خمسون شاعراً يقرأون قصائد شيمس هيني

الجسرة الثقافية الالكترونية

صدر أخيراً العدد الأخير رقم 113، من دورية “مراجعات الشعر الأيرلندي” مخصصاً بكامله للاحتفاء بالشاعر الأيرلندي الكبير سميس هيني الحاصل على نوبل في الأدب سنة 1995.

وكتبت محررة المجلة الشاعرة الأيرلندية فونا جروركي في افتتاحيتها تقول إن “شيمس هيني كان أفضل شعرائنا، ومنذ وفاته في الثلاثين من أغسطس العام الماضي، لم يبق في الشعر الإيرلندي شيء على حاله، وما لشيء فيه أن يبقى على حاله”.

وتابعت حسب ما جاء في مواقع “ديلي تلغراف” و”بويتري أيرلند رفيو”، “لما دعيت إلى تولي تحرير Poetry Ireland Review كنت أعلم أنني سوف أخصص عدداً لهيني. ولما كان الرجل من كان، كتب كثير من الشعراء والأصدقاء والزملاء كتابات دافئة عن مواهبه ومزاياه كشاعر وكإنسان. ولكني أردت التركيز على العمل نفسه، على القصائد الاستثنائية الثرية التي تركها وراءه”.

ورأت جروركي أن “قراءة أعماله سبيل إلى معرفة ما الذي يقدر عليه الشعر، وما الذي بوسع قصيدة محكمة الصنع، في أكثر الأحلام جموحاً، أن تحققه. كلنا نتعلم منه. لذلك دعوت خمسين شخص أغلبهم من الشعراء الأحدث سناً في أيرلندا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة كل لكتابة مقالة قصيرة عن قصيدة واحدة تعني شيئاً لكاتب المقالة. وحرصت على أن يكون الشعراء المشاركون من “الأحدث سناً” لما رأيت أن ذلك سيكون المعيار العملي لقياس مدى عمق إرثه الشعري واتساعه. واخترت الشعراء من هذه الدول بالذات لأن لشيمس هيني حضوراً مهنياً وشخصياً في كل بلد منها”.

واعتبرت أن “ما كنت أرجوه هو القراءة القريبة، والاختبار الواعي المتبصر لكل قصيدة وكيفية عملها، في عملية أقرب إلى النظر في ساعة حائط من القرن الثامن عشر لاختبار آلية عملها. وكنت أعلم أن ذلك لن يشرح القصائد، وأن القصيدة لا تعمل وفقا لآلية (ولعل هذا هو السبب الدقيق الذي من أجله نحب قصيدة، حين نحب قصيدة)، ولكنني أردت مع ذلك أن نفتح غطاء القصيدة ونختلس على أية حال نظرة إليها من الداخل”.

وأكدت أنه وبطبيعة الحال، “لم يكن رد الفعل الذي تلقيته إلا أنه ليس أمتع للشاعر من الجلوس مع قصيدة لشيمس هيني في محاولة لفهمها ومعرفة كيف تسنى له أن يقيم أبرع حيله سحرية في أكثر قصائده سحرا وأحبها لدى الشعراء والقراء”.

وتشير إلى أنها “تركت لكل شاعر الحرية أن يختار القصيدة التي تروق له. ورأيت أنه ما من مشكلة في أن يختار أكثر من شاعر نفس القصيدة، بل إن ذلك في واقع الأمر سوف يكون إضافة ممتعة للقارئ إذ يرى القصيدة الواحدة من وجهات نظر مختلفة، ومن مواقع متباينة، وهو ما حدث أحياناً في بعض التقاطعات الثمينة والقليلة. يبدو أمراً بسيطاً أن يقال إن إنجاز شيمس هيني شديد الأصالة عميق التأثير واسع الحضور بما حمل كثيراً من الشعراء على الوقوع في غرام كثير من القصائد، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فإنني أتساءل: هل من الممكن لشاعر آخر أن يحظى بمثل هذا؟”.

“ليكن هذا العدد دليلاً إلى شيمس هيني، أو كتاباً مصاحباً لأعماله، أو كتاباً مؤلفاً على شرفه، لكن مقالات هذا العدد من المجلة تفوق ما كنت أرجوه لها. فكل مقالة هنا منشورة بصحبة القصيدة التي تتناولها حتى يرى القارئ فوراً وبدقة ما الذي تشير إليه كل قراءة”، تقول جروركي.

يذكر أن من بين المساهمين في هذا العدد سيمون أرميتاج، وكرستيان وايمان، وكيتريونا أوريلي، وآلن جيليس، ومايكل هوفمان، وجين ييه، ونيك ليرد، ومونيكا ياون، وليونيتا فلاين، ولافنيا غرينلو، وجيمي مكندريك، وشين أوبريين، وديزي فريد، وكارل فيليبس، وفرانسين ليفستن.

ويحتوي العدد على ست عشرة صفحة تضم صوراً فوتغرافية وصوراً أخرى أغلبها مأخوذة من معرض جامعة إيموري المقام بعنوان “شيمس هيني: موسيقى ما يجري” الذي أشرف عليه البروفيسير غريلدين هيغنز، ويحتوى غلاف العدد عدد من الصور لهيني لم تنشر من قبل من تصوير ماري هيني

…..

ثقافة 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى