خالد صالح.. نام في قلب الخريطة

الجسرة الثقافية الالكترونية-العربي الجديد-

*مروة عبد الفضيل

 

لم يمهل الموت الممثل المصري خالد صالح ليشاهد الجزء الثاني من فيلم “الجزيرة”، الذي أنهى تصويره أخيراً إلى جانب أحمد السقا وهند صبري، ويعرض في فترة عيد الأضحى. الفنان الذي رحل صباح اليوم الخميس، عن خمسين عاماً، بعد مضاعفات عملية قلب مفتوح أجراها في مستشفى خاص بمدينة أسوان، يشيّع جثمانه غداً الجمعة في القاهرة. من أدواره اللافتة شخصية أمين الشرطة حاتم، المفتري، في فيلم “هي فوضى” مع المخرجين يوسف شاهين وخالد يوسف؛ والذي انتشرت عباراته ورددها الجميع “اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر”، وكذلك الدور الذي أداه في فيلم “فبراير الأسود”، لا سيما المشهد الذي يشرح فيه المحاضر “خريطة الأوضاع الاجتماعية في مصر”.   لم يتذوّق صالح طعم “الأدوار الأولى” إلا حينما شارف على الأربعين من عمره، حيث اقتصر حضوره قبلها على الأدوار الثانية، رغم استحقاقه للبطولة تليفزيونياً أو سينمائياً. ولكنه تميّز في الأدوار الصغيرة، ونذكر هنا دوره في فيلم “حين ميسرة”. تصادف أن تكون أدواره الأولى، سينمائياً وتيلفزيونياً، في السِّيَر الذاتية؛ فقدّم عام 1999 شخصية رجل المخابرات المصري صلاح نصر في فيلم “جمال عبد الناصر”. أما تليفزيوناً فجسّد شخصية مأمون الشناوي في مسلسل “أم كلثوم”، واستطاع بهذين الدورين أن يشكّل علامةً فارقةً أمام جمهوره، لا سيما أن العملين كانا من الأكثر مشاهدة مصرياً وعربياً. بدأ الفنان تجربته كهاوٍ في المسرح الجامعي، قبل أن ينشط في المسرح لسنوات، حيث جمعته عدة تجارب مع الفنان خالد الصاوي. أثناء فترة دراسته، مارس عدداً من المهن البعيدة عن الفن، حيث عمل حلوانياً في محل شقيقه الأكبر. التحق، بناء على رغبة والده، بكلية الحقوق، وعمل في المحاماة لعدة سنوات، لكن حبّه للفن استطاع أن يخطفه. كان صالح عاشقاً للفنّ عموماً، والمسرح بشكل خاص، لذا حينما علم بأنّ “المهرجان القومي للمسرح” يمرّ بأزمة مادية لم يبخل عليه، فتبرّع من ماله الخاص من أجل استمراره، وهو ما فعله أيضاً مع “مهرجان الأقصر للسينما”. رحلة خالد صالح القصيرة مع الفن انتهت بألمٍ في قلبٍ لم يحتمل طاقة صاحبه أو وعيه، فمضى به إلى مسرح آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى