دمج مهرجان الدوحة الثقافي بمعرض الكتاب

الجسرة الثقافية الالكترونية -الراية-
*أشرف مصطفى
أعلن سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، عن استعدادات الوزارة لحزمة من الفعاليات الجديدة التي ستشهدها الدوحة خلال الفترة القليلة المقبلة، منوهاً أنها ستبدأ بمعرض الدوحة الدولي للكتاب الذي سيعود هذا العام بطلة جديدة مع الاحتفال بيوبيله الفضي، ويصاحبه مهرجان الدوحة الثقافي الذي كان قد توقف في العام 2009، بحيث يتم دمج هاتين التظاهرتين الكبيرتين في فعالية واحدة متنوعة.
المعادلة الصعبة
وأوضح د. الكواري أن نسخة هذا العام من معرض الكتاب ستكون مغايرة تماماً عن الدورات السابقة التي كان عليها، بما يتناسب مع مرور 25 عاماً على انطلاقه، وذلك وفقاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عندما زار معرض الكتاب في دورته السابقة ووجه بضرورة الإعداد الجيد للدورة المقبلة، بصفتها تمثل اليوبيل الفضي للمعرض، وأضاف سعادة الوزير، إن التفكير في مدى جدوى عودة مهرجان الدوحة الثقافي الذي توقف عام 2009، كان مستمراً خلال الفترة الماضية إلا أن استمرار الدوحة كشعلة في النشاط على مدار العام منذ تتويجها عام 2010 كعاصمة للثقافة العربية، جعل الأمر محيراً، وقال: كنا نتساءل ما جدوى أن نقيم عدد من الفعاليات الثقافية خلال فترة معينة لمدة أيام في حين أن الساحة الثقافية في قطر مستمرة على مدار العام والحياة الثقافية في الدوحة لا تتوقف، حيث تشهد الدوحة حالياً العديد من التظاهرات والفعاليات الثقافية بما فيها الأدبية والسينمائية والغنائية والفنية والتي تقام باستمرار على مدار العام وتحتضنها العديد من مؤسسات الدولة مثل كتارا ومتاحف قطر وسوق واقف ومختلف الجهات الحكومية والخاصة بجانب نشاطات وزارة الثقافة والفنون والتراث.
وأضاف “ربما كان إقامة مهرجان الدوحة الثقافي في هذا الوقت شيئاً هاماً، إلا أن الدوحة الآن وخلال السنوات القليلة الماضية تشهد كل يوم مهرجاناً ثقافياً جديداً على مدار 365 يوماً، وليست مقتصرة فقط على 10 أيام”.
تظاهرة ثقافية
وأكد سعادة الوزير أن ما تم الاستقرار عليه تحويل معرض الكتاب هذا العام لتظاهرة ثقافية كبرى وكاملة، بحيث يصاحبه عدد كبير من الفعاليات ولا يتم الاكتفاء بالاحتفاء بالكتاب فقط، على أن تكون هذه التظاهرة تجريبية، وإذا نجحت تستمر في الأعوام المقبلة وتكون عوضاً على مهرجان الدوحة الثقافي، وأوضح أن تظاهرة هذا العام التي ستصاحب معرض الكتاب المزمع انطلاقه في يناير المقبل ستشتمل على عمل فني وآخر مسرحي، بجانب تنظيم معرض عن تطور الكتاب، ومعارض أخرى وفعاليات فنية وثقافية، ومن ضمنها ما سيتم تخصيصه للأطفال، لافتاً إلى أنه قد تم تخصيص لجنة تعقد اجتماعاتها حالياً للاستقرار على الشكل النهائي للتظاهرة الثقافية خلال 15 يوما لخروجها في أبهى صورة.
ونوه سعادته إلى أن وزارة الثقافة ارتأت أن تحيي هذا التجمع الثقافي الجديد الذي تمثل فيما سبق بمهرجان الدوحة الثقافي خلال أيام معرض الكتاب وأن تنتهز الفرصة لدمج هاتين التظاهرتين الكبيرتين في فعالية واحدة متنوعة، وخاصة أن الوزارة كانت تدرس خلال الفترة الماضية المبادرات والأفكار التي ناقشت عودة مهرجان الدوحة الذي انطلقت أولى دوراته عام 2002، وكان يضم عدداً من الأنشطة والاحتفالات على مدار عشرة أيام وتشتمل عروضاً فولكلورية وقرية التراث ومعرض الخيول ومهرجان سينما للأطفال، وأمسيات شعرية وموسيقية، ومعرض فنون الخط الإسلامي، بالإضافة إلى المسرحيات.
توقيت المعرض ومكانه
وأكد الدكتور الكواري على الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة استعداداً لاستقبال الدورة المقبلة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب الخامسة والعشرون والذي يحتفل بـ”اليوبيل الفضي”، مشدداً على أن السبب في تغيير توقيت المعرض هذا العام، والذي كان يُقام في شهر ديسمبر من كل عام، يرجع إلى إتاحة الفرصة لجمهور القراءة من داخل وخارج قطر للمشاركة في المعرض بشكل أكبر، وخاصة أن دولة قطر تشهد خلال شهر ديسمبر احتفالات الدولة باليوم الوطني الذي يصادف 18 من ديسمبر، مضيفاً: “لذلك أردنا أن يُقام المعرض بداية السنة الجديدة وبذلنا جهداً كبيراً في هذا الشأن، وقمنا أيضاً بتغيير مكان إقامته، حيث انتقل إلى مركز قطر للمؤتمرات، ما سيتيح استقبال عدد أكبر من زوار المعرض، كما أن ذلك يعيد فرصة جيدة لدعوة أكبر عدد من دور النشر.
تواصل اجتماعي
ومن جهة أخرى، أعلن سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث عن إطلاق موقع جديد لوزارة الثقافة على الفيس بوك وتويتر والانستجرام، لافتا إلى أنه تم البدء بالفعل في البث التجريبي لصفحة الوزارة على تويتر، حيث ستشهد قريباً مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية.
وأكد سعادته في هذا الشأن ضرورة تواصل وزارة الثقافة القطرية مع مواقع التواصل الاجتماعي العالمية، والتي باتت اليوم الظاهرة الإعلامية الأبرز، كونها تستقطب شريحة كبيرة من فئات المجتمع، خاصة الشباب، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، مشيراً إلى أنه ولهذا السبب بالتحديد طمحت وزارة الثقافة القطرية إلى أن يكون لها تواجد فعال في هذا العالم الجديد، مشيراً إلى هذا التواجد التفاعلي سيسمح بالتقييم وإتاحة الفرصة للجمهور لتقديم الآراء من اجل إثراء العملية الثقافية.
مخيم سيلين
كما لفت سعادة الوزير إلى أن الوزارة تحمل في جعبتها مفاجأة أخرى لجمهورها، تتمثل في عودة مخيم سيلين الذي كان قد توقف في عام 2014 ولكنه سيعود في حلة جديد في بداية العام المقبل 2015، وليشتمل على عدد من الفعاليات التي يفضلها جمهوره.