ديوان المؤسس يتصدر معروضات “مال لول2”

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
تتواصل فعاليات معرض وبينالي”مال لول2″ في مركز المعارض وسط إقبال كبير من الزوار على ديوان الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، في جناح العارض سالم الأنصاري الذي لفت في بداية حديثه لـ الراية إلى أن هذا المعرض أبرز شغف أفراد المجتمع واهتمامهم بالتراث، سواء أكان جامعي المقتنيات المُحترفين أو الهواة المتحمسين لتلك الهواية التي تنم عن وعي بقيمة تراثنا المادي، وقد فتح هذا المشروع المجال أمام الشباب للتعرف على الماضي وسمح لأفراد المجتمع المحلي بالإطلاع على جزء من ماضٍ لم يعش به الكثير من الناس.
الشفاء
وأوضح الأنصاري أنه يشارك في هذا المعرض بأربعة أقسام تتضمن، كتاب ديوان الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، وكتاب الشفاء الجزء الأول لصاحبه القاضي عياض وعُني بتصحيحه وطباعته يوسف محمد أبوالسعود وطُبع في مطابع خليل أفندي في تركيا ويعود للقرن التاسع عشر، وآلة خشبية لصنع الحلوى، وبشتختة الطواش وبها ميزان وأثقال وموازين ومشخالة اللؤلؤ وكتاب اللآلئ، وقصائد أخرى نبطية، وآلة طبع مع “شنطتها”، ومكواة قديمة للملابس، وهاتف حراري “بوهندل” ولوحة رسم عليها منظر طاووس، وماكينة خياطة مع الطاولة، بالإضافة إلى راديو وغرانفون مصحوب بأسطوانات قديمة، وآلة عرض سينمائي، وبشتختة تعود إلى فترة ما قبل الستينيات، وراديو وكاسيت كاتريج، وأربعة مرشات قديمة للعطر، وساعة منبه على الطراز القديم، وبعض الأقفال، وكجوجة، وغراش نامليت بونيلة، ومراضيع أطفال على الطراز القديم.
وأوضح أن المقتنيات التي يشارك بها في هذه الدورة من “مال لول” تم تجميع البعض منها عن طريق تجواله بعدد من المعارض والمزادات في دول الخليج، فيما حصل على البعض الآخر عن طريق الأهل الذين يشاركونه كذلك تلك الهواية، منوهًا إلى أن عشقه لجمع التراث بدأ معه منذ الصغر، حيث كان يهوى الجلوس مع كبار السن ليعلم منهم عن”مال لول”، وأضاف: كنت دائم الزيارة لإحدى قريباتي في الإمارات وتعلمت منها في صغري عشق المقتنيات التراثية، وكانت دائمة الحرص على أن تهديني في كل زيارة إحدى التحف القديمة، وبعد أن تعلمت أن أجمع هذه المقتنيات كنت أحصل على الاحتفاظ بكل ما يريد الأهل التخلص منه نتيجة لقدمه، وقال: في الماضي لم يكن الكثيرون يعون أهمية تلك المقتنيات وكانوا يحرصون على التخلص منها وكانت هذه هي فرصتي للحصول على تلك التحف التي كنت أجد فيها قيمة لا يراها أحيانًا من يملكها، أما الآن فأصبح هناك وعي من جانب الناس بقيمة المقتنيات القديمة، ولعل معرض “مال لول” يعد أحد أسباب وعي الناس خلال الفترة الحالية بتلك التحف، حيث أصبح أهل قطر يملكون قدرًا كافيًا من الوعي بقيمة التراث، حتى إن من لا يملك هواية جمع التراث أصبح يحافظ على مقنياته القديمة، وأكد الأنصاري أن “مال لول” أتاح عرض مقتياتنا القديمة والتي نحتفظ بها في بيوتنا دون أن يطلع عليها أحد وبالرغم من أن المعرض لا يعود بفائدة مادية على المشاركين إلا أنهم باتوا يحرصون على مشاركة المعرفة بالتراث مع باقي المواطنين وهي عادة حميدة بدأت تنتشر في مجتمعنا، وقال: رأيت بعيني كبار السن يستأنسون ويتذكرون الماضي بمشاهدة القطع التراثية التي تتلامس مع ذاكرتهم وتشحذ وجدانهم للحنين إلى الماضي.
عرض متحفي
ولفت الأنصاري إلا أن اهتمامه بجمع التراث بدأ يزيد عامًا تلو الآخر بعد مشاهدته لـ “مال لول” في دورته الأولى وقرر أن يشارك في الدورة التالية، وكان ضمن أول من تقدموا بطلب لعرض مقتنياتهم به، مؤكدًا أنه يستعد كذلك للمشاركة في الدورة الثالثة، حيث مازال يجمع في التراث ويتجول في المعارض التي تقدم تلك التحف، وأضاف: قمت بشراء مقتنيات قديمة من معارض التحف وأماكن مختلفة وبعد شرائي لها زادت قيمتها، وفي الوقت الذي أحرص فيه على ألا أبيع أيًا منها، لا أبخل بعرضها في أي ملتقيات تراثية، وإلى جانب”مال لول” تستعير أحيانًا بعض الجهات العديد من مقتنياتي، الشيء الذي أرحب به وأجد فيه متعة بأن يتشارك الآخرون معي حب التراث والتعرف عليه.
حقوق العارضين
وعن مدى رضاه عن معرض “مال لول” في نسخته الحالية أكد أن أسلوب العرض في النسخة الثانية كان له دور كبير في تميز النسخة الثانية، حيث إن طريقة العرض تعتبر متحفية، الأمر الذي جعل المقتنيات بمثابة جسر للتواصل بين الأجيال، وأكد أن اللجنة المنظمة استطاعت أن تفوز بثقة العارضين حيث إن المعرض اشتمل على اتفاقية بين إدارة المعرض وبين العارض تم توقيعها لضمان حقوق الطرفين وحتى يشعر المشارك أن مقتنياته في أمان ويتمّ عرضها وحفظها بعناية تامة، وأكّد الأنصاري أن عدد المشاركين في النسخة الأولى كان أقل من العدد الحالي، وبعد نجاحها وذيوع صيتها زادت أعداد الراغبين في المشاركة، وهذا الإقبال دليل على نجاح مال لول1 وزيادة حجم الثقة لدى العارضين في إدارة المعرض، خاصة أن البعض كان يتخوّف من المشاركة في مثل هذه المعارض كنوع من أنواع الحرص الزائد على مقتنياتهم، ولكن بعد أن شاهدوا كيفية التعامل مع المعروضات والحفاظ عليها، أقبل المقتنون على المشاركة في بينالي مال لول، مشيرًا أن النسخة الثانية تتميز عن الأولى بزيادة عدد المشاركين، وهو ما اعتبره نجاحًا كبيرًا للمعرض منذ نسخته الأولى، مضيفًا أن المعرض نجح في تحقيق واحد من أهم أهدافه وهو أن يكون جسرًا للتواصل بين الأجيال يسهم في تعزيز الحوار بين الآباء والأبناء، ومن هذا المنطلق يجد الأنصاري أن المعرض فرصة لأن يصطحب الزوار أبناءهم معهم إلى معرض وبينالي “مال لول2” ليقدموا لهم إجابات عن جميع تساؤلاتهم الخاصة بمقتنيات المعرض، ويضيف أن أهم ما ميز هذه النسخة من المعرض أن المقتنيات المعروضة به كتب إلى جانبها شرح وافٍ للمعروضات وبعض المعلومات عنها، واختتم قائلًا نشكر الدولة التي تحافظ على التراث وتهتم به وتقدّم لنا كل شيء حتى يظل حيًا، وأكد أن المعرض يجمع التراث الخليجي المتنوع في كافة دول مجلس التعاون ليقدمه لنا في مكان واحد بعبق الماضي كما هو، ولكن بأسلوب عرض راقٍ، مؤكدًا أن هناك كثيرًا من الأشياء المعروضة من عصور قديمة لم يعاصرها الناس أو يروها على أرض الواقع.