دعوا الفلسطينيين يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني “الشقيق”! / علي الزهيري

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص –
هذا ما وصلت إليه حالنا، صرنا مترددين أكثر لأننا خائفون من الانتقاد، ونفكر بماذا سيقول الكاتب الفلاني، وهل سيقصدني في منشوره أو مقاله التالي إذا وقفت مع المقاومة؟!!! هل حقاً أنا مع المقاومة أم مع هؤلاء الشيوخ؟
صرنا كفلسطينيين خائفين من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، لأننا لم نعد واثقين في أي خندق يقبع الشعب، هل الشعب في خندق حماس أم فتح أم الجبهة أم….؟ تخيلوا.. الشعب ينتمي إلى حزب!!
ماذا تريدون من الناس؟ ماذا تريدون منا، نحن وإياكم محبوسون في سجن واحد، وليس لعربي هنا فضل على عجمي إلا إن كان يعيش في غزة.
دعوهم يغنوا، دعوهم يقولوا ما في صدورهم، اتركوهم “يتظاهروا” بالوطنية والاهتمام لهذه المدينة “الغلبانة” لماذا تمنعونهم حق التعبير الآن؟ لماذا تتهمونهم بالمتاجرة بدماء الغزيين من أجل الإعجاب أو الحصول على “لايك” إضافية؟ فماذا بوسعهم أن يفعلوا!؟
هل كل من كتب عن المقاومة الآن صار متماهياً وبوقاً لحماس والإخوان؟
إذا كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي صاروا تجاراً، وإذا خرجوا في مسيرات صاروا ببغاوات، ورشقتوهم بإحباطكم، وقلتم لهم: ماذا ستنفع أهل غزة مسيراتكم واعتصاماتكم؟
-ماذا سينفع أهل غزة صمتكم إذاً؟ ماذا سينفعهم تحليلكم وترفعكم عن الخوض في هذه الأمور، ماذا ستنفعهم حرقة دمكم وسجائركم أمام التلفاز وأنتم تتابعون أخبارهم؟
لطالما قلتم: “إنّ عظمة هذه الثورة أنها ليست بندقية.. فلو كانت بندقية فقط لكانت قاطعة طريق.. ولكنها نبض شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومبضع جراح وإبرة فتاة تخيط قميص فدائييها وزوجها” والآن ماذا؟ هل تحولت الثورة إلى مؤتمر ومفاوضات وتسليم سلاح واختفى القلم والريشة والمبضع؟
حسنا، دعونا نقرأ المعادلة بالمقلوب..إذا كان كل من يكتب ويمدح المقاومة بوق و”مطبّل” لحماس والإخوان.. أليس كل من صمت إذاً بوق أخرس للجهات الأخرى؟ لماذا يحق لك الصمت ولا يحق للآخرين الكلام؟ فلا تكن بوقاً وتطلب مني أن أكون صدى لك، أو لصمتك.
ثم إنَّ المسألة لا تتعلق بحماس أو كتائبها والفصائل الأخرى .. المسألة تتعلق بشعب تحت النار، بأكثر من 500 شهيد، وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، و100 ألف نازح، وملايين المتأثرين، فدعونا نخرج من دائرة الحزب وندخل دائرة الوطن والشعب!
عندما تنتهي الحرب سأعود لانتقاد الإخوان وحماس وعلاقتها التي لا أحترمها وأجرّمها بحزب الله وإيران، وسأنتقد من أريد، فكما أنّ من حقي الانتقاد من حقي الآن الوقوف إلى جانب المقاومة، من حقي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، من حقي أن أكون فلسطينياً، لم أولد أنا أو أبي في فلسطين، ولم نحمل حجراً واحدة في انتفاضتيها، لذلك اتركوني أكن فلسطينياً مرة واحدة، حتى لو كنت محبوساً في ورقة أو شاشة حاسوب!