم تحت إشرافه.

أطلّ خليفة ستيورات في البرنامج تريفور نواه لدقائق قليلة، وبيده آلة قياس، وراح يأخذ مقاسات الأستوديو الذي سيكون سيّده بدءاً من أول المقبل. فقال له ستيورات ممازحاً: «لو سمحت تريفور، هل من الممكن أن تمنحني 20 دقيقة إضافيّة». وتضمّنت الحلقة مداخلات لعدد من السياسيين الأميركيين، في مقدّمتهم هيلاري كليتون التي أسفت لرحيل ستيورات، «فقط حين حلّ دورها في خوض الانتخابات». كما قدّم وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري مداخلة قال فيها: «هناك الكثير من الأحداث التي تبقيني مستيقظاً حول العالم، لذلك كنت أعتمد عليك لأشعر بالنعاس». ولم يغب «موضوع» ستيوارت المفضّل عن الحلقة، إذ أطلّ السيناتور الجمهوري جون مكاين حاملاً دمية لستيوارت بين يديه، وهو يردّد: «أنا جون ستيورات، أنا أحمق، وأنا غبي»، مضيفاً: «الوداع يا أخرق». محاولة أخيرة للردّ على المذيع الذي لم يسلم أحد من لسانه الجارح.

وفي آخر خطاباته التلفزيونيّة، تحدّث ستيورات عمّا أسماه «الهُراتقراطيّة» (من هراء)، داعياً المشاهدين إلى التحلّي باليقظة لمواجهتها. وأضاف: «لا شيء ينتهي، إنها استمرارية. إنه وقت مستقطع قصير من محادثة طويلة. لذا، بدلاً من أن أقول وداعاً، سأقول إني ذاهب لاحتساء شراب».

فقرة طويلة من الحلقة خصّصت لجولة على كواليس صناعة البرنامج، شارك فيها جميع العاملين فيه من فنيي الصيانة، إلى المنتجين ومصمّمي الغرافكس. واختتمت الحلقة بوصلة للمغني الأميركي بروس سبرينغستين.

وعبر «تويتر» تمّ التغريد أكثر من 146 ألف مرّة عبر الوسم المخصّص لوداع ستيوارت JonVoyage، من العبارة الفرنسيّة Bon Voyage أيّ رحلة موفّقة. ومن بين أبرز عبر ذلك الوسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال عن ستيوارت: «كنت هدية عظيمة للبلاد». كما نشرت معظم الصحف الأميركيّة تغطيات خاصّة بالبرنامج، وبإرث ستيورات على التلفزيون والسياسة في الولايات المتحدة، وعلى صناعة البرامج الساخرة حول العالم.

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى