خالد الدسوقي… مصوّر بعين الصحافة

الجسرة الثقافية الالكترونية-الحياة-

 

 

يستعد الفوتوغرافي خالد الدسوقي لإقامة معرض يجمع فيه كل ما صوّره في 15 سنة، خلال عمله في وكالة «فرانس برس» التي يعمل فيها مديراً للتصوير الصحافي. وحُدد موعد المعرض في كانون الثاني (يناير) 2015 ومكانه في «ساقية الصاوي».

ويؤكد الدسوقي أن التصوير الفوتوغرافي هو المسمى العام لكل فنون هذا المجال، لكن على رغم كون التصوير الصحافي جزءاً من كل، فإنه أصعب الفروع في التصوير الفوتوغرافي وذلك نظراً إلى كون المصور الصحافي يعمل في ظروف بيئية ونفسية مختلفة، فيرى مناظر قتل ودمار وحوادث، كما أنه يرى اشتباكات مع الأمن أو أناس مسلحين، والأهم من ذلك أن المصور الصحافي غير مرغوب في وجوده، وبالذات في منطقة الشرق الأوسط.

أقام الدسوقي معارض عدة لصوره منذ كان في الجامعة وعمل مصوراً في جرائد عدة ومجلات صغيرة حتى استقر في وكالة الأنباء الفرنسية.

ويوضح الدسوقي الفرق الكبير بين الصورة التشكيلية أو الفوتوغرافية وبين الصورة الصحافية، فيقول: «الصورة التشكيلية يتدخل فيها المصور في الكثير من الامور مثل الإضاءة التي يمكن التحكم فيها والمكان الذي يصوره مثل عمل مسرحي أو عرض باليه، بينما الصورة الصحافية هي السهل الممتنع، فما تراه عيناك هو ما تسجله بكاميرتك، لكن بأسلوب احترافي. كما أنه لا يجوز للمصور الصحافي التدخل في الصورة بأي شكل عبر الغرافيكس أو الفوتوشوب أو ما شابه وإلا فقدت الصورة معناها وصدقها».

ويضيف: «أشهر الصور التي فقدت معناها هي صورة حسني مبارك في جريدة «الأهرام» عندما كان يرأسها أسامة سرايا، فقد حولها المصور من كون مبارك كان يسير آخر الزعماء إلى أنه أصبح في مقدمهم، ولم تفعل هذا حتنهاها إلا «الأهرام» ونقلت عنها وسائل إعلام مصرية كثيرة، وهو ما مثّل فضيحة في وقتها».

ولا ينسى الدسوقي ما مر به من مواقف صعبة أثناء عمله، فعندما كان يصور أحداث الدويقة عندما سقطت صخرة من جبل المقطم على سكان الدويقة فقتلت منهم 400 شخص وهم نيام، قام أحد الأهالي المتضررين بدفعه محاولاً إلقاءه من فوق المقطم، لكن زملاءه انقذوه.

ويتذكر الدسوقي أيضاً الصعاب التي مر بها وزملاءه المصورين أثناء اشتباكات أحمد محمود الأولى والثانية، فقد كان الوضع خطراً جداً، لأن قوات الأمن والمتظاهرين لم يكونوا يريدون المصورين.

شارك الدسوقي في الكثير من الأحداث العالمية التي صورها باحتراف، وأهمها أحداث العنف في السودان عام 2005 عقب مقتل العقيد جون قرنق، إضافة الى ثورتي 25 يناير و30 يونيو في القاهرة، كما شارك في تصوير أولمبياد لندن 2012، والكثير من البطولات الرياضية الدولية في آسيا وأوروبا، لكن أهم رحلة صحافية قام بها هي مشاركته في مواسم الحج 2008 التي يصف صورها بأنها كانت حافلة بالروحانيات.

حصل الدســــوقي على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية، واهتم بالمشاركة في التحكيم أكثر من المشاركة كمنافس في المسابقات، وذلك لسعيه إلى نقل الخبرة إلى زملائه من الشباب، وحكّم في الكثير من المسابقات محلياً وعالمياً، أهمها جائزة الاتحاد الأوروبي 2012. ويوضح أن عدد المصورين في مصر لا يتجاوز 150 يعملون كلهم في بيئة عدوة للمصور الصحافي.

ويختتم بأنه على رغم ظهور تصوير الفيديو وانتشاره عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية، سيظل مؤمناً بأن الصورة الصحافية لا يضاهيها شيء وأنها باقية مهما واجهت من منافسين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى