حضور بارز للمقتنيات التراثية القطرية بمال لول 2

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

كدت منى عبد الرحمن أحمد الشيخ إحدى المشاركات في بينالي “مال لول2 “أن المعرض استطاع أن يجمع المقتنيات التراثية الخليجية تحت سقف واحد ،كذلك حققت المقتنيات التراثية القطرية حضورا بارزا عبر العديد من العارضين الذين حرصوا على المشاركة بمقتنياتهم الثمنية لإبراز ماضي الأجداد وتقديمه للأجيال الجديدة.

 

منى الشيخ التي تعرض مجموعة من المقتنيات النادرة والثمينة وهي عبارة عن أحجار كريمة وعملات فضلا عن أسلحة قديمة “خنجر ودرع” قالت لـ الراية  إن معرض مال لول2 كان بمثابة فرصة جيدة لإخراج الكنوز والتحف الموجودة لدى أهل قطر، وأوضحت أن هذه المشاركة هي الأولى لها في معارض رسمية حيث تعرض لأول مرة مقتنياتها خارج البيت، مؤكدة أن معرض مال لول2 يرسخ لديهم ثقافة الاقتناء والحفاظ على التراث،وأضافت نحن تعلمنا الاقتناء من جدودنا، وورثنا هذه المقتنيات والتحف عنهم وحافظت عليها إلى أن جاءت الفرصة المناسبة وتلقفنا أخبار معرض مال لول وأخبرونا أصدقاء بالمشاركة وبالفعل تواصلنا مع اللجنة، وعندما شاهدنا طريقة عرض المقتنيات تأكد لنا اهتمام إدارة المعرض بجميع المقتنيات المعروضة بشكل كبير جدا، وبهذه المناسبة يجب أن نوجه الشكر لجميع القائمين على بينالي مال لول والشكر أيضا لقيادتنا الرشيدة التي تهتم بحفظ التراث وتشجعنا على إبراز ثقافتنا وتراثنا القديم وربط الماضي بالحاضر من خلال هذه الفعاليات.

 

“أحجار كريمة”

 

وعن المقتنيات المعروضة في القسم الخاص بمنى عبد الرحمن الشيخ قالت: مجموعة من الخناجر القديمة والتي يصل عددها لأربعة خناجر بمقابض محلاة بأحجار كريمة ومزينة بنقوش تراثية ومغطاة بجراب أيضا مزين بحلي ونقوش، فضلا عن دروع واقية كانت تستخدم في المعارك والحروب القديمة من النحاس والحديد وعليها نقوش وزخارف عربية قديمة جدا.

 

وأوضحت أن القسم الثاني الذي يضم مجموعة متنوعة من التحف والمقتنيات الثمينة من بينها زوج من الأقراط الفضية النادرة، ومجموعة من التعليقات الفضية المزينة بنقوش جميلة وبها ألوان زاهية، وأيضا مجموعة من الخواتم المزينة بالأحجار الكريمة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من العملات الأوروبية القديمة.

 

وقالت منى الشيخ إنها مستعدة للمشاركة بمجموعتها في أي محفل دولي باسم قطر خاصة بعد أن شاهدت الاهتمام والرعاية التي توليها إدارة المعرض للمعروضات. وحول ما اذا تلقت عرضا جيدا لبيع مقتنياتها فهل ستوافق أم لا؟ قالت: ليس لدي مانع بشرط أن يقتنيها شخص يقدر قيمتها ويكون لديه نفس الهواية والرغبة في الاهتمام بالتراث والمحافظة عليه.

 

“السجاد العجمي”

 

من جهتها أكدت عائشة عبد الله محمد علي إحدى المشاركات القطريات في معرض مال لول والتي تعرض مجموعة نادرة من السجاد العجمي القديم والذي يصل عمره الى مئات السنين أن معرض “مال لول” هو فرصة جيدة لربط الأبناء بالأجداد والآباء من خلال التراث والتعرف على حياة الأولين، وبهذه المناسبة نشكر القيادة الرشيدة لدولة قطر والتي تولي التراث اهتماما خاصا، وحول أهم المقتنيات التي تعرضها قالت عائشة إنها تعرض عددا من السجاد العجمي المصنوع من الحرير والصوف وهو صناعة يدوية، وقالت إن أهمية السجاد المعروض بالبينالي أنه يحتوي على رموز ورسوم قديمة توضح أساليب عيش الملوك في العديد من الحضارات القديمة وبعضها يروي قصصا شهيرة مثل شهريار وشهرزاد، وقصص فرهاد وشيرين في الحضارة الهندية والفارسية والعربية، وتضم تاريخا مدونا ومرسوما على هذا السجاد، وهذه المقتنيات تأتي أهميتها من كونه من السجاد النادر ومعروف أن السجاد العجمي المصنوع من الحرير هو واحد من أهم الفنون الإيرانية وجزء أساسي من الثقافة الفارسية، ويعود تاريخها إلى بلاد فارس القديمة، والسجاد القديم كان جميعه يدوي الصنع وهو ما كان يكسبه بعدا آخر خصوصا أنه يحوي تصاميم خاصة بعضها تاريخي وبعضها جمالي.

 

“سجاد المدن”

 

وأوضحت أن هذا السجاد الموجود لديها يرجع إلى فترات قديمة تزيد على 150 سنة ولكنها نجحت في أن تحافظ عليه وكأنه جديد، لافتة إلى أن هذا النوع من السجاد يسمى سجاد المدن، حيث يسمى بحسب المدينة التي يصنع فيها، ومن أهمها مدينة تبريز التي اشتهرت بصناعة السجاد الحريري ذي النقوش القريبة من الشكل الهندسي والألوان القاتمة كالأحمر القاني والأزرق الداكن وأغلب الظن أن الأنواع الموجودة لدي من هذا النوع حيث إنها حريرية وبها نقوش قريبة من الأشكال الهندسية.

 

وأضافت أن صناعة سجاد الحرير تعود إلى القرن الـ 16 على الأقل في سبزوار والقرن السابع عشر في كاشان ويزد والسجاد الحرير هو أقل شيوعا من السجاد الصوف والحرير أكثر كلفة ولكنه يزيد قيمة مع مرور الزمن نظرا لقيمته وندرته وعدم وجود قوة التحمل، وكثيرا ما يتم عرض سجاد الحرير على الجدار مثل المفروشات بدلا من أن تستخدم فرشا للأرضيات.

 

ويستخدم في صناعة السجاد اليدوي خامات أهمها وأبرزها الصوف، والحرير، والقطن ويعد الصوف المأخوذ من بطن الخروف الصغير أجود أنواع الصوف وأغلاها. وترتبط الجودة، أيضا، بالمكان الذي يعيش فيه الخروف، ونوعية المرعى، والمناخ ما بين الحار والبارد والجاف، فقيمة السجاد تختلف تبعاً لنوعية الصوف ومكانه في الخروف. وهناك نوع آخر من السجاد يختلط فيه الصوف بالحرير، ومن المعروف أن السجاد الحرير بدأت صناعته في المدن فقط، ليتناسب مع الحياة المرفهة لأهلها، بعكس أهل البدو الذين يصنعون السجاد من الصوف والقطن، وإذا كانت إيران تمتاز بالسجاد المصنوع من أرقى أنواع الصوف، وتركيا بالحرير، فإن الصين تمتاز بأرقى أنواع الصوف، حيث يأخذونه من حيوان اللاما المشهور، حتى إن الصين منعت تصدير صوف اللاما لندرته وجودته. وأوضحت يحدد عدد العقد الموجودة في السجاد قيمتها، والعقدة في السجادة تعني عدد العقد في السنتيمتر الواحد في أثناء غزلها، فهناك سجادة بها 12 عقدة أو 24 عقدة أو 64 عقدة في السنتيمتر، وكلما زاد عدد العقد ارتفعت قيمة السجادة، لأنها تستغرق فترة أطول في الصنع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى