حسن أبوبكر ينتهي من ديوان عن الثورة

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر / ثقافة 24
انتهى الشاعر المصري حسن أبوبكر من ديوان جديد كتاب شعري تدور قصائده حول الثورة، كما انتهى من كتابة سيناريو فيلمين وثائقيين أحدهما عن “الأسرة الدندراوية”، حيث تدور الأحداث في “دندرة”، مسقط رأسه، وآخر عن المتصوف الكبير عبد الرحيم القنائي.
صاحب «كزهرة صفراء روحي»: تراودني قناعة حالياً بأن كتابة النثر أطوع من الشعر كما يعمل حسن على مشروع شعري يتناول تجربة فقده لأبيه. يعلق: “تلك التجربة فريدة ومدهشة، فموت الأب موت مختلف، لم أشعر بعبقرية تساؤل أمل دنقل: هل جرّب الموت فقد أبيه؟ إلا بعد موت أبي”.
هناك مشاريع أخرى بخلاف كل هذا لصاحب “تنزف اللهفة من أطراف أصابعها”. يقول: “أعمل على صياغة السيرة النبوية نثراً للأطفال، أحاول من خلالها إظهار مناطق كثير في سيرته صلى الله عليه وسلم أغفلتها كتب السيرة، إيماناً مني بأن تثقيف طفل اليوم هو الأمل الوحيد لخلق مجتمع واع قادر على فرض اختياراته، وهناك مشروع للتجريب في كتابة النثر حيث تراودني قناعة بأن كتابة النثر أطوع من كتابة الشعر، والتجربة فيه قد تكون أكثر امتداداً وبقاء، وقد بدأت في كتابة رواية عن بيئة الجنوب وحياة صغار الفلاحين التي تحولت إلى عمل بالسخرة رغم امتلاكهم للأرض وذلك بعد أن وقعوا فريسة لكل من الدولة والتجار”.
حسن فضل الاستمرار فى محافظته البعيد “قنا” برغم إغراءات التواجد فى قلب سوق النشر بالقاهرة. يقول: “أحاول الكتابة رغم كونها، في واقع مكتظ بالإحباطات، مقامرة خاسرة، فنحن نكتب ولا أحد يقرأ، بمن فيهم أصدقاؤنا المقربون من الكتاب. نعم.. نادراً ما يقرؤون ما نكتب، فلكل مشاغله وهمومه الاجتماعية والثقافية، والمستهدفون لا يقرؤون بالضرورة لأسباب كثيرة، من أهمها انشغالهم بالحياة وضغوطها، أو انصرافهم عن قراءة الأدب إلى غيره، أو عدم بأن يضيعوا وقتهم في قراءة الشعر أو القصة أو حتى الرواية، حيث أنهم متوقفون عند أحمد شوقي باعتباره خاتم الشعراء، أو على الأكثر عند نزار قباني، ولا يرون كُتابا للقصة والرواية بعد جيل محفوظ ويحيى حقي.، وفي الواقع الافتراضي (الفيس بوك) الأمور لا تختلف كثيراً، بل هي أكثر إحباطاً حيث كثير من الزيف وقليل من الجد، وكل شيء سلف ودين، إن تقرأ كتاباتي وتعجب بها وتعلق عليها فلك مني ذلك وإلا فلا”.
كيف تنشر ما تكتبه؟ هذا هو السؤال الهاجس بالنسبة إليه. يقول: “النشر في المؤسسات الرسمية يتطلب (كوسة) كما يحتاج إلى نوع من البرود والتطفل اللذين لا أتحمل القيام بهما، والنشر الخاص يتطلب مني مقابلاً مادياً أقتطعه من قوت أبنائي، ونشر المؤسسات الرسمية يطبع العدد المحدد دون مراوغة، لا كالخاص الذي تتفق معه على عدد معين نظير ما دفعت، ثم يطبع الناشر ما يوهمك أن كتابك طبع ووزع، قبل أن تكتشف أنك وقعت في خدعة كبيرة إلا من رحم الله من الناشرين، والنشر عند الحكومة يتيح أن يصل كتابك لكل الناس من حيث التوزيع ومن حيث سعر الكتاب، وعليك أن تختار. لا.. ليس لديك خيار إلا أن تقع في الفخ وتنشر لدى دور النشر الخاصة، هل نضحك على أنفسنا؟ ربما”.
ما قراءاتك الحالية؟ وكيف تتواصل مع الوسط الثقافى بالقاهرة؟ يجيب صاحب “كزهرة صفراء روحي”: “القراءة لديَّ حياة، ولكن الحياة الواقعية لا تسمح لك أن تعيش، أقرأ حالياً في مجموعة من الكتب منها رواية (الغريب) لألبير كامو، والتي تعد واحدةً من أعظم روايات القرن العشرين، والرواية الأكثر انتشاراً في الأدب الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية، وأستمتع جداً بكتاب (الفتنة الكبرى) لطه حسين، كما أقرأ مجموعة من الإصدارات لأصدقائنا شعراً ورواية”.
البعد.. هل يشعرك بنوع من الابتعاد عن الأضواء أم أن مواقع التواصل قربت المسافات؟ يقول: “القاهرة أمل عظيم لكل الأدباء والمثقفين، بأضوائها تصنع من الصغار كباراً، كما أنها تضع الكبار في مواضعهم، عكس صعيدنا الفقير والذي لا يكبر فيه أحد، فالصغير صغير والكبير صغير، ولكن استطاعت مواقع التواصل الاجتماع أن تجلب نقطة صغيرة من الضوء إلى الصعيد لكنها محدودة ومجتزأة من سلطة القاهرة الغامرة، فما زلنا من خلال الفيس بوك نستجدي أضواء القاهرة ونحاول لفت أنظار كبارها”.
حسن غير مقتنع بفكرة المجايلة، وبحسب ما يقول فإن “الكتابة لا السنين هي المصنف الوحيد للكاتب، وكثيراً ما نجد كاتباً ينتمي زمنياً لجيل وهو يكتب كتابة أجيال سابقة”، وعن الأدباء الذين يحبهم يقول: “الشاعر أمل دنقل والقاص إبراهيم فهمي هما الأقرب إلى روحي”.
وأخيراً ما المشروع الذى يتمنى إنجازه في المستقبل؟ يجيب: “هدفي الملح والذي أجاهد من أجله هو كتابة قصيدة فريدة يتذوقها ويستمتع بها جميع الناس، تقرؤها أختي الصغيرة فتنفعل معها، ويقرؤها زملائي في المدرسة التي أعمل بها فيحبونها، ويرى فيها أصدقائي من الكتاب والمثقفين نموذجاً للنضوج الفني للقصيدة”.