دولورس يصدر “أنطولوجيا الحركة الطليعية” في بيرو

الجسرة الثقافية الالكترونية

أحمد ضيف *

المصدر / ثقافة 24

يتسأل كتاب “أنطولوجيا الحركة الطليعية” للمؤلف ثاتشاري دي لوس دولورس دور الأدب كتعبير منعزل بينما تشغل الأحداث السياسية العالم، فحركة “كلوأكا” الطليعية في بيرو، التي تكونت في الثمانينيات من شعراء وروائيين وفنانين وموسيقيين، وسبقت موجة العنف التي أطلقتها جماعة “سينديرو لومينوسو”، ضمت عناصر ساعدت على فهم بعض اللحظات التاريخية بشكل أفضل.

وظهرت في بيرو عدة حركات بحثت عن التجديد في اللغة، وكسر القوالب الاجتماعية، وخلق فضاء عام مختلف، مثل حركة “أورا ثيرو” الهامة، لكن حدث أن “كلوأكا” ظهرت بعدها عندما تحولت ليما لأرض وحشية، خلال فترة حكم آلان جارثيا الأولى وفي عز الأزمة الاقتصادية، وتتشابه المدن الكبيرة كثيراً مع المدينة التي رسمها خوسيه ماريا أرجيداس في روايته “كل الدماء”، حيث الصدامات الاجتماعية واختلاف اللغات والتقسيم الطبقي بين الأثرياء والفقراء والعنصرية وازدراء الطبقات الشعبية، حينها نمت المدن والقرى ونمت معها المناطق شبه الإقطاعية، وساد نظام الحداثة الغربية، فأصبح المجتمع في حالة غليان.

ومن رحم كل ذلك خرجت كلوأكا، التي عبّرت عن قيم، لكن مع غياب نموذج الدولة، وبحسب أحد مؤسسي الجماعة روخير سانتيبانيث، كانت ثورة شعرية بدأت بأحد مقاهي ليما وتولدت من حوار بين ماريلا دريفوس التي قالت إنها “حالة مزاجية، ويوتوبيا”، نتجت عن تدهور الديمقراطية البرلمانية التي فتحت طريقًا لاستفزاز الجماعات المسلحة مثل سينديرو لومينوسو وجماعة ماريا تي جيستا الثورية، كذلك لـ”الحرب القذرة” التي استمرت خلال تلك السنوات، من هنا بدأت أزمة اللغة، إذ لم يعرف الإبداع الادبي كيف يواجه معضلة عدم معرفة أين يضع نفسه في ظل الحدث الدموي، ومع انتشار الرجعية والتشرذم في المجتمع تحول الأفراد إلى مطاردين لأنفسهم، كل شخص أصبح شرطياً على الآخر.

وتتميز الجماعة أيضاً بعنصر آخر، ضم فنانين تشكيليين إليها، مثل فرنادو برايسي وإنريكي بولانكو وخلق “موجة توسعية” يشارك فيها مؤلفون مثل دومينجو راموس، بشعر شفاهي يتحدث من عالم الفقر المهمش، كذلك ضم سيدات استطعن التحرر من أفكار قديمة تسيد الهيمنة الرمزية للرجال وتعتدي على النساء، مثل ماريلا دريفوس ودالماثيا رويث روساس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى