حقوق مصممي ديكور الأعمال المسرحية ضائعة

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

يشعر الفنانون أحيانًا بأن هناك ما ينقصهم ويؤثر بالتالي على قدرتهم في تقديم الخدمات الفنيّة للجمهور، إلا أن هناك من يتهمهم في بعض الأوقات بالتقصير، وبين اتهاماتهم التي يلقونها على أكتاف البعض والاتهامات التي توجّه إليهم نرى أنفسنا نقف في المنتصف، وعلى ذلك نحاول من خلال تلك الزاوية تقريب وجهات النظر ومحاولة الخوض في بعض تفاصيل أبرز الإشكاليّات التي تواجه الحراك الفني لمعرفة أصوله وتداعياته من خلال عرض كافة الآراء، وذلك عبر محاكمة افتراضيّة يتم خلالها توجيه اتهام أو أكثر إلى الضيف، ثم ننتقل إلى مرحلة أخرى يقوم خلالها الضيف بدور وكيل النيابة الذي يُلقي هو بالاتهامات على من يراه مقصرًا، ثم يقوم في المرحلة الأخيرة بإلقاء عدد من الأحكام على هؤلاء المُقصّرين. وفي زاويتنا اليوم سنستضيف الفنان التشكيلي “عبد الله دسمال الكواري” ليكون ضيف زاوية المحكمة الثقافيّة، والفنان عبد الله دسمال الكواري حصل على بكالوريوس فنون مسرحية، تصميم ديكور وأزياء عام 1981 من الكويت، وفي عام 1990 حصل على ماجستير فنون جميلة، تصميم مناظر مسرحيّة من جامعة كاليفورنيا، وعبد الله دسمال هو عضو مؤسس في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وعضو مؤسس في فرقة السد المسرحية عام 1975، وأيضاً عضو مؤسس لفرقة الدوحة المسرحية، شارك في معارض مختلفة للجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وقام بتصميم وتنفيذ ديكور وملابس 30 عملًا مسرحياً.

 

 

 

الاتهام

 

الفنان “عبد الله دسمال الكواري” ألقينا على مسامعه الاتهام الموجّه إليه بالابتعاد عن تقديم تصاميم الديكور المسرحي وقلة أعماله رغم كونه واحداً من الفنانين الأكاديميين القلائل الذين درسوا الديكور في معهد الفنون المسرحيّة، والأمر المُثير أن الكواري لم ينفِ هذه التهمة بل أقرّ بها وقال إنه لم يبتعد برغبته وطلب منا أن نسأل القائمين على الأعمال المسرحيّة لماذا لا يستعينون بالخبراء والمتخصصين في هذا المجال.

 

الفنان عبد الله دسمال برّر ما يجري قائلاً: إنه يتعجّب من قلة طلبه من أجل الأعمال المسرحيّة التي تحتاج إلى مصمّم ديكور مُتخصص أو محترف، وقال: يبدو أننا أصبحنا في زمن غياب التخصص.

 

ويتذكر دسمال آخر عمل شارك في تصميم ديكوره كان عمل “مجاريح” مع فرقة قطر في عام 2010 الذي حصد العديد من الجوائز وعمل أيضاً مع عبد الرحمن المناعي في العديد من المسرحيات الهامّة مثل يا “ليل يا ليل”، “أنين الصواري” وعدد من مسرحيات الأطفال، كما عمل مع غناوي الشمالي وحصلا على جائزة، وقال: إن هناك العديد من الفنانين الذين درسوا “ديكور” ولكنهم ابتعدوا عن المجال بسبب عدم طلبهم للعمل أو لتنفيذ تصميمات الديكور في الأعمال المسرحيّة واكتفوا بالعمل في الفنون التشكيلية، كما أشار دسمال إلى أن المُصمم يمكن أن يقوم بعمل تصاميم لديكور مسرحي ولا يجد من يحفظ له حقوق الملكيّة الفكريّة الخاصّة به.

 

 

 

وكيل النيابة

 

في المحور الثاني من الحوار انتقلنا مع الفنان عبد الله دسمال الكواري ليؤدّي معنا خلال هذا الحوار دور وكيل النائب العام ويتلو بعض الاتهامات ضدّ أي من يراه سبباً في أي تقاعس ضدّ مسيرة الحياة الإبداعيّة سواء كان من الوسط الفني، أو من الجمهور، أو من المسؤولين وليطلب تنفيذ أقصى عقوبة عليهم.

 

أوجّه الاتهام إلى كل من لا يعترف بالتخصص ولا يسند العمل إلى أهله، كما أتهم من لا يسعى لتطوير ذاته والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الفن والاطلاع على المدارس الحديثة التي تفتح مدارك الفنان وتساعده على الإبحار في عالم الإبداع من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين.

 

 

 

قاضٍ

 

في المرحلة الثالثة قام الفنان عبد الله دسمال بدور القاضي وألقى نص التهمة وأصدر حكمه، مؤكداً أنه ما زالت منطقتنا لديها سوء فهم وعدم وضوح بين الديكور والسينوغرافيا والمنظر بسبب عدم وضوح المصطلح حتى الآن لدى المسرحيين، مشيرًا إلى أن هذا التخصص دخل إلى المسرح الخليجي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، خاصة مع بعض المُخرجين الذين درسوا في أوروبا.

 

وكان حكمه هو ضرورة الاهتمام بفن السينوغرافيا في المسرح، وإقامة ورش خاصّة به والمشاركة في المهرجانات الدوليّة المُتخصصة حتى يتم توظيفه بشكل يخدم الحركة المسرحيّة، ومنح أهل الاختصاص دورهم كاملاً على أكمل وجه، وضرورة حفظ حقوق مصمّم الديكور في الأعمال المسرحيّة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى