دعم المسرح القطري شرط لاستمراره

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

*هيثم الاشقر

نفى الفنان والمخرج سالم المنصوري أن يكون عرض مسرحيته “أبو سلامة”، و”خرابة 5 نجوم” للمخرج فالح فايز خلال أيام عيد الأضحى المبارك مؤشرا لعودة الموسم المسرحي مرة أخرى، مؤكدًا لـ الراية  أن الفعاليات الثقافية والجماهيرية المدعومة من الدولة والهيئة العامة للسياحة استقطبت العائلات بعيدًا عن المسرح.

 

وقال المنصوري إن المسرح القطري لن يصمد بدون دعم من وزارة الثقافة والمؤسسات الإعلامية، مشيرًا إلى أن المسرح جزء من السياحة ويعكس الواجهة الثقافية للمجتمع القطري، وتطرق المنصوري إلى المعضلات التي تواجه الحركة المسرحية في قطر، لافتا إلى أن وجود عروض مسرحية جماهيرية في مناسبة كعيد الأضحى شيء صحي وإيجابي، ويعد انتعاشة للمسرح التجاري الذي يعاني الركود من زمن، لكنه لا يعتبر مؤشرًا لعودة الموسم المسرحي بقوة مرة أخرى، فالبرغم من الإقبال الذي شهدته مسرحيتي “أبو سلامة”، و”خرابة 5 نجوم” للفنان فالح فايز، إلا أن فعاليات مهرجان العيد التي أقيمت بدعم من الهيئة العامة للسياحة كانت لها نصيب الأسد من الحضور الجماهيري، فالمسرح لن يصمد بدون أن يكون هناك دعم مدفوع، ومسرح مجاني للفنانين يقدموا عليه عروضهم، وإعلانات مجانية في الإذاعة والتليفزيون، فكل الفعاليات الثقافية تكون مدعومة من قبل الدولة، باستثناء النشاط المسرحي، فالمسرح يقدم من خلال أشخاص وهؤلاء الأفراد فنانون ولبسوا تجار، والفنان لن يستطيع أن يستمر في تقديم إبداعه بدون دعم قوي من الدولة.

 

 

 

دعم إعلامي

 

وقال المنصوري إنه يجب على إدارة المسرح بوزارة الثقافة والفنون أن توفر دور العرض للمسرحيين مجانا، وكذلك الهيئة العامة للسياحة يقع عليها دور، لأن المسرح جزء هام من النشاط السياحي في قطر، فالمسرح هو الواجهة الثقافية لأي مجتمع، كما يجب أن يكون هناك أيضا دعم إعلامي وإعلاني من خلال الإذاعة والتليفزيون، فالفنان لن يستطيع أن يتحمل بمفرده نفقات وتكاليف تأجير خشبة مسرح، وإعلانات، وأجور فنانين، وحجز فنادق وتذاكر طيران، لأن المردود المادي للعمل المسرحي لن يغطي نصف هذه التكاليف، فإذا فكرت كفنان أن أنتج عملًا مسرحيًا وتحمل تكاليفه من الألف للياء فإني بذلك أكون قد ظلمت نفسي وظلمت أسرتي.

 

 

 

دور العرض

 

وأشار إلى أن أبرز المعضلات التي تواجه المسرحيين في قطر بشكل عام تتمثل في قلة دور العرض والتي تعد من أبرز المشكلات التي تواجه المسرحيين في قطر، فنحن لا يوجد لدينا سوى خشبة مسرح قطر الوطني وهي محجوزة طوال العام ، فيجب أن يكون هناك أكثر من دور عرض مجانية، لأننا أمام تحد كبير لجذب المتلقي حيث مطلوب منا القيام بدعاية وإعلانات فكيف يضاف إلينا عبء استئجار دار عرض بمبلغ كبير، وأضاف قديما كنا نعرض يوميا أربعة عروض ويمكن أن يصل عدد المتفرجين إلى 2000 شخص ولكننا اليوم لا نجد حتي 100 متفرج في اليوم، لذا فنحن نطالب بإيجاد خشبات مسرح مجانية لإثراء العمل الفني في دولة قطر.

 

 

 

تدمير المسرح

 

وعن تأثير إلغاء التربية المسرحية من المدارس على الحركة المسرحية في قطر قال إن إلغاء التربية المسرحية كانت بمثابه تدمير للبنية التحتية للمسرح في قطر، فلم يعد هناك تفريخ للمواهب المسرحية التي كان المسرح المدرسي يقدمها سنويًا، ومعظم رواد المسرح الموجودين على الساحة الآن تخرجوا وتعلموا أصول المسرح من خلال المسرح المدرسي، فالمخرج الن يتعب كثيرًا لكي يجد الموهبة الجاهزة لأنه ليس هناك وقت لدينا للتعليم والتدريس، ما يضطرنا للجوء لعناصر من دول عربية مجاورة، فيجب أن يكون هناك مبادرة لعودة المسرح المدرسي مرة أخرى، فالفن ثقافة مثله مثل المواد التعليمية الأخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى