دعم الدولة ساهم بنجاح الحركة التشكيلية

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

 

*أشرف مصطفى

 

 

رشحت جائزة المرأة العربية الفنانة التشكيلية وفيقة سلطان العيسى عن دولة قطر للفوز في مجال الفنون، حيث سيتم تكريمها مع أبرز الإنجازات النسائية القطرية خلال حفل خاص يقام في 20 أكتوبر الجاري بفندق “إنتركونتننتال دوحة- ذا سيتي”.

 

وفي هذا السياق عبرت الفنانة وفيقة سلطان العيسى عن سعادتها بهذا التكريم الذي وصفته بأنه تقدير لجيل كامل من الفنانين الذين كافحوا في وقت كانت فيه الساحة التشكيلية القطرية في بداية طريقها، وأكدت أن الساحة اليوم مليئة بفنانات متميزات لكن البقاء سيكون لمن قررن أن يكون هذا مجالهن، ولم يعتبرنه مجرد مرحلة عابرة.

 

 

 

قائمة الرواد

 

وأكدت العيسى أن نجاح الفن التشكيلي القطري يرجع إلى حرص الدولة على تبني الكثير من الفنانين التشكيليين وإتاحة العديد من الفرص لهم، وهو ما اعتبرته أحد أسباب استمرار نجاحاتها الشخصية، حيث حظيت بحضور العديد من المحافل الدولية والمعارض العالمية التي تستدعي الوجه الثقافي لقطر، كما تم وضعها في قائمة الرواد التي اشتملت على 10 أسماء فقط وكانت السيدة الوحيدة بينهم، لافتة إلى أنها لم تسع قط خلال رحلتها الإبداعية لامتهان الفن بل إنها تركت العنان لموهبتها، لتتواجد في الساحة التشكيلية دون أن تعمل على أن يكون الفن بالنسبة لها مجرد مهنة، حيث إنها انطلقت في مجال الأعمال الحرة، واستطاعت أن توجد لها مكاناً في مجال الديكور والتصميم المعماري، وأشارت إلى أن أحد أسباب ترشيحها لهذه الجائزة هو كونها سعت خلال مشوارها العملي لصنع حالة تكاملية تجمع ما بين موهبتها كفنانة تشكيلية تنتمي إلى جيل الرواد مع جوانب أخرى شكلت حيزا من اهتماماتها كسيدة أعمال ومهندسة ديكور فضلاً عن مزاولة مهنة التصميم المعماري والفنون الجميلة على مستويات مختلفة.

 

 

 

الفن رسالة

 

وأكدت العيسى أنها تمارس الفن التشكيلي باستمرار كجزء من حياتها حيث لا تستطيع أن تبتعد عن فرشاتها لوقت طويل وهو ما مكنها من أن تظل في مجالها ذاته الذي انطلقت منه منذ أن قررت أن تتجه للقاهرة لدراسة الفن وتصقل موهبتها بالدراسة الأكاديمية لتزاول بعد ذلك الفن على مدار عقود دون توقف وذلك نابع من إدراكها أن الفن رسالة وواجهة للدولة وجزء من شخصيتها، وهو ما وجهها إلى التعلق بمجال التراث وما حوله مع قصدية ترجمته بطريقة موازية للعصر، بتيمات محلية أصبحت هي الغالبة على أعمالها، حيث كان ذلك هو الموجه لها في جميع مراحلها الفنية التي مرت بها خلال تاريخها الفني.

 

وعن رأيها في الساحة التشكيلية القطرية خلال الوقت الحالي أكدت أنها تزخر بعدد من الموهوبين والمتميزين في مجال الفن التشكيلي، ورأت أن الأمر لا يحتاج إلا لمواصلة المشوار وعدم اعتباره مجرد مرحلة في حياة الفنان تنتهي وينتهي معها مسيرة الإبداع.

 

 

 

تحفيز الفنان

 

وأكدت الفنانة وفيقة أن مثل هذه الجائزة التي رشحت لها وكل هذه الجوائز التي تتوازى مع مسيرة الإبداع كفيلة بتحفيز الفنانين على مواصلة مشوارهم، بعد أن يجدوا من يقدر فنهم ويتابع أعمالهم عن كثب، مؤكدة أنها فور تلقيها مكالمة تفيد بترشيحها للحصول على هذه الجائزة أسعدها بأن من يبلغها على علم بمشوارها الفني منذ بدايته مروراً بجميع مراحلة وهو ما جعلها تشعر أن مجهودها على مدار الأعوام الماضية وجد من يقدره.

 

 

 

مكانة الجائزة

 

وقد تم إطلاق جوائز المرأة العربية – التي تعد الفنانة وفيقة سلطان من ضمن الفائزين بها – في العام 2009، وهي تحظى بمكانة مرموقة تعززت عاما تلو الآخر مع ترسيخ حضورها في كل من الإمارات وقطر والكويت والسعودية، وتهدف الجوائز إلى التعريف بنجاحات وتميز المرأة العربية في مجالات الفن وريادة الأعمال والطب والأعمال الخيرية.

 

وقد كرمت الجوائز حتى اليوم أكثر من 200 امرأة عربية ذات شخصية طموحة متميزة بخصال الإرادة والعزيمة والإخلاص التي تجعل منها مثلاً أعلى لأجيال المستقبل.

 

 

 

لجنة التحكيم

 

وتضم اللجنة لهذا العام كلاً من الرئيس الفخري للجنة تحكيم جوائز المرأة العربية قطر بثينة الأنصاري مديرة الموارد البشرية لشركة Ooreedoo وعضو مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطرية والدكتورة إيمان الأنصاري مديرة التطوير الوطني لدى مركز السدرة للطب والبحوث، ومشاعل الأنصاري مديرة التسويق والاتصالات في مختبر مكافحة المنشطات في قطر، وعائشة البداد المديرة الإبداعية لدرز دزاينز، وأمل العاثم خبيرة فنون بصرية لدى دائرة الفنون والتراث في وزارة الثقافة، ونادين الشاعر رئيسة تحرير مجلة أهلاً عربي.

 

يشار إلى أن وفيقة سلطان من أوائل دارسي الفن أكاديمياً ومارسته مهنياً وعملياً. وقد سافرت إلى مصر ببعثة لدراسة الفنون التطبيقية مع التخصص في التصميم الداخلي في جامعة القاهرة، وقد أثرت خبرتها العملية بوصفها مصممة داخلية مهنتها وممارستها كفنانة ذات حس بصري وأثرت مصادرها ومعرفتها بما يمكنها من الإبداع والابتكار والتجربة، وقد عملت عقب عودتها في التلفزيون القطري كمهندسة ديكور وتدرجت إلى مراقب شؤون الإنتاج ثم عملت بالسفارة القطرية بالقاهرة كمسؤولة إعلامية، ولها العديد من المشاركات في معارض محلية و دولية، فضلاً عن أنشطتها في مجال إدارة الأعمال، حيث تدير مكتبها الخاص للتصميم والاستشارات الهندسية في مجال الديكور والعمارة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى