دور بارز لمهرجان “أجيال” بدعم الحراك السينمائي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*هيثم الأشقر
تشارك المخرجة مريم السهلي ضمن فعاليات “مهرجان أجيال السينمائي” بفيلم “تي بوي” أو “صانع الشاي”، والذي يجسد قصة انتقال أحد الشباب الهنود المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات للإقامة في الدوحة واقتناص فرصة عمل يظن أنها مرموقة لكنه يكتشف أنها وظيفة صانع شاي لموظفي المكتب. وعندما يكتشف أحد مدرائه مهاراته المتميّزة، يشعر الشاب بأن مستقبلًا مشرقًا قد بدأ يظهر أمامه أخيرًا. فيلم رائع يضع المشاهد في قلب الأحداث ليشعر بما يمر به هذا الشاب من آمال وأحلام وتطلّعات، ولتسليط الضوء بكل واقعية على الحياة الصعبة التي يمر بها العمال الوافدون، والفيلم مُونتاج وإخراج مريم السهلي، وتصوير صهيب أبو دولة، وبطولة كل من زكي خان وأسامة زبون، وسوف يعرض الفيلم يومي الخميس والجمعة ضمن فعاليات مسابقة “صنع في قطر” ومسابقة “بدر”.
وعن فكرة الفيلم تقول المخرجة مريم السهلي لـ الراية إنها شاركت مؤخرًا في ورشة سينمائية نظمها مركز الجزيرة للتدريب بالتعاون مع “أكاديمية نيويورك للأفلام”، لمدة 27 يومًا، وكان الفيلم هو المشروع الختامي لهذه الورشة، مشيرة إلى أن بطل الفيلم الشاب “زكي خان” شاركها في كتابة قصة الفيلم، مشيدة بدوره الكبير في أداء الفيلم وعن قدرته على أن يوصل الرسالة الرئيسية من العمل في 7 دقائق هي مدة الفيلم.
وقالت السهلي إن الفيلم لا يخص دولة معينة أو جنسية بعينها، بل هو يعكس حالات النصب التي قد تتعرض لها العمالة الوافدة في أي دولة، مشيرة إلى أنها أرادت أن توصل رسالتها للمجتمع الذي غالبا ما يكون قليل الاحتكاك بهذه الفئة من البشر، والتي لا تجد الفرصة للتعبير عن نفسها وعن أحلامها وطموحاتها.
وعن صناعة السينما في قطر قالت السهلي إنها ما زالت في بداياتها وتخطو بخطى ثابتة وبنجاح، مؤكدة أن الأفلام القصيرة والتسجيلية هي البداية، وأن آمال وطموحات الشباب الموجودين بإنشاء صناعة للأفلام في قطر كبير جدًا.
وأكدت السهلي على الدور الكبير لمهرجان “أجيال” في دعم الحراك السينمائي في قطر، مشيرة إلى أن المهرجان ساهم كثيرًا في دعم إنتاجات الشباب، وتعريفهم بالجمهور المحلي، مؤكدة أن إنتاجات الأفلام القصيرة التي يعمل عليها شباب السينما، لا مكان لها سوى العرض من خلال المهرجانات السينمائية، كما أن عرضها على زوار المهرجان من النقاد، والمتخصصين في مجال السينما يكسب الشباب خبرة كبيرة.
وأضافت: المهرجان أيضا يُشكل فرصة جيدة لصناع الأفلام الجدد لمشاهدة أحدث إنتاجات السينما العالمية، خاصة أفلام السينما المستقلة التي تكسب الشباب خبرة كبيرة في مجال صناعة الأفلام.
وأشادت السهلي بالدور الكبير الذي تقدمه “مؤسسة الدوحة للأفلام” في مساعدة الشباب ودعمهم من أجل النهوض بالفن السابع في قطر، لافتة إلى أنه لو نظرنا للساحة الفنية منذ 5 سنوات فقط، لم يكن هناك هذا الكم الهائل من الشباب الشغوف بصناعة السينما، وهذا الكم الهائل من الأفلام الروائية التي تنتج سنويا، ويشارك فيها معظم المواهب السينمائية الموجودة على الساحة.
ونفت السهلي أن تظل السينما القطرية حبيسة الأفلام القصيرة، مؤكدة أن هذه التجارب ستكون هي النواة لصناعة أفلام روائية طويلة، مشيرة إلى أن الشباب الموجود بالساحة يعمل بجهد وإخلاص، حتى يكونوا قدر المسؤولية للنهوض بصناعة السينما في قطر.
جدير بالذكر أن المخرجة تخصصت مريم السهلي في مونتاج الأفلام ومقاطع الفيديو وعملت في مؤسسة الدوحة للأفلام وقناة الجزيرة للأطفال، وإينوفيشن للإنتاج الفني، وتتضمن أفلامها الروائية القصيرة “بدون” (2012)، و”الهدوء المجنون” (2012) والذيّن عُرضا في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي في 2012، وقد تخرّجت السهلي في جامعة قطر وحصلت على بكالوريوس في الإعلام عام 2011 وهي أول قطرية تتخصص في المُونتاج، ويعتبر “صانع الشاي” أوّل أعمالها الإخراجيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الراية