«ديزني» تجدّد عالمها

الجسرة الثقافية الالكترونية

*زينة برجاوي

المصدر: السفير

 

في تغريدة عبر حسابها الرسميّ على “تويتر”، أعلنت شركة «ديزني» الأميركيّة أمس الأوّل، نيّتها إصدار جزء ثانٍ من فيلم «فروزن». وخلال ساعات، تحوّل وسم Frozen 2 إلى محور اهتمام المغرّدين ووسائل الإعلام. ويأتي ذلك بعد تحوّل «فروزن» إلى أكثر الأفلام ربحاً في تاريخ الشركة التي تنجح باختراع أخبار تشغل الإعلام، على مدار الساعة.

جعلت «ديزني» بعالمها الساحر، أحد أكبر ميادين الترفيه في القرن العشرين، ولكنّها ساهمت في المقابل بترسيخ مفاهيم نمطيّة مغلوطة عن الحياة، والجمال، والبطولة.

ذلك السجال القديم/ الجديد حول الأفكار التي تروّج لها عملاقة أفلام التحريك الأميركيّة، بات يدفعها إلى تقديم صياغات جديدة لأفلامها الكلاسيكيّة، وآخرها «سندريلا» الذي وصل بصيغته الحيّة إلى الصالات اللبنانيّة أمس الأوّل. وفي النسخة الجديدة من العمل، تطلّ الممثلة الأستراليّة كيت بلانشيت بدور زوجة الأبّ الشريرة، وتلعب الممثلة البريطانيّة الصاعدة ليلي جايمز دور سندريلا، ويحظى العمل حتى الآن بردود فعل نقديّة إيجابيّة.

محاولة «ديزني» تجديد عالمها، بدأ قبل أعوام، عبر تحطيم صورة «الأميرة» التقليديّة، من خلال أفلام تقوم على أبطال مضادين، أو يتمتّعون بميزات تتناقض مع مفاهيم الشركة العنصريّة والذكوريّة. هكذا أعلنت عن ضمّ أميرة جديدة إلى فريق عالمها الخيالي، وتدعى إيلينا من أفالور، وهي أول أميرة من أصول لاتينيّة على كاتالوغ الشركة. وأعلنت «ديزني» في بيان نشرته على موقعها إنّ إيلينا مستوحاة من فولكلور أميركا اللاتينيّة، ولن يكون لها فيلم خاصّ بها، بل ستشارك في مسلسل تلفزيوني يعرض بدءاً من العام 2016. ورأى مراقبون أنّ الشركة تبحث من خلال إيلينا عن وسيلة لردّ التهم الموجّهة ضدّها بالتمييز العرقي، إذ أنّ معظم أميراتها من العرق الأبيض، باستثناء تيانا ذات البشرة السوداء في فيلم «الأميرة والضفدع» (2009)، وبوكاهونتس وهي من السكّان الأصليين لأميركا الشماليّة (1995)، وياسمين الأميرة العربيّة في فيلم «علاء الدين» (1992). وفي وقت رحّب البعض بابتكار أميرة من أصول لاتينيّة، رأى بعض النقاد أنّها ستنضمّ إلى لائحة التنميطات السلبيّة المعتمدة في أفلام «ديزني»، متذكّرين كيف طغت الصبغة الاستشراقيّة على معظم شخصيّات فيلم علاء الدين على سبيل المثال. علماً أنّ كلّ الجهود المبذولة لتجديد صورة المرأة في أفلام «ديزني»، لم تفلح في إقناع كثيرين، ومنهم على سبيل المثال الممثلة الأميركيّة ميريل ستريب التي وصفت وولت ديزني بـ «كاره النساء» العام الماضي.

الرغبة بالتجديد، تواكبها عودة قويّة إلى الكلاسيكيّات، بعد الإعلان عن إطلاق نسخة جديدة من مسلسل «قصص بطوطيّة DuckTales» الشهير، في العام 2017. أعلنت الشركة عن ذلك نهاية الشهر الماضي، ما عدّه الإعلام خبراً سعيداً للكبار قبل الصغار. حظي المسلسل بشعبيّة كبيرة خلال الثمانينيات ومطلع التسعينيات، ما يعني أنّ معظم جمهوره في حينها، صاروا آباء وأمهات اليوم. وفور الإعلان عن إنتاج موسم جديد من السلسلة، قال نائب الرئيس والمدير العام في «ديزني» مارك بوهاج، أنّ «قصص بطوطيّة» تتمتّع بمكانة خاصة في تاريخ «ديزني»، وهي مستلهمة من أعمال الرسام الأسطوري كارل باركس صاحب شخصيّة بطوط، والذي قام بتطوير السلسلة على شاشة التلفزيون. وأكّد بوهاج إنّ النسخة الجديدة ستحافظ على روح المغامرة والطاقة نفسها، لتقدّمها للجيل الجديد، مع الشخصيّات المحبّبة المعروفة مثل العمّ دهب (Scrooge McDuck)، وكركور، وفرفور، وزرزور (Huey Duck, Dewey Duck, Louie Duck).

تجديد عالم «ديزني» لا يقتصر على الأفلام والمسلسلات، بل ينسحب أيضاً على نيّتها الاستثمار في تقنيات الواقع الافتراضي. وتناقلت مواقع إخباريّة معنيّة بالتكنولوجيا أخباراً عن عمل الشركة على إعادة بناء منتزهاتها الشهيرة بنسخ افتراضيّة، للاستخدام ضمن عوالم جهاز «أوكولوس ريفت» الجاري تطويره حالياً، وهو نظارات ضخمة يتمّ ارتداؤها على الرأس، لعرض واقع افتراضي ثلاثي الأبعاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى