دور بارز للمسرح بتناول قضايا المجتمع

الجسرة الثقافية الالكترونية

*اشرف مصطفى

المصدر: الراية

كد عدد من الفنانين المسرحيين أن قطر أعطت الكثير لأبنائها، ومن حقها علينا أن نعطيها كل ما نملك، مضيفين في تصريحات لـ الراية  أن النهضة التي تشهدها قطر في كل المجالات، تستدعي أن يلعب الفنان دورًا كبيرًا في المجتمع، وعلى كل من يعمل في حقل الإبداع أن يُدرك ضرورة اجتهاده في مواكبة هذا التطور الكبير الذي تشهده البلاد حتى يعم على كافة المجالات.

 

ولفت المسرحيون حرصهم على تقديم المسرح النخبوي الراقي الملتزم بقضايا المواطن، فالفنان لا يغرّد خارج السرب لكنه يحرص على مناقشة أهم قضايا الوطن والمواطنين، خاصة أن الجمهور هو الطرف الأساسي في العملية الفنية ولا غنى عنه وإلا فقد المسرح جدواه، مؤكدين في الوقت نفسه أنهم لا يدّخرون جهدًا في تقديم أعمال فنية تفيد المجتمع.

 

 

 

حلقة وصل

 

الفنان جاسم الأنصاري رأى أن وظيفة الفنان الحقيقية هي مناقشة مشكلات المجتمع وهو ما اعتبره دورًا وطنيًا كبيرًا يقوم به المبدع يتحمّله تجاه جمهوره، حيث إن القاعدة التي يستمد منها الفنان نشاطه هي قاعدة مجتمعه، ويمر من خلال ذلك على مراحل عدة تمثل مفهوم التلقي، مضيفًا أن كل عمل فني لابد أن يرتبط بالمكان والمجتمع، وبذلك يصبح البعد الوطني متجزرًا بالعمل، ويستفيد من العمل الفني المتضرّر والمتسبب، حيث يعتبر الفنان هو حلقة وصل بين الناس والمسؤولين عن تسيير شؤونهم ليصبح عبارة عن موقف يتخذه الفنان لمشكلة يراد لها حلا، وهو ما يعتبر حسًا إنسانيًا ووطنيًا في الوقت ذاته، وأشار الأنصاري إلى أن اليوم الوطني يمثل لحظات يشعر فيها المجتمع القطري برفعة وطنه، كما يعتبر فرصة جيدة ليراجع خلالها كل فرد نفسه، ليرى ما قدّمه لمجتمعه وما يستطيع أن يقدّمه في المستقبل، وخلال ذلك تتوطد علاقته بوطنه ويشعر بأهمية دوره فيعمل على أن يفيد به من حوله وهي لحظات ستسجل في ذاكرة الجميع.

 

وعن الدور الذي يجب أن يُدركه الفنان تجاه مجتمعه أكد أن ذلك الأمر به جدلية، فوظيفة الفن في الحياة تتمحور حول سؤال فحواه: هل مصاحبة الإبداع للحياة يكون هدفها تسجيل وقائعها كما هي تماماً ؟ أم أننا في حاجة للاكتفاء بمحاكاة الواقع بحيث يصبح ذلك رافدًا لتطور قضايا المجتمع ونقل مشاكل الناس بتماهي ما يقدّمه دون مباشرة؟، وأوضح أن هناك من يعمل على أن يكون فنه صورة طبق الأصل من الواقع، وهناك من يرى أن عليه أن يعمل وفق قواعد فنية فيجعل إبداعه عبارة عن حكاية ينقلها مجموعة من الأشخاص ضمن حدث فني معين وبمجرد وصولها للمتلقي يقوم بإسقاطها على واقعه، حتى إن اختلف زمان الأحداث واختلفت شخصيته في شكلها الخارجي. وبذلك لا يكون هناك شرط أن تكون الشخصية مرتبطة بزمان ومكان، وهو ما قاله أرسطو، وسمي الاتصال الوجداني أو التجربة الانفعالية التي تلتقي مع المشاهد وتنقل لباطن العمل، وأكد على أن شرط نجاح كل عمل فني – منذ ميلاد المسرح – هو الارتباط بالزمان والمكان، كما أن القرّاءة المعاصرة للواقع هي دور المتفرّج، بإعادة قراءة العمل الفني بشكل جديد يمثل خلاصة ما قدّمه مبدعوه.

 

 

 

قضايا الوطن

 

الفنان علي حسن عبّر عن سعادته بحالة الوطنية الكبيرة التي يعيشها الشعب القطري خلال هذه الأيام، وتقدّم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قطر قيادة وشعبًا، لافتًا إلى أن الجميع باتت أولى أولياته تقدّم الوطن، كل في مجاله، مشيرًا إلى أنه من خلال تلك المنظومة، التي تعمل على أن يشهد التطور كافة المجالات، يقوم الفنان كذلك بدوره، فالفنان لا يغرّد خارج السرب لكنه يحرص على مناقشة أهم قضايا الوطن والمواطنين، خاصة أن الجمهور هو الطرف الأساسي في العملية الفنية ولا غنى عنه وإلا فقد المسرح جدواه، وطالب علي حسن المسؤولين برعاية الفن وتضافر الجهود لكي يحقق المسرح المعادلة الصعبة التي تجمع ما بين المتعة والإفادة، لافتًا إلى أن المسرح العربي في الزمن الحالي بات يعمل على تغليب الإمتاع على التعليم والإفادة بحجة العمل على جذب الجمهور، وأرجع ذلك الإعلام الذي أكد على هذه النوعية من الأعمال وروج لها، مشيرًا إلى أن تلك تعتبر طبيعة المسرح التجاري الذي لا يسعى إلا للربح المادي فقط، لذلك يلجأ إلى الإسفاف وإظهار الممثل وكأنه مهرّج على حساب المضمون، وهو الأمر الذي أفسد ذوق الجمهور وجعله لا يستطيع التواصل مع العمل الجيد، ولفت إلى أنه إذا كان الجمهور بحاجة إلى المسرح الكوميدي فيمكننا تقديم أعمال كوميدية راقية وليس ضروريًا أن يكون العمل جادًا، فنستطيع بالرفاهية والضحك الدخول إلى قلب أي مشاهد وأن نقدّم له فكرًا جديًا مستنيرًا، وقال: أظن أننا بحاجة إلى الكوميديا والضحكة والبسمة أكثر من أي وقت مضى خاصة في ظل الظروف الراهنة، لافتًا إلى أن المسرح الجميل الراقي الذي يتناول مشكلات الناس بشكل يصل للجميع لا يجب أن يكون مسرحًا نخبويًا. وقال: أقصد بالنخبوي المسرح الراقي لا المسرح التجاري أو مسرح التهريج. مضيفًا أن المسرح يحمل تاريخ أمة وتاريخ أدبها وفكرها من خلال أطروحاته. فهو فن شامل، ومعه تدخل الموسيقى وكل أنواع الفنون، وتمنى أن يشهد الفن في قطر تطورًا كالذي تشهده كل مناحي الحياة في الوقت الحالي.

 

 

 

نهضة فنية

 

الفنان إبراهيم محمد رئيس مجلس إدارة فرقة الدوحة المسرحية تقدّم بالتهنئة والتبريكات لشعب قطر وقيادتها، وقال: قطر أعطت الكثير لأبنائها، ومن حقها علينا أن نعطيها كل ما نملك، وأضاف: بعد أن شهدنا النهضة في كل المجالات، يجب أن يلعب الفنان دورًا كبيرًا في المجتمع، وعلى كل من يعمل في حقل الإبداع أن يدرك ضرورة اجتهاده في مواكبة هذا التطور الكبير الذي تشهده البلاد حتى يعم على كافة المجالات، وتحدّث عن أهمية مناقشة مشكلات المجتمع وضرورة التعرّض لكافة الموضوعات، وشدّد على أن فرقة الدوحة تحرص دائمًا على تقديم أعمال يستطيع أن يتواصل معها كل أطياف الجمهور لأن المسرح هدفه الأساسي مناقشة مشكلات المجتمع، ولفت إلى أن المسرح الذي يبتعد عن مشكلات المجتمع يبتعد عنه الجمهور بطبيعة الحال. وأكد رئيس فرقة الدوحة المسرحية أن القطيعة بين المسرح والمجتمع قادرة على هدم فن المسرح نهائيًا، موضحًا أن هناك قاعدة تحتم وجود ثالوث المسرح الذي يتكون من منصة العرض والممثلين ومكان الجمهور لكي تتم العملية المسرحية، وأشار إلى أنه بدون جمهور لن يكون هناك وجود للمسرح من الأساس، مضيفًا أن فرقة الدوحة تلتزم بتقديم عروض مسرحية تنطبق عليها معايير المسرح الجيد سواء كانت تقدّم عروضها داخل الدولة أو خارجها أو كانت تقدّمها في مسابقة بأحد المهرجانات أو على هامشها أو خارجها تمامًا، وختم محمد حديثه مشددًا على ضرورة بحث جميع المسرحيين عن نقطة التقاء بين المجتمع والمسرح لافتًا إلى ضرورة أن يحرص الفنانون على الارتقاء بفن المسرح لمواكبة التطور الكبير الذي تشهده قطر حاليًا، والعمل المستمر على تقديم عروض مسرحية جماهيرية تخدم الوطن وتفيد المجتمع.

 

 

 

دور مهم

 

الفنان محمد البلم رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية تقدّم أيضًا بالتهنئة للشعب القطري ولقيادته، وأكد كذلك على الدور المهم الذي يلعبه الفنان بالنسب لوطنه ومجتمعه، وقال: إنه لا يدخر جهدًا في تقديم أعمال فنية تفيد المجتمع، كما يحرص على المشاركة في الأعمال الفنية التي تقدّم قيمة للوطن، حيث شارك مؤخرًا بعمل فني لصالح وزارة الاقتصاد لتشجيع الجيل الجيد على التجارة والاهتمام بجانب الاقتصاد، كما أنه يهدف من خلال المركز الشبابي للفنون المسرحية إلى تقديم إعمال هادفة لجيل الشباب وصنع كوادر جديدة تفيد الوطن وتنعش الساحة الفنية، لافتًا إلى أن الفن يلعب دورًا مهمًا في توعية الناس وإظهار مشكلاتهم، ويعتبر حلقة وصل بين الناس والمسؤولين بطرحه قضاياهم وإشكالياتهم، وأكد على أنه يستعد حاليًا لمهرجان المسرح الشبابي في نهاية الشهر الجاري وتمنى أن يكون إضافة حقيقية للحركة المسرحية القطرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى